بهلات

لم انسى ذالك اليوم الذى كنت اجلس فيه فوق شجرة النبق من الصباح وحتى بعد الظهيرة لم انسى مجموعة النخيل التى تضم وسطها بئر عميقة لا ادرى كيف نبتت هذه النخلات الطويلة حول البئر .. هذا البئر التى نثرت حولها الحكايات والقصص وكيف كان صاروخ بهلات ( عفريت بهلات) يظهر فى المساء وفى الظلام يروع الناس ويطاردهم ليذبحهم ويلقيهم فى البئر كما القيت بهلات بعدما ذبحها ابن اختها حموده وهو وصلاح .

كنت اسمع يوميا اقرانى واخوتى وحتى ابى وامى يتحدثون عن هذه المراة المسكينة التى راحت ضحية الذهب الذى كانت تلبسة وكيف انها كانت تعيش وحيدة ليس لها زوج او ابناء

لقد كانت امى هى مشعل الضوء الحانى وهى مصدر الرقة والحنان والصبر والتانى والتؤدة ... كانت لا ترد كلمة لاحد او تقاطع حديث احد فكل من يحدثنا تنصت اليه جيدا ... كانت تتمثل اخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى الانصات لقد ورثت ذلك منها فاصبحت محبوبا لدى كل من يعرفنى واتقد ان هذا من حسن الخلق ... ذكرت هذا ان امى رحمها الله لانها انصصت الى صديقتها التى كان اسمها نظيفة عندما جاءت ..سمعت الحوار كاملا وربما سمعت دقات قلبها المرتجف الذى ظهر على ارتعاش لسانها وهى تحكى لامى كيف رات صاروخ بهلات ( هو شبح اوعفريت شخص مات مقتولا يظهر مكان قتلة ويصرخ او يفعفل ما كان يفعل الميت اثناء خروجة روحة وهذا من اعتقادات الناس فى القرية )  كنت اسمع بانصات شديد واتخيل شكل هذا العفريت المسمى بالصاروخ وكيف ان عيناه حمراء يشع منها اللهب او حمراء مثل الدم .... لقد كان عمرى لم يتجاوز الثامنة ولكن بدات شرارة المعرفه والفضول لارى هذا العرفيت وجها لوجه واريد اكلمه ...نعم قلت نظيفة لامى ايوه كنت امشى فى الطريق عند الذبدانى ( شجرة سدر ضخمة مقوسة تنحنى الى الضفة الاخرى من الطريق مثل الجسر ) حبيت اميل لاقضى حاجتى بين النخل وبجوار البئر وعندما جلست سمعت صوت خلفى فنظرت اليه فاذا هو شخص لم ارى منه الا ذاراعاه ورقبة مقطوع نصفها وعينين حمراء منثل الدم لم يتكلم بل جالس على حافه البئر ارتعشت وجريت بسرعة حتى اننى لم انتبه لسقوط البانص من رجلى ( الباص يعنى الحذاء او الجذمة ) جريت بسرعة ولم انظر خلفى لكنى سمعت صوت سقوطة فى البئر وهو يصرخ....انتهى كلام خالتى نظيفة لامى ... سمعت ذلك وانا متشوق  لارى هذا الشبح او الصاروخ او العفريت لم انام فى هذا الليلة منتظرا الصباح لكن حكايتة خالتى قالت انها كانت بعد المغرب بعد رجوع الناس والبهائم من الحقول....كنت افكر فى الغد حتى ياتى وبالفعل جاء الغد فهرولت من بعد العصر وصعد فوق شجرة الذبدانى رايت اسراب الطيور وهى تروح ورايت قطعان الجاموس والبقر والحمير مع اصحابها رايت الفلاحين وعمال اليومية والراجعين الى النجع القريب من قريتنا .... وفوق ذلك رايت غريب الشمس وهر تسحب خيوطها الذهبية من بين غصون شجرة النبق قليلة الوراق التى انا فوقها ..... هبط الليل وعيونى متحجرة نحو كومة النخيل التى تجيط بالبئر نزلت مسرعها وقفت امام البئر بين النخيل وقفت ووقفت انظر الى البئر والف حول النيخيل .. اين الصاروخ وارمى بالطوب داخل البئر .... اين انت يا صاروخ بهلات اين انت تعالى عاوز اكلمك متخفش مش هعملك حاجة تعالى تعالى مش هضربك كلمات صادقة من قلب طفل صغير لم يتسرب الخوف اليه قيمة شعرة ولا اردرى ربما كان هذا هو بداية احتراق فتيل المعرفة الذى انظفى فترة ثم بدا مرة اخرى فى اخر السنوات ....صرخت وصرخت تعالى يا غفريت يا كلب انا مش خايف منك .. لم سمع او ارى شى با اسمع صوت الطوب الذى اقذفه داخل البئر ....

رجعت الى البيت واقدامى ملوثة بالختى من الطريق _  ( الختى هو فضلات الجاموس والبقر )

لقد حللت اللغز منذ صغرى هذه كانت منحة ربانية عرفتها فى اخى سنوات عمرى عرفت مدى عقول الناس المقعرة التى تحتوى صورا كثير متاخلة وعقائد خربة وخرافات مازلت تتوارث كما تورات خرافات كثية للان....نعم هكذا كانوا يعتقدون فبهلات التى استدرجها ابن اختها وابن عمته وقتلاها طمعا فى ذهبها وقاما بجر جثتها والقاها فى البئر وكان ذلك قبل الفجر بدقائق هذا الحدث هو الذى جعل الناس يعيشون مع صاروخ بهلات الذى يظهر ليحصل على حقها ويحاكم القتلة وقت لم يكن القانون يفعل ذلك ولك بالفعل لقد تم القبض على القتلة وهم ( ح ) و( ص ) احدهما مات فى سجنة والاخر قضى 10 سنوات وما زال صاروخ بهلات خرافة موجودة فى ثقافات امم كثيرةا..

انتهت قصة بهلات.......

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author