حبيبتي من العالم الأخر

أهلا؟.........

أنا هشام أعيش في مدينه ما من مدن القاهرة أبلغ من العمر السادس والعشرون من العمر، هل تسألون علي دراستي أحب أن أجيب أنا لا أملك شهادة، مات أبواي وأنا في العاشرة من العمر، لا تشعر بالأسف علي فكنت دائما أشعر بوجودهم معي، لالا أقصد أشباحهم فأنا أبعد ما يكون عن تصديق تلك الخرافات، أعيش في شقه متهرئة من يراها يقول أنا قد تسقط علي في أي لحظه ولكن لا يهمني فأنا لا أدفع ثمنها هذا ما تلطف عليا به عمري بعد أن استحوذ علي جميع أملاك أبي والذي كان يقول أنها تعود له وأن أبي كان مديون له، حتي منزلنا أخذه وخوفا من كلام الناس قد تلطف عليا بتلك الشقة المنهارة، وقد جاء لي بوظيفه في أحد المطاعم الإيطالية حتي لا أطلب منه مال فهو لن يعطيني.

ظللت أعمل في ذلك المطعم ما يقارب الخمس عشر عاما حتي بت أحفظ كل أرجائه، ومع ذلك لم يعاملني صاحب المطعم ولو لمره واحده بطريقه جيدة دائما ما كان يطلق عليا رأس الحمار، لم أكن أهتم لكل الألفاظ التي كنت أتلقاها منه أو من زملائي كل ما يهمني ما أخذه في أخر كل شهر فهو ما يسد جوع معدتي، لا تسأل عن شعوري فبموت أبواي قد ماتت كل الأحاسيس داخلي.

لقد نسيت أن أعرفكم بملاك، لالا ليست حبيبتي أنها قطة الشوارع التي تعيش في الشارع الخلفي للمطعم، كان المطعم له باب خلفي في وقت راحتي أذهب لقطتي ملاك وقد أاطلقت عليها ذلك الاسم لأنها في الحقيقة ملاكي الحارس، أعرفها من عامين كل يوم تنتظر خروجي من المطعم لأجلب لها الطعام، ملاك هي صديقتي الوحيدة ورفيقة ألامي كنت أروي لها ما يحدث لي، كانت دائمنا تتمسح في ملابسي وتلعق يدي وكأنها تواسيني، قد أنست وحدتي كثير، من المؤكد تسألون لماذا لم أخذا معي إلي المنزل ولكن كما قلت المنزل متهرئة أخشي أن ينهار المنزل وأنا غير موجود، أشعر بأن ذلك الشارع الضيق أمن عليها من منزلي.

كانت حياتي تسير علي نفس المنوال استيقظ أرتدي قمصي الوحيد والبنطالون، أذهب للعمل وأمسح الأرضيات، وأنتظر الزبائن وأخذ الطلبات أعطيها لهشام الطاهي لإعداد البيتزا وأقدم الطلبات للزبائن، وفي وقت راحتي أخذ بواقي الطعام لقطتي وأذهب لإطعامها والتحدث معها، ثم أعود للعمل مره أخري، وفي تمام الساعة الحادية عشر أغلق المطعم، وأعود أدراجي إلي المنزل، أبدل ثيابي وأنام .

في كثير من الأوقات عند عودتي للمنزل أشعر بأني لست وحدي في المنزل، أشعر وكأن شخص ما يناديني مروان لن أتركك، ولكن كنت أقول بأنها مجرد تخيلات بسبب الإرهاق، كانت حياتي مستقرة إلي حد ما حتي جاء اليوم الذي غير كل حياتي.

كان السماء تمطر بغزاره شديده والزبائن يملؤون المطعم هربا من المطر المفاجئ، وبسبب زحام المطعم لم أذهب لملك في ذلك اليوم فقد تجاوزت السادسة مساء والمطعم ممتلأ لم أخذ راحه حتي الأن، ولكن المفاجئة عند دخولي المطبخ لأخذ الطلبات أري هشام يمسك القطه ملاك وهي ملطخه بالدماء وهو يحاول قتلها، صحت بأعلى صوتي حتي ظننت أن أحبالي الصوتية قد انقطعت، ملاااااك.

هشام: قطة الشوارع دخلت المطبخ حولت تسرق الفراخ.

مروان: مستحيل ملاك تعمل كده انت كذاب سيب القطه.

