تكررت نقاشاتهم
ليس على هذا اتفقنا
ليرد زوجها... لم أقصر ماذا تريدين أيضا؟ هذا ما أستطيع فعله
انت لا تحبني.. وحياتي معك أصبحت ممله!!!
حوار صار يدور بين فيروز وزوجها كثيراً في الآونة الأخيرة
تزوجا قبل عدة أشهر كانت فيروز قد رسمت لحياتها نموذجاً تريد أن تسير عليه فمشاهير السوشل ميديا وبطلات التواصل الإجتماعي قدوتها في السعادة والدلال فهيشديدة المتابعة لهن وليومياتهن لا يفوتها أي حدث يخصهن
جميلات ( فلم تقتنع أن كل ماتراه عمليات تجميل )
غنيات ( فلم تدرك أن مايرتدينه دعايات فقط ويقبضن ثمنها )
سعيدات ( فقد كن جيدات التمثيل لدور الحب السعادة )
فيروز متعلقة ببعضهن مؤمنة بكل تصرف يقمن به
تزوجت وكان أول شروطها سيارة ثم صديقاتها وزياراتهن قدمتهن حتى على أسرتها فلم تكن عائلتها من ضمن الشروط
لم تكمل دراستها الجامعيه فقد كان مستواها الدراسي ضعيف فتركت الجامعة
تزوجت من عمر حالته المادية جيدة كان يجيد الإدخار وإدارة حياته المادية حتى تزوج
كانت طلبات فيروز الكثيرة لا تنتهي كما كان من شروطها تأجيل الإنجاب لنفهم بعضنا جيداً كما قالت
استغرب فلا دراسة تشغلها ولا وظيفة تجهدها
تسهر ليلاً لتتابع مشهورتها المفضلة التي تكثر الحديث عن ممتلكاتها ومجوهراتها وسفرياتها
كان عمر قريباً منها يراجع أوراق لعمله لتتحسر وتسمعه بنظام إياك أعني واسمعي يا جاره قائله؛ ما أجمل ما ترتديه هذه الرائعه سعره مقبول .. كم اتمنى مثله!!
عمر يسمع ولكنه يشغل نفسه أمامها بأوراق عمله هل تصمت؟ لا يعقل لو فعلت لأصيبت بجلطه
قررت تغيير الطريقة لتنتقل بجواره وتغير نغمة صوتها حبيبي ماذا تفعل؟
عمر : كما ترين مشغول أوراق مهمة لا تنتظر التأجيل
فيروز : حسنا إذا انتهيت أخبرني
وعادت للمتابعة
كان عمر يعلم بما في خاطرها فقد حفظ أساليبها أسلوب الدلع والدلال لتحصل على ما تريد
لكنه كره ذلك الدلال فقد ارتبط في ذهنه بطلباتها الكثيرة التي لاتنتهي
أي ألم ينتاب شخص يعلم أنك تدلله لتضحك عليه وتستغله
يوميات فيروز مضحكة أيضاً تسهر كثيراً حتى لا تفوتها شاردة ولا واردة
وصباحا يستيقظ زوجها ليصنع لنفسه كوب قهوة قبل أن يتوجه لعمله كان يصنعه ويبتسم وهو يتذكر وعودها بأن تصنع إفطاره وترافقه للباب وتنتظره مساء بأجمل صورهوأجمل طعام
لم تقصر نفذت بعض وعودها وهو أن تنتظره لتناول الطعام في إحدى المطاعم وقد استقبلته بأجمل شكل بعطور فواحه منعها كثيراً عن استخدامها عند الخروج
تقضي وقتها في تصوير نفسها معه بابتسامة واسعة انا ( وحبيب العمر ) وتكتب جملاً منوعة
كل وقتها سلفي وسوالف
ما هذا الذي أعيشه.. هذا حديث عمر مع نفسه.. ما هكذا تمنيت!!!
