القصة على لسان صاحبها، وهو رجل كبير في السن طلق زوجته ويعيش بمفرده
يقول صاحب القصة:
كنتُ أعيش بمفردي في شقة تتوسط إحدى عمارات الحي السادس في مدينة السادس من اكتوبر، ترقبني العيون، كوني وحيدًا، يطلُّ علي أبنائي المتزوجون من حين لآخر، وكانت لي جارة منتقبة، يبدو من هيئتها أنها تخطت العقد الرابع من عمرها، ويبدو أيضاً على ما لاحظتُ أن زوجها متوفي أو منفصل عنها، فلا صادف يوماً أن أراه.
كنتُ أراها عند صعود وهبوط الدرج ولا أُعير لها انتباهًا، وكذلك لم يبدو على محياها شيئًا من الإنتباه لي، أو هكذا ظننتُ في بداية الأمر، كانت تتعمد أن تنادي على اولادها حين نزولي ومروري من أمام باب شقتها المفتوح في أغلب الأوقات، أو ترفع من صوتها حين أكون مارًا من أمام نافذتها فقد كانت تقطن بالطابق الأرضي، وأنا استقل في الدور العلوي.
ورغم أنها كانت منتقبة إلا انها عندما تشعر بوقع أقدامي كنتُ أراها تظهر عند باب شقتها بحذر وهي سافرة، ، وكثيرا ما كانت تأتي، بأفعال غير طبيعية متصنعة الخروج من مسكنها حتى تلتقي بي وجها لوجه !!
كل هذا وأنا لا أعير لها بالاً، غير مكترث بحركاتها التي توحي بالرغبة في التعارف وذات يوم حدث ما لم يكن في الحسبان وما لم أفهمه، وكأن القدر رسم لها حوارًا يبدو طبيعيا غير أنها كانت تبتغيه، تابع معي لتتعرف إلى ما وقع منها ..
خرجتُ يوماً لشراء بعض احتياجاتي، كنتُ أمام حانوت لبيع المنظفات، وطلبت من البائع صابونة أحضرها ووضعها امامي، وبحركة سريعة مباغتة امتدت يد من جواري وأخذت الصابون، فنظر فإذا هي امامي!! ..
فقلت مستغرباً لقد اشتريتها!! ..
فقالت على الفور بشكل يحتاج إلى تفسير: هي هدية مني لك.
فقلت: اعطيها لمن يستحقها أفضل !!
فقالت: ولكنني ارغب في اهدائها لك.
ولكني حين أصررت بالرفض انفلتت مسرعة ولم تعقب، وتركتني في حالة استغراب، مع البائع الذي بدأ أقل استغراباً مني.
فتوجهت اكلم البائع متعجبًا على هذه الطيبة فأجاب: لله في خلقه شؤون!
ثم رمقني بنظرة لم افهمها في تلك اللحظة، وعلى كل حال، عدت إلى منزلي وبدأت أنظف بيتي وأشرع في تجهيز الطعام، ولما فرغت من فطوري، توجهتُ أغسل ملابسي، ثم فرغت بعدما قمتُ بنشرها، مستمتعاً بأشعة الشمس الدافئة.
مر اليوم بشكل عادي، سوى هذا الموقف الغريب الذي حدث في صبيحة هذا اليوم، ولكني نسيت ما جرى مع بداية يوم جديد.
أصبحت مع إشراقة اليوم التالي، وبينما ألمم ملابسي، لاحظت غياب قميصي، فنظرتُ أسفل شرفتي، فوجدته ملقى على الارض، نزلت وتوجهت إلى قميصي والتقطه، فإذا به مقطوع بشكل غريب، وبدا كأنه منزوع منه جزء بمقص أو بأداة مشابه، اكتشفت ذلك ولم أجد تفسير، عند ذلك قفزت إلى ذهني فكرة أن ذات النقاب هي من فعلت ذلك، ربما بغرض السحر لي، ولكن هيهات فقد خاب أملها.
You must be logged in to post a comment.