تايتنك:السفينة الغير قابلة للغرق هكذا اطلق عليها .
في عام (1912) تجمع حشد كبير ومتحمس في إحدى المؤانى الانكليزية ، لقد جاؤوا لمشاهدة سفينة جديده وهي أضخم وأفخم ماعرفه العالم من سفن، لقد كانت تحتوي على قاعات واسعة متعدده ،وصالات كبيرة هذا مااطلق عليها لقب (القصر العائم )كانت جاهزه لتطلق اول رحلاتها الى نيويورك عبر المحيط الاطلسي .
كان منظرها مدهشا ورائعا فطولها مئتان وسبعون متر، ولها اربعة مداخن ترتفع عاليا في الفضاء حتى تكاد تطول السحب .
استغرق بنائها ثلاث سنوات .
فقد صممت بشكل آمن وأبواب ثقيلة تمنع تسرب الماء ،وعندما بدأت الرحلة شعر المسافرون الذين صعدوا على متن السفينة بأنهم محظوظون لإنهم يتواجدون على متن سفينة مثلها .
وعند الظهيرة انطلقت الصافرات وقام البعض بإلتقاط الصور الفوتوغرافية ،كان معظم المسافرين أثرياء جدا يحملون بطاقات الدرجة الاولى ،وقد انضم الى السفينة ركاب مهاجرين أجبرهم ضيق العيش على مغادرة أوطانهم ،وبلغ اجمالي الذين أبحروا على السفينة الفان ومئتان وثمانية مسافرين ،من بينهم طاقم السفينة ، كان من المخطط ان تصل السفينه في ستة أيام ،وتوقع الركاب أن يمضوا وقتا رائعا خلال هذه الأيام .
كان مجرد التجول في أرجاء السفينة مغامرة مثيره ،وكان هناك ثلاث طبقات للغرف فمسافرين الطبقة الاولى يقطنون في أعلى السفينة وكان فيها غرف مميزه ولوحات جميلة وبرك سباحة وصالات رياضيه ،أما الطبقة الثانية فكانت غرفهم بسيطة وايضا جميلة ،أما الجزء السفلي من السفينة كان لمسافري الطبقة الثالثة ذات التذاكر الأقل تكلفة ،وكانت غرفها صغيرة ولكنها مريحة ونظيفة ،وكان المسافرين يرقصون ويمرحون فيها ايضا.
حملت السفينة كميات ضخمة من الطعام والشراب وبحلول ظهيرة يوم السبت كانت السفينه منتصف المحيط الاطلسي وكان القبطان سعيد جدا بسرعة تقدمها في البحر .
وبحلول المساء كان حراس المراقبه يحدقون على (منصة المراقبه)،وخلال مراقبتهم لها كان قبطان سفينة اخرى مرت من نفس الطريق ارسل تحذيرات لقبطان سفينة التايتنك من الجبال الجليديه في طريقه ،فحث قبطان التايتنك طاقم الملاحه الحذر من الجليد ،دون ان يقلل السرعه او يقرر التوقف في المياه ،فجأة ...
ظهر امام حارس المراقبة جبل جليدي فصرخ وقرع جرس الانذار ،حاول طاقم السفينة توجيه دفة السفينة بعيدا عن الجبل الجليدي ونجحوا فعلا في منع مقدمة السفينة من الاصطدام ،الا ان كتل ضخمة من الجليد ارتطت بقوة بجانب السفينة وفتحت ثغره فيها ،فاندفعت المياه الى السفينة،توجه القبطان لتفقد الاضرار فتأكد ان الماء ملىء خمس مقصورات فنطق (السفينة تغرق) وخلال ساعتين ستغوص للأسفل .
أمر القبطان بتجهيز الركاب على عجل لمغادرة السفينة من دون تخويفهم ،انطلق الطاقم يدعون الركاب الى ارتداء ملابس ثقيلة وسترات نجاة ،ولم يخبروهم أن السفينه تغرق .
وبدأ الملاحون نقل الركاب من النساء والاطفال اولا الى قوارب النجاة ،وكان هناك قوارب تنزل الى البحر غير ممتلئه خوفا من الركاب النزول الى المحيط ،وحاولت الفرق الموسيقيه تلطيف الجو عن طريق العزف ،وعند الساعه الواحده والنصف صباحا شاهد الركاب منظرا مرعبا لايوصف فقد غاصت مقدمة السفينة في الماء، وانتقل الركاب مذعورون باتجاه المؤخره ،وفي الساعه الثانيه وخمس دقائق صباحا ،لم يبقى سوى قارب نجاة واحد ،وكان لايزال هناك مئات الأشخاص على متن السفينة ،فالسفينة كانت مجهزه بعشرين قارب نجاة فقط.
خفتت الانوار وغاصت السفينة ،ولم يصل الا عدد قليل من الذين قفزوا الى قوارب النجاة ،ولم تلبث الرقائق الجليديه أن التصقت بشعرهم وملابسهم.
وقبل ان تغرق السفينة وقفت بشكل عامودي ولمعت شرارات الاسلاك ،وسمع الناس صوت ارتطام كبير ومن ثم هدأ كل شيء واختفت السفينة .
كان الامر لايصدق بالنسبة لسفينة (التايتنك)
العظيمة غرقت في اول رحلة لها....
You must be logged in to post a comment.