تحديد جنس الجنين
تخيل عزيزي القارئ أنك تجلس في إحدى عيادات الإخصاب، ويأتي لك الطبيب بعينات لتختار منها عدداً من الأمور التي ترغب أن تكون في ابنك أو ابنتك بناء على ما تقرر أيضاً، فتتصفح تلك العينات، وتبدأ باختيار لون الأعين، من ثم تتنقل إلى لون الشعر، وبعدها إزالة الجينات التي تسبب بعض الأمراض، قد يبدو هذا ضرباً من ضروب الخيال العلمي، ولكن عزيزي المشاهد صدق أو لا تصدق هذا أمر حقيقي بدأ تنفيذه، وخاصة في تحديد جنس المولود، فهنالك بعض الطرق الدقيقة والعلمية التي من ممكن أن يتم بها تحديد جنس الجنين، فكيف يتم هذا وما هي آلية عمله، دعونا تنعرف عليها معاً في الدقائق التالية.
في بداية الأمر لا بد لنا أن نتعرف على الكيفية التي يتم تحديد جنس الجنين بها، فبداية لنسأل كيف يتحدد جنس الجديد بولد أو بنت وقت الإخصاب؟
يتم الإخصاب عن طريق الاندماج بين البويضة والجيوان المنوي، فالبويضة تحمل كروموسوم X فقط، أما الحيوان المنوي فقد يحمل كروموسوم X أو كروموسوم Y ففي حال التقت بويضة مع حيوان منوي يحمل كروموسوم X فتنتج بويضة مخصبة تحمل كروموسوم XX وهو الكروموسوم الأنثوي، أما إذا إلتقت البويضة مع حيوان منوي Y فإنها تنتج بويضة مخصبة تحمل كروموسوم XY الذكري.
أما عن الآلية العلمية التي يتم بها ذلك فهي على الشكل الآتي:
- الحقن المجهري
- تحديد جنس الجنين قبل نقله
فأما بالنسبة للحقن المجهري، فيتم عن طريق القيام بعدد من الفحوصات للمرأة، ومن بعدها يقوم الطبيب بعمل منظار للرحم للاطمئنان على الرحم، ويتم إعطاء بعض المنشطات من ثم سحب البويضات وفصلها وحدها.
وبالنسبة لآلية فصل الحيوانات المنوية التي تحتوي على كروموسوم X أو Y، فهي عملية دقيقة ومفصلية في نجاح تحديد جنس الجنين وتكون بالشكل الآتي:
في البداية يتم أخذ عينة من الزوج، ووضعها في أنبوب اختبار، وعن طريق جهاز الطرد المركزي يتم فصلها إلى جزئين واحد كثيف يحتوي على الحيوانات المنوية بكروموسوم Y والذي بدوره يطفو بالأعلى، وآخر يحتوي على حيوانات منوية بكروموسوم X ويكون بالأسفل لأن كثافته أعلى. ويتم إختيار نوع الحيوانات المنوية المراد حقنها في حال إختيار جنس المولود. ولكن أثناء هذه العملية توجد يعض الإحتمالات بأن يكون هناك حيوان منوي من كروموسوم آخر في المنطقة التي تم فصها، ولهذا الأمر يتوجب وجود خطوة للتأكد تسمى "خطوة فحص عينة الجنين"، إذ أنه لا يوجد أي وسيلة علمية لتأكد من أن الحيوان المنوي يحتوي على كروموسوم X أو Y، حيث أن ذلك يتطلب تحطيم الحيوان المنوي للحصول على ال DNA الخاص به وهذا يعمل على تدميره.
ولحل هذا الإشكل يتم أخذ عينة بالقسطرة من الجنين المتكون من التلقيح ومن ثمّ إرساله إلى معمل الجينات لفحصه، ففي حالة أن النتيجة XY فالجنين ذكر، أما XX فيكون أنثى ويتم التحقق من النجاح بناء على الجنس المطلوب.
ولكن ما نسبة نجاح هذه العملية؟
تعتمد هذه الطريقة على شروط الحقن المجهري، هنالك نسبة تتراوح بين 60-70% نجاح الحمل في الحقن المجهري، وإذا ما تم نجاح الحمل فهذا يعني نسبة 100% من تحديد جنس الجنين، مما يعني أن الدور الأكبر في عملية نجاح العملية هو نجاح الحمل وثباته في الحقن المجهري، وكما أسلفنا في حالة الحمل يكون نسبة ضمان نحديد جنس الجنين 100 بالمائة.
أتاحت تلك الطريقة فرحة احتيار جنس المولود قبل الحمل، فهي آلية علمية وآمنة، تدخل البهجة على قلوب الوالدين.
You must be logged in to post a comment.