جحا.. شخصية كوميدية موجودة في كثير من الثقافات القديمة، رجل أربعيني يجول بحماره طوال النهار، ليقع في مواقف يتصرف فيها ببلاهة وغباء مدعيا الذكاء والحكمة... كل هذه المواقف اتسمت بنوادر وأصبحت تستخدم للإسقاطات السياسية والاجتماعية والشخصية، وأصبحت تحكى في كثير من البلدان.
شخصية جحا ظهرة لأول مرة في كتاب القول في البغال للأديب العربي الحاجظ الكناني، ليصبح منم أشهر الشخصيات في الأدب والتراث العربي، ويقال غنه شخصية حقيقية، عاشت في فترة من الزمن، ونُسب لشخصيات تاريخية كثيرة في الثقافات العربية والأجنبية..
نوادر جحا ظهرت في عصر الصحابة واستمرت للعصر العباسي والأموي، ويقال إنه مقتبس من شخصية حقيقة هي دُجين بن ثابت الفزاري المولود سنة 60 هجرية، وعاش في مدينة الكوفة في العصر الأموي وعُرف بنوادره ومواقفه التي تناقلها الناس من مدينة لمدينة ومن عصر للتالي. وفي تركيا، يقال أن شخصية جحت مقتبسة من الشيخ نصر الدين الرومي. وفي الثقافة الإيرانية نسب إلى المولى نصر الدين..
انتقلت شخصية جحا بعدها لأوروبا، حيث ظهر في إيطاليا تحت اسم زي جوخا وفي بلغاريا باسم غابروفو وفي يوغوسلافيا كان اسمه المغفل أرو.
تقول الكاتبة الإيطالية فرانسيسكا كوراو (Francesca Corrao)، مؤلفة كتاب جحا الصقلي، إن شخصية جحا موجودة في كل ثقافات دول البحر المتوسط ومن الصعب التعرف على الشخصية الحقيقية لحجا ولكن من المؤكد أن أصله عربي.
وأعمال فنية كثيرة رسمت شخصية جحا بحكمته وبلاهته أشهرها: مسرحية جحا يحكم المدين للفنان سمير غانم ومسلسل جحا المصر للفنان يحيى الفخراني.
قصص جحا موجودة في عدة كتب تراثية منها: كتاب الفهرس وكتاب كليلة ودمنة، وتحولت نوادره لأفلام كرتونية ويبقى من أشهر الشخصيات الكرتونية وأشهر نوادره: قصة جحا والحمار.
وعلى مر العصور كانت شخصية جحا رما استخدمه الناس حتى يعبروا عن حالهم ومواقفهم وليعكسوا عبره حياتهم الاجتماعية أو ليعرضوا آرائهم السياسة بطريقة ساخرة وغير مباشرة، لأن جحا جزء منا فقد تجده في حياتك سواء في الشغل او المواصلات ومواقع التواصل الاجتماعي فجحا هو أي شخص مغفل ومتحذلق وهؤلاء قد غزوا حياتنا.
You must be logged in to post a comment.