كنت احلم ببيت بسيط مع زوجة حنونة ثم أطفال رائعين
هل يعقل أن تكون فيروز أم لابنائي!! كيف ستربيهم إذا كانت هي مازالت تحتاج للتربية
صار يحذرها كثيراً وتعده خيراً وتمتنع فترة ثم تعود وكأن شيئاً لم يكن
حتى حانت اللحظة الحاسمة ذات ليلة فقد امتنع أن يخرجا بعد خصام لأسبوع وأن تتعلم الطبخ والإهتمام لبيتها وبدلا عن أن تنتبه وتهتم صارت تضايقه أكثر فأكثرمستغلة حبه الذي بدأ يتبخر
عاد مساء للبيت ومعه باقة ورد ملونة هدية لها بعد خصام
دخل بكل هدوء ليفاجأها لكن حدث ما لم يكن في الحسبان
سمع صوتها تضحك وتقول سأعلمه كيف يتعامل معي أنتي تعرفيني فليحمد ربه أنه تزوج فتاة بجمالي ورشاقتي
وقف يستمع ولم يحدث صوتاً
أكملت حتى لو أخذ قرضاً يجب أن نسافر فمن سافرت ليست أحسن مني
ماذا تقولين! أطفال؟؟؟ لاااا.... لا أفكر أبداً حتى يصبح كالخاتم في اصبعي.. عمر يستمع مصدوماً أنا خاتم؟ إذاً ليس هناك نية لتتغير انسحب بهدوء بباقة ورده وغابنصف ساعة
اعطى الباقة لأول من صادف في طريقه
كانت قد أنهت مكالمتها مع إحداهن من اللواتي تفننن في التخبيب
دخل هذه المرة كالمعتاد وأغلق الباب وهاهي تنفذ الخطة
وجدها قد ربطت رأسها مدعية صداع أليماً في رأسها
مسكينه متى حضر الصداع.. مع من أعيش أنا؟!!!!
هي تمثل عليه فقرر مجاراتها
مساء الخير حبيبتي
فيروز وبصوت مبحوح : مساء النور اعذرني أشعر بصداع فضيع كنت سأتصل بك لتحضر بعض الطعام
رد لا بأس.. لست جائعا وسأدخل للنوم
فتحت عينيها بإستغراب فليست هذه ردة الفعل التي تمنتها
واصل دخوله للحجرة وأدعى النوم وبقيت في الصالة تنتظر منه أن يطمئن عليها لكنه لم يفعل
فأرسلت لصديقتها رسالة.. تصوري.. عمر لم يهتم بما نصحتني بفعله لترد عليها لا تهتمي حاسبيه صباحاً
استيقظ عمر كالمعتاد وكانت في الصالة لكن يبدو أنها نامت ففشلت بقية مؤامرة صديقتها
قرر أن يلقنها درساً فقد ملّ من طفولتها وتقصيرها فهو لم يتزوجها ليعيد تأهيلها
اتصل من عمله
هناك دورة لي خارج المدينة لمدة شهر لذا جهزي حقيبة لي ولك فسوف آخذك لبيت أهلك حتى عودتي
ردت عليه.. بيت أهلي .. لا
أستطيع البقاء ببيتي.. أرسل لها لا يمكن أن أتركك شهر بمفردك جهزي الحقائب
وصل وقد جهزت الحقائب كان قد كتب رسالة مطولة وفي لحظة انشغالها وضع الرسالة في حقيبتها وذهب بها لبيت أهلها
عاد لبيته وأغلق هاتفه أما فيروز فقد كانت كثيرة الثرثرة والضحك ورواية أحداث كل شي لأمها عن من تتابعهن وعن عمر وسفره استمرت تتكلم وتتكلم...
كانت ترسل لعمر هل وصلت؟ ما اخبارك؟
فيأتيها إشعار أن رسالتها لم تصل ، لم تستغرب فقد وجدت له عذراً بتعب السفر وتوابعه
حان وقت النوم ودخلت لغرفتها عند أخواتها لتغير وترتدي بجامة النوم
فتحت حقيبتها لترى الورقة فتحتها لتجد نص الرسالة...
