جريمة فى الحفلة التنكرية (الفصل الثالث)

-لا أعرف، لم يخبرني، ومنذ ذلك الوقت اختفى ياسر وبقى يرسل لي رسائل ومبلغ كل شهر وفى أخر رسالة اخبرني انه سيعود قريبا.

-حسنا. 

 

عندما سمع عماد بما حدث وصل إلى مكاوي لمعرفة حقيقة ما حدث ومعرفة مَن الذى استأجر ياسر وأنكر مكاوي معرفته بأي شيء وأخبره ان ما حدث مثل ما أخبر به الضابط بينما كان حدس عماد أن مكاوي هو مَن خطط لهذا، وقال مكاوي بالنهاية:

-اظن ان الامر قد انتهى لقد قُتل ياسر الذى قَتل مراد.

-يبدو ان مدبولي لم يكتشف الأمر وليس له دخل بما حدث.

-لا يهم هذا الآن فبالنهاية قُتل ابنى وابنك. 

-أنت محق. 

 

وقرر السيد مكاوي إقامة حفل ليلة رأس السنة مثل كل عام وتعجب الضابط عند سماعه بالأمر، كيف يستمر بإقامة الحفلات بعد مقتل ابنه بها؟! وبعد حادثة ياسر التي حدثت منذ أيام قليلة بمنزله، ثم وصلته نتيجة تقرير بداية عمل السيد مكاوي وكانت المفاجأة أنه بدأ عمله ك حارس لمنزل عماد عندما كان ضابط وقتها، وهذا ما زاد من تعقيد القضية لم تكن الصداقة فقط التي جمعت بين عماد ومكاوي لا بل كان مكاوي حارس منزله بالماضي، كيف تحول من حارس إلى رجل أعمال؟! هل كان له دخل بقضية حرق المنزل ومقتل زوجة عماد وابنه؟! ولماذا لم ينتبه عماد على ثراء مكاوي المفاجئ؟!  ألم يشك لحظة أن مكاوي تعاون مع قاتل زوجته وابنه وأخذ الثمن؟! أم لاحظ هذا الآن وقرر الانتقام من مراد العام الماضي؟! وبالنهاية قرر الضابط في نفسه التوجه متنكرا إلى الحفلة. 

 

وجاء المدعوين وكان من بينهم عماد الذى تعجب من سبب إقامة الحفل هذا العام، والضابط الذى جاء ليكتشف الأمر، وميرفت التي فكرت بالانتقام، وكان الجميع متنكر وهنا قال أحد عاملي المشروبات وهو يرتدى قناع القط من خلال مكبر الصوت:

-هناك رسالة من السيد مكاوي وهى مَن هو بين المتنكرين؟ واول مَن يكتشف هذا له مكافأة. 

 

بدأ الجميع بالبحث وكان من بينهم مكاوي أما ميرفت كانت متنكرة بزي السندريلا وأخرجت سكين وطعنت الرجل الذي يرتدى زي المستذئب وعندما أزالت القناع كان هو السيد عماد المحامي وصرخت ميرفت قائلة:

-لا لم أقصده، لقد قصدت مكاوي، لا لم اقصده. 

 

وقام الضابط بالقبض عليها وعند التحقيق معها أخبرت الضابط بما حدث:

-لقد وصلتني رسالة من شخص مجهول ومضمونها أن السيد مكاوي سيرتدى زي المستذئب وكنت قد قررت الانتقام لياسر لذلك قتلته ولم أكن أعلم بأنه عماد. 

 

وقام الضابط بالتحقيق مع السيد مكاوي وعن مَن كان يعلم بالزي فقال:

-لقد كنت أنوى ارتداء زي المستذئب وجاء عماد وطلب منى تبديل الزى واخذت أنا زي مصاص الدماء مع المكياج الخاص بالزي.

-ومَن كان يعلم بأمر زي المستذئب؟

-لا أحد.

-أنت حياتك مهددة وكل مرة يُقتل شخص بدلا منك.

-لقد قررت ان انهى أعمالي واسافر خارج البلاد. 

 

لم يخبره الضابط بأمر معرفة عمله ك حارس لمنزل عماد بالماضي ثم وصلته معلومة عن زيارة السيد مكاوي إلى المدافن قبل تصفية اعماله وعندما قرأ الضابط اسم الشخص المقصود الذى يقف أمامه مكاوي ويبكي طلب مراجعة التسجيل لحظة مقتل السيد مراد، وطلب أيضا إجراء بعض التحاليل. 

 

وجاءت نتيجة التحاليل أن مراد هو ابن السيد عماد وعندها أعاد الضابط التسجيل العديد من المرات ثم لاحظ شيئا اكد شكوكه ثم طلب بأمر القبض على السيد مكاوي. 

 

كان السيد مكاوي جالسا بالمطار منتظر ميعاد طائرته ولاحظ وصول الشرطة وقال له الضابط:

-لقد انكشف أمرك، اعترف عن جريمة قتلك لمراد وعماد.

-وهل اقتل ابنى؟! وصديقي!!

-لقد أعدت تسجيل الحفلة وقد وضعت شيئا بالكأس قبل إعطاءه لمراد.

-اظنك كاذب، لم تلتقط الكاميرات شيئا كهذا.

-انا لم اوقف مراقبتي عنك ومنذ أيام توجهت لقبر ابن السيد مكاوي الذى مات بالحريق منذ سبعة عشر عاما.

-وماذا في هذا؟ 

-لم يكن هذا ابن السيد عماد بل ابنك انت الذى مات بالحريق منذ سبعة عشر عاما وتم تبديل الابناء، أليس كذلك؟ 

 

بدأ السيد مكاوي بحكي ما حدث منذ سبعة عشر عاما قائلا:

-كنت احرس منزل السيد عماد وكان معي ابنى مراد ثم نادت عليا زوجة السيد عماد قائلة:

-ابنى أمجد يريد الشكولاتة هلا أحضرت لي البعض؟

-حسنا.

-دع ابنك مراد معي حتى تعود.

ثم بكى امجد ابن السيد عماد وطلب ان يأتي ليختار الشكولاتة التي يريدها بنفسه، فأخذته معي وتركت ابنى مع زوجة السيد عماد وعندما عدت وجدت النيران تأكل المنزل ولم ألحق ابنى بالحريق، وعندما وصل الضابط عماد طلب منى اثبات ان مَن مات هو ابنه امجد، لأن لو مدبولي علم ان ابنه مازال حي ربما يحاول قتله مرة اخرى، على ان اقم بتربية ابنه امجد وكأنه مراد ابنى الذى مات بالحريق وأعطاني مبلغ كبير لأبدأ بالعمل وأصبح ثري اما هو قد ترك الشرطة وعمل ك محامى وبقي يراقب ابنه وهو يكبر في أمان، اما انا لم استطع تحمل ان ابنى هو مَن دفع الثمن، ومع الوقت اعتبرت امجد كأنه ابنى حقا ونسيت الماضي، حتى جاءت لحظة قرر فيها عماد بشرح الحقيقة لمراد وإخباره بأنه ليس مراد بل هو أمجد ابنه، وعندها قررت ان انتقم من عماد ليشعر بمعنى فقدان الابن، هو مَن خلف وعده معي. 

 

صمت الضابط وهو يستمع لحديث مكاوي وسأله:

-وكيف قتلت ياسر؟

-علمت بمكان ياسر واخبرته ان القاتل ربما يتخلص منه وانى اصدق أنه بريء وخبأته لمدة عام وقررت التخلص منه، وبعد ان ذهب الحارس الساعة العاشرة استدعيت ياسر وضربت رأسه وقيدته ووضعته بحمام السباحة بعد ان افرغته من الماء وشغلت الحنفية لتنزل الماء ضعيفة لتملئ حمام السباحة وعند مرور ثلاث ساعات تم ملئ حوض حمام السباحة لمستوى تنفس ياسر ومات غرقا وانا بالفندق ثم عدت في الصباح وفككت القيد واغلق صنوبر الماء الضعيف.

-وانت مَن أرسل رسالة لميرفت بأنك سترتدى زي المستذئب لتتخلص من عماد؟

-نعم، وكان الأمر مخطط بدقة، لولا زيارتي لمدافن السيد عماد لتوديع ابنى قبل سفري لما كنت أدركت الحقيقة.

-لا، هناك بعض الأخطاء وهى انك لو حقا اب لكنت خائف أن تعرض حياة ابنك للخطر والتنكر بنفس زي، كما انك استنتجت انه مات على الفور قبل التحقق من ذلك كما فعل عماد، ولو كان حقا قُتل لما كنت ستقيم حفلة تنكرية أخرى في العام التالي، كما انى تعجبت كيف لحارس يتحول لرجل أعمال ويكون صديق للشخص الذى كان عامل لديه، وكنت أسأل نفسي عن تصرفاتك ك أب وتصرفات عماد الذى كان حزين لوفاة ابنك بشدة، كما أنى لم أفهم رسائل التهديد فلو كان شخص يريد قتلك لماذا يفكر في قتلك في حفلة تنكرية؟! وكان هذا التمويه للتخلص من مراد وكأنه قتل خطأ، وعندما اعدت تشغيل التسجيل لاحظت يدك على وجه الكأس وكأنك أسقط شيء بداخله وعندما زرت قبر ابن السيد عماد بدأت اربط الاحداث بالماضي.

-لست نادم، وكان يجب التخلص من امجد بالماضي فهو كان المقصود من البداية وليس ابنى.

-ان ما فعلته جريمة في جميع الأحوال.

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author