تقييم عام لحالة صناعة الأفلام وفنون التقنيات البصرية في الأردن

 مطلع الستينيات بدأ تصوير الأفلام العالمية في الأردن وذلك لما يوجد فيه من أماكن طبيعية ذات مواصفات تشجع شركات الإنتاج العالمية على اخياره كمكان للتصوير، حيث كانت أول تجربة عالمية في فيلم "Lawrence of Arabia" عام 1962م. واستمرت القائمة بالتوسع إلى أن تم تأسيس الهيئة الملكية الأردنية بموجب قانون خاص رقم (27) لسنة (2003)، وبدأت الهيئة بالعمل على إنشاء أجيال متخصصة في مجالات صناعة الأفلام وذلك لتوفير قوى عاملة في هذا المجال.

 

في الفيلم "The Holy Family" عام 2006 (10%) فقط من العاملين فيه كانوا أردنيين، بينما في الفيلم "The Martian" عام 2015 (90%) من العاملين في الفيلم كانوا أردنيين. منذ تأسيسها حرصت الهيئة على إعداد أفرقة من المحترفين المجهزين للعمل كجزء من طواقم التصوير خاصة العالمية منها، ونتيجة لذلك فإن القوى العاملة في هذا المجال لابأس بعددها علماً بأنه من العام 2010 ازدادت أعداد طلبات تصوير الأفلام العالمية داخل الأردن مما شجع الهيئة على زيادة نشاطها وفي العام 2015 أسست الهيئة 6 مراكز أفلام في كل من العقبة، وادي رم، البتراء، المفرق، الزرقاء، السلط بالإضافة إلى عمان، ويعتبر الهدف الأساس لهذه المراكز تدريب الشابات والشباب على اتقان مهارات وفنون صناعة الأفلام في مختلف التخصصات، إضافةً إلى نشر ثقافة السينما حتى بين الأطفال الذين خصصت لهم الهيئة برامج خاصة.

 

على الرغم من وجود مختصين ومحترفين وأكاديميين في الفنون المختلفة لصناعة الأفلام يبقى سوق العمل بحاجة لتدفق أعداد من المؤهلين في مختلف مجالات صناعة الأفلام، حيث تسعى الهيئة لسد الفجوات الناشئة عن النقص في المؤسسات الأكاديمية التي تقوم بتدريس هذه التخصصات، إذ إنه من الملحوظ وجود قصور في الجانب العملي في الخطط الدراسية خاصة في المجالات المتخصصة ضمن صناعة الأفلام. وبالرجوع لما ذكر سابقاً عن طلبات التصويرالعالمية داخل الأردن، فإننا نتلقى ما يزيد عن 10 طلبات سنوياً مما يعطي مؤشراً على وجود إقبال على الأردن من هذه الناحية خاصة بعد قانون الرَّدّيات الضريبية الذي أقر نهاية العام 2017 فإنه أمر مشجع لشركات الإنتاج الأجنبية لاستهداف الأردن كموقع رئيسي لتصوير الأفلام.

 

نرى بأن استحداث برامج ومسارات أكاديمية متخصصة أمر مهم جداً ومن شأنه أن يساهم في إنشاء مجموعات عمل محترفة في مجال صناعة الأفلام، علماً بأن الهيئة تقوم بعقد ورشات عمل تتناول مواضيع متخصصة ودقيقة في صناعة الأفلام وعلى أكثر من مستوى احترافي، ولكن تحديد برنامج أو مسار أكاديمي يساهم في ترسيخ المعرفة بشكل أكبر وتطوير هذا القطاع بطريقة منتظمة. ومن المهم أيضاً الاهتمام بتنويع اللغات التي يتم استخدامها للتدريس، ذلك أن الواقع يحتم دخول الكثير من الأشخاص ذوي الثقافات والخلفيات والجنسيات المختلفة في هذا المجال، وكوسيلة أساسية للتواصل فإن استخدام اللغة الانجليزية بالإضافة للعربية في التدريس من شأنه أن يختصر الكثير من الجهد والوقت على الطلبة المهتمين بدراسة صناعة الأفلام بجوانبها المختلفة.

 

تعتبر التكنولوجيا الرقمية الأداة الرائدة في فنون صناعة الأفلام ولها تأثير أساسي على سير العمل خلال الإنتاج من خلال التسهيل الكبير الذي تقدمه لصناع الأفلام، وتحرص الهيئة على استخدام التكنولوجيا الرقمية في ورشات العمل التي تعقدها وذلك لتدريب الطلبة عملياً على هذه التقنيات وأيضاً لتشجيعهم على استخدامها بحكم أن أي عملية إنتاج من الممكن تنفيذها لا بد من استخدام أدوات رقمية فيها مما يجعل المعرفة بهذه الأدوات والتقنيات مهماً جداً خاصة بشكل منتظم ومخطط له ضمن خطة تعليمية شمولية.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author