هشام: ملاك ههههه ومسميها كمان صحيح أنك مجنون ذي ما الكل بيقول عنك.

دخل المدير علي صوت الشجار ومن المؤكد بأنه لن يتخلى عن الشيف الخاص به، فقد قام بطردي من المطعم قائلا.

المدير: أنا ذهقت منك أنت علا علي عمك وعلي المطعم أكيد أهلك ماتو بسبب غبائك وجنونك خد قطه الشوارع دي وأطلع بره أنت مرفود.

دون أن انطق كلمه دموعي قد انهمرت من بدايت ذكره لموت أبواي، أخذت ملاك تحت الأمطار وصرت أجري في الشوارع حتي وصلت إلي أحد الصيدليات البيطرية، كانت ملاك تغمض عينيها الزرقاوان، وشعرها الأبيض الجميل قد خلاطه لون الدماء كنت أخشي أن أفقدها فهي رفيقتي الوحيدة ولكن المعروف أن ما تخشاه هو الذي يحدث.

الطبيب: أنا أسف القطه ميته مش هقدر أعمل حاجه.

لم أستطع النطق بأي حرف حملت ملاك ودموعي منهمرة، قميصي الأبيض مبلل وبه دماء ملاك، حملت ملاك حتي حديقة الحي، وقد وضعتها في كيس أسود وقمت بحفر حفره صغيره تحتوي حسدها الملائكي، وأنا لا أري شيء م شدة البكاء، ذهب إلي المنزل كالجثة الهامدة ولأول مره لم أشعر بوجود أحد في المنزل ولم أسمع أي صوت.

جلست فوق السرير وصرت أتذكر أبي وأمي وموتهم فقد كانت حادث سيارة وثقها القاضي ضد مجهول، قال لي عمي من الممكن أن يكون أحد من كارهي أبي قد فعل ذلك ولكن أبي لم يكن له أعداء، خفت أن أسأل عمي كثير فيقوم بطردي من البيت، ومن ذلك  اليوم وأنا شخصيه صامته وبارده، والأن حتي ملاك فقد ماتت لماذا كل من أحبهم يموتوا، من كثرت البكاء نمت ولم أشعر بشيء غير أنني مقيد ومخدر.

افتح عيناي علي ضوء شديد، ما هذا أين أنا مقيد بالأصفاد محجوز في قفص، قاعه بيضاء، كل من فيها يرتدون الأسود عيون حمراء، قطط مقطوعة الرأس، غربان، أشخاص أشكالهم غريبا وكأنني في حفل تنكري، هناك فتات وبجانبها رجل يرتدون اللون الأبيض فتات جميله جدا ماذا يحدث هنا أين أنا.

يصدر صوت صفاره كاده أن تخرم طبلة أذني، صوت يقول الحاكم لوسفا قد حضر، لوسفا أليس ذلك اسم الشيطان ههه من المؤكد أنني أحلم الأن المشكلة أن صوتي لا يخرج حاولت الصراخ ولكن من غير جدوي.

القاضي: النهارده فشلت واحده من أعظم الجان في تنفيذ مهمتها علي الأرض وهي الملكة نائلة وده الشخص الكان السبب في فشل مهمتها عشان كده نحكم عليه بالموت.

صاحت من تسمي بنائله.

نائلة: مستحيل أقبل بأذيته ثم مش هو السبب في فشل الخطة الفشل بسبب واحد تاني.

علت الصيحات في القاعدة لم أميز ماذا يقولون غير كيف تجرء الملكة تحدي لوسفا، أشعر بالدوار وكأنني في فلم رعب، نظرت إلي تلك النائلة وهي تحرك شفتيها وتقول انا جنبك، عينها تبدو مألوفة مثل أعين ملاك، أكيد أنني أهذي الأن هذا الشيء مستحيل، من المؤكد الأن أنني أصبحت مجنون مثلما يقال عني، وفجاه صدر صوت الرجل ذو الرداء الأبيض هو أقرب ما يكون للبشر غير الباقي.

الملك عبد لله: لوسفا عارف أن بنا اتفاق احنا الجان وأنتم الشياطين بس إبنتي متسبببتش في أي خرق للقوانين بنا والولد ده انا وبصفتي الملك هتسأل عنه، هخده للمملكه وهيفضل السر محفوظ .

عندها قد ثار ذلك اللوسفا، تