أمسك الضابط الرسالة وبدأ بالقراءة:
"إلى السيد مكاوي
ستنتهى حياتك في الحفلة التنكرية، التوقيع: ثأر الماضي"
وبدأ الضابط بسؤال السيد مكاوي:
-هل تفهم معنى التوقيع؟
-ربما أحد الأشخاص الذين تسببت في خسارتهم أثناء بداية أعمالي الاستثمارية.
-اظن الافضل ألا تحضر ذلك الحفل.
-لا يمكنني، فهذا الحفل أقيمه بمنزلي كل عام في ليلة رأس السنة.
-إنها حياتك يا سيد مكاوي.
-اعلم، ولكن لا يمكنني إلغاء الحفل.
-في هذه الحالة يجب مراقبة الحفلة ويجب ان تبتعد عن الأنظار قدر المستطاع.
-حسنا.
وبعد ان انصرف قال الضابط فى نفسه لماذا أرسل رسالة تهديد هل يتحدى الشرطة؟! فكان الأسهل لو فعلها بدون إنذار، أم أن هدفه إلغاء الحفل يا ترى؟!
عاد مكاوي إلى منزله وكان ابنه مراد بانتظاره وعلم بأمر رسالة التهديد وحاول اقناع ابيه بإلغاء الحفل وكان هذا بدون فائدة وعلل مكاوي بأن السبب ان مثل تلك الحفلات تسهل الكثير من الاتفاقات والمعارف الدبلوماسية، وقطع حديثهما زيارة المحامي عماد وهذا بعد ان سمع بأمر رسالة التهديد، وجلس معهما وقد قال مراد:
-لا تقلق يا سيد عماد، فقد وجدت حل لحماية والدى.
-وما هو؟
-سنرتدى أنا ووالدي نفس الزى وعندها سيتحير القاتل بيننا.
-لا تفعل ذلك، فأنت هكذا تعرض حياتك للخطر.
-إنه أبى ولن اتركه هكذا.
فقال مكاوي إلى عماد:
-ما رأيك أن ترتدى انت ايضاً نفس الزى.
-ونبقى ثلاثة وتزيد حيرة القاتل.
-نعم، ما رأيك؟
-هكذا تبدو فكرة أفضل، وهل اخترتم الزى؟
-نعم، ملابس رجل الظل.
وكلما اقتربت ليلة رأس السنة كانت تصل رسائل تهديد أكثر وكان مكاوي يزيد من عدد الحرس وجاء الضابط في صباح ليلة الحفلة واخبره بأخذ اجراءات أَمنيّة ورفض مكاوي هذا الأمر وقال:
-كيف اطلب من كبار رجل الأعمال بالتفتيش والتأكد من هويتهم؟! لا يمكنني هذا.
-ولكنك هكذا تساعد على دخول القاتل بسهولة إلى الحفل.
-اختر أي شيء أخر، زيادة كاميرات، زيادة مراقبين.
ووصلت رسالة أثناء حديثهما ومضمونها:
"زي رجل الظل اختيار جيد للتخفي"
قال الضابط:
-أخبرني مَن يعلم بأمر الزي؟
-انا وابنى مراد وصديقي المحامي عماد فقط.
-كيف علم القاتل بأمر الزي؟!
-لا أعلم.
-وماذا عن عماد؟
-لا مستحيل، هذا صديق العمر، ولو أراد لفعل هذا من قبل.
-مَن إذن؟
-لا أعلم، وبالمناسبة سنرتدى ثلاثتنا نفس الزي، ولهذا السيد عماد خارج دليل الاشتباه.
-ماذا عن الخدم؟
-أنا اثق فيهم جميعا ويعملون منذ سنوات، كما أن لا يوجد أسهل من قتلى بواسطة الخدم بالسم.
-سأتابع الآن الأمن حول المنزل.
-حسنا.
بدأت حفلة رأس السنة ووصل العديد من المدعوين وكان الجميع متنكر فمنهم من تنكر بشخصية تاريخيه ومنهم من تنكر بأحد المصارعين ومنهم من تنكر بأحد مشاهير الاعمال السينمائية وملابس اميرات ديزني حتى ظهر ثلاثة يرتدون نفس الزى وهو زي رجل الظل ووقف احدهم وأمسك مكبر الصوت وقام بتحية الجميع وكان هناك جهاز تغيير للأصوات وقال:
-واحد منا نحن الثلاثة هو السيد مكاوي، مَن سيكتشف الحقيقي بيننا له جائزة، وهذا مغير الصوت حتى لا تكتشفوا هل هذا انا أم شخص أخر.
تصرف الثلاثة بحرية وكانت انظار الجميع حولهم لاكتشاف مكاوي من بينهم وجاء عامل المشروبات وكان يرتدى قناع النمر وقدم إلى ثلاثتهم صينيه عليها ثلاث كؤوس من العصير فأمسك رجل الظل أحد الكؤوس واعطاها لرجل الظل الذى على يمينه ثم أمسك بكأس اخر واعطاه للذي على يساره ثم أخذ الكأس المتبقي لنفسه وذهب عامل المشروبات وشرب الثلاثة العصير ثم صرخ أحدهم وحاول رفع القناع ثم وقع على الأرض وكان هذا الشخص هو مراد ابن السيد مكاوي.
انهار السيد مكاوي على الأرض بجوار ابنه وقال:
-لقد كنت انا المقصود، لماذا كان انت؟!
قال المحامي:
-دعنا نتأكد أولا؛ ثم وضع يده على عنقه وتأكد من مقتله.
ثم انهار وبكى قائلا:
-اخبرتكم انها فكرة سيئة، لماذا؟! لماذا هو؟! استيقظ يا مراد، لا ترحل هكذا.
وقال السيد مكاوي:
-إنه صاحب قناع النمر أمسكوه.
طلب الضابط بنقل الجثة إلى المشفى لفحصها وبحث الضابط عن عامل المشروبات الذى يرتدى قناع النمر وبعد قليل أمسك الضابط بعامل المشروبات الذى قدم العصير وأزال قناع النمر قائلا:
-وأخيرا امسكنا بك.
-لا لست أنا، كان قناعي الأسد واثناء تواجدي داخل المطبخ طلب مني شخص تبادل الأقنعة، والان فهمت الأمر لقد استغل جهلي بما يحدث خارج المطبخ واستطاع الهرب.
-وهل تعرف مَن يكون؟
-لا، فأنا جديد بشركة تنظيم الحفلات.
-على كل حال لا يوجد دليل على هذا.
-بل يوجد، بصماته على هذا القناع كما أن بصماتي ليست على كأس العصير.
-سنبحث في الأمر.
طلب الضابط من مكاوي الاحتياط، فحياته مازالت مهددة ولم يهتم مكاوي قائلا:
-وهل يهم حياتي الان؟!
-حاليا جارى البحث عن عامل المشروبات وسنصل إلى القاتل، أعدك بهذا، أريد نسخة من التسجيل لحظة الجريمة.
-حسنا، وإن وصلت إليه اولا لا تلومني.
-أنا مقدر مشاعرك، وارجو الا تتهور حتى لا تدفع ثمن هذا.
وبعد ذلك طلب الضابط من عماد شرح ما حدث وقت الجريمة فقال عماد:
-جاء رجل النمر وأخذ مكاوي منه الكأس وقدم العصير إلى مراد ثم إليّ ثم تناول هو الأخير.
-غريب!! كيف ضمن أن مكاوي المتخفي بينكم مَن سيختار المسموم؟! ولماذا هذه الطريقة؟!
-عليك الوصول إلى القاتل وإن لم تفعل سأصل إليه واقتله.
-لا تحاول تهديد ضابط، كما أنك لست والده.
-اعذرني انه بمثابة ابنا لي.
-أتفهم هذا.
تركه الضابط ووصلت نتيجة البصمات وكانت هناك بصمة مختلفة عن بصمة رجل الأسد وعند الكشف عنها تم اكتشاف أنه مسجل من قبل بالشرطة وكان اسمه ياسر وجارى البحث عنه، وحاول التواصل مع شركة تنظيم الحفلة وكان الرد:
-لم يكن اسمه ياسر بل جلال.
-لا هو اسمه ياسر وتم حبسه من قبل بقضية سرقة.
-إن صح كلامك فعندها سيكون قد قدم أوراق مزورة للتعيين.
وعند فحص الاوراق كانت جميعها مزورة حتى عنوان الإقامة ونزلت صورته بالجرائد انه مطلوب القبض عليه وكان الضابط متحير كيف لشاب أن ينتقم فعمره مقارب لعمر مراد، هل هو قاتل مأجور؟ أم انتقام لشيء حدث بالماضي لأحد افراد اسرته؟!
You must be logged in to post a comment.