إلى من اخترتها شريكة لحياتي إلى من اخترتها لتكون أماً لأبنائي
شهور وأنا أنفذ رغباتك وأحقق أمنياتك علّ وعسى.. لكن لا حياة لمن تنادي حذرتك أرسلت لك رسائل شفويه وكنتي تعديني خيراً وتنقضين وعدك هل الزواج عندك لك وحدكلأمنياتك لطلباتك لسعادتك فقط؟ أين أنا من اهتماماتك؟ أكان يجب أن أكون شديداً قاسياً لتحققي طلباتي؟ هل إهتمامي وحناني جعل مني أضحوكة عندك!!! رضيتبتقصيرك تجاهلك بضياع وقتك في متابعة فاشلات المجتمع
فتتفقين مع صديقاتك ضدي؟ لماذا؟؟؟ أبقي عند أهلك لن أرجعك لبيتي مرة أخرى فترة وتصلك ورقة الطلاق.. أنا لا ينقصني شيء سأبحث عن من تعرف معنى الزواجقيمة الزواج أهميّة الزواج أهمية تكوين أسرة تكون لها أما ومربية واخيراً لا تتواصلي معي أبداً فقد غيرت رقمي
قرأت الرسالة وعادتها كثيراً تبللت بدموعها
لاااا.... هو يمزح ليس جاد
يطلقني لاااا صرخت بصوتها كله
لتجتمع أسرتها حولها
جمعت الرسالة ككرة في يدها وأخذت تبكي سحب والدها الرسالة وقرأها لم يتكلم خرج لغرفته
أما أمها فاُسقط في يدها لا تدري ماذا تفعل ذهبت لزوجها لتسأله عن محتوى الرسالة ليعطيها ويقول هذه نتيجة تربيتنا.. دلالنا تظن أن عمر أبوها أو أمها وسيستحملتقصيرها وأنانيتها كم قلت لك لاتدللي البنات علميهن ماهو دور المراة في بيتها حملت كل شي عنهن يتابعن البرامج والأجهزة نوم كسل طعام بلا عمل تحملي دلالك... سيطلقها
صرخت الام.. ماذا تقول؟ يطلقها!!!!
ليرد : دعيها تنام وغداً صباحاً لي معكن حديثاً آخر
حاولت فيروز النوم فلم تستطيع
عادت لحجرتها مع أخواتها انتهت الخصوصية.. الاستقلالية عادت لتشارك أخواتها في كل شي من جديد💔
استيقظ أبوها باكراً
ليطلب من أمها أن تدعوها لحجرته وأن توقظها إن وجدتها نائمة كانت قد نامت بعد جهد جهيد فأَيقظتها أمها دخلت لأبوها ووجهها متورم من السهر والبكاء المضحكالمبكي أنها نسيت جماعة التواصل ولم تصور ولم تضع زينتها وأحمر خدودها وتصور نفسها... وتقول صباح الخير لمن يتابعها
دخلت حجرة والدها تنتظر الذم والخصام لكنه كان مبتسماً.. أهلاً بابنتي حبيبتي لقد افتقدناك كثيراً منذ زواجك.
كانت فيروز وأمها مستغربات من ردة فعله
أكمل هو رجل ناقص فليحمد ربه على الجوهرة الثمينة لا تهتمي حتى لو طلقك سأزوجك لابن عمك تركي.. كان تركي ذا سمعة غير طيبة قاسي عصبي..
ردت ماذا تقول يا أبي مستحييل
قال لها : كان مستحيل سابقاً أما الآن يجب أن نثبت لزوجك أن هناك من يقبل بك وان العيب فيه
بكت وعادت لحجرتها ركضاً اي مصيبة أنا فيها
تذكرت من رسالته أنه سمع حديثها مع صديقاتها تذكرت كل لحظة نصحها فيها وما أكثرها من لحظات بل أن وقته كله كان نصائح وتحذيرات
بعد لحظات قال لها والدها حبيبتي عادت بهجة البيت لن نفطر إلا من يديك الجميلتين
كان عقلها مشغولا قلبها مفطوراً
لا تسمع إلا صوت عمر ودلاله وتبكي
كم أنتظر منها الإفطار ولم يذقه إلا مرات بسيطة هاهي تصنع إفطاراً لعائلة بدلاً من شخص واحد
طلب منها والدها عمل سفرة طعام محترمة كذلك كانت وجبة الغداء ثم العشاء نسيت جوالها وتواصل صديقاتها
أرسلت رسالة لعمر لكنها لا تصل أدركت فعلاً أنه غير رقمه
طلبت من والدها رقماً جديداً لتتجنب سؤال الصديقات والمعارف أجل انتهت يومياتها وتصوير المطاعم والأسواق...
سمعت والدها يتحدث في الهاتف مع أخيه أجل ننتظر بعد الطلاق مرور العدة وليتمم الله كل شيء على خير
تغيرت حياة فيروز للنقيض تماماً
وسرا الحزن فيها كانت تجتهد في عمل كل شي في المنزل تكفيراً عن تقصيرها مع عمر ومعاقبة لنفسها كانت تقول ماضير لو كنت كما تمناني عمر كم قدم لي كم ذقتالراحة والدلال معه كم أدعيت المرض والملل حتى ملّ مني
تواصلت صديقتها المقربة منها معها وكانت قد غيرت رقمها وعلاقتها بالهاتف لتتواصل صديقتها مع أخت فيروز وتطلب لقاءها جاءت بعد أن اعتذرت منها فيروزكثيراً لترى وجه شاحب وصمت طويل لتسألها وتسب عمر عندها
وقفت فيروز فجأة وصرخت في وجهها.. لا اسمح لك بذلك
أنت السبب.. لا أنا السبب ظللت استمع لك ولسواك عن حقوقي ومالي ولم أعرف ما عليّ لم تكوني مخلصة أبداً صديقك من صدقك من خاف عليك من نصحك أي غبيةكنت أنا طردت نفسي من جنتي قالت ذلك وذهبت لغرفتها
شعرت صديقتها بالإحراج وغادرت
مرت الأسابيع ووالد فيروز يتحدث كثيراً عن تركي وأنه مهما طال الزمن في بقاءها سيكون زوجها القادم
كانت أمها حزينه وفي نفس الوقت سعيدة فمن تراها هي فيروز أخرى
مهتمه تطبخ تغسل تنظف وفي وقت فراغها تقرأ تمارس هواية أهملتها وهي عمل الصوف(كوروشيه)
مرت ثلاثة أشهر وفي الصالة سمعت جرس جوال والدها
كانت فيروز تكره اتصالات الناس عليه وخصوصا عمها وابن عمها
رد أبوها .. مرحبا بكم ننتظركم غداً على العشاء.. ثم قال لزوجته وبناته
غداً عندي ضيوف أريد سفرة طعام بها كل مالذ وطاب ومن يدي حبيبتي فيروز
أجل أصبحت تجيد طبخ كل شي وفعلاً لم تقصر فقد كان المطبخ ينسيها التفكير بحياتها السابقة بعض الوقت
جهزت سفرة طويلة بها لذيذ الطعام
حضر الضيوف وتناولوا القهوة
بعدها خرج والدها ليناديها استغربت معتذرة قال غيري ملابسك وتعالي رفضت
ماذا تقول يا أبي
أصر والدها فنفذت وهي تبكي بكاءً مُراً
لتدخل مع والدتها
كان الضيف عمر ووالده...
لم تصدق لقد انقطعت أخبار عمر تماماً
وظنت بمرور الأشهر أنه طلقها وقد حضر ابن عمها و.. و..
بل هو عمر زوجها الذي حزن لما وصلت إليه من حزن ظاهر
لكن ابتسامتها التي اختلطت بالدموع أنستها من حولها وانطلقت نحوه تسلم عليه وتتأمله أمسك يدها واجلسها بجواره
وقال : أتصدقين أني أطلقك!!
كان هناك اتفاق سري مع والدك
أردت بقاءك شهر فطلب عمي أن تبقي أكثر
كانت أخبارك تصلني وكنت أطير سعادة بك وبتغيرك
ردت.. أجل تغيرت وندمت وكنت أحاسب نفسي وأعض أصابع الندم أنك ستتزوج
وأني لن أراك مجدداً بعد طلاقي
كانت ليلة سعيدة بمعني الكلمة. عادت بعدها لبيتها سعيدة... محبة راضية
صباحاً استيقظ عمر ليجد وجبة إفطار لذيذة مع وردة جميلة
عاد مساءً لتستقبله في أبهى حلة والبيت يتراقص نظافة ورائحة البخور تفوح في أرجاءه مع وجبة طعام لذيذة
فعلاً فيروز تحولت لقطعة مجوهرات
جميلة.... وفيروزة فاتنة💎
ولم تمر أشهر إلا وقد بشرته
بانها ستصبح أما لولي العهد
كانت سهرتهما بعيداً عن مشهورات الفراغ
يقضيانها بين حديث أو تسليه أو عمل ملابس صوفيه لطفلها القادم في مملكتها السعيدة
مع إن الأحداث حقيقية جداً.. لكن التغير لا يكون بمثل هذه البساطة، زوجها ضعيف الشخصية وستعرف تسيطر عليه في النهاية.. لو كان يستطيع تغييرها كان غيرها وهي في منزله فإذا تغيرت فستكون النتيجة مضمونة.
You must be logged in to post a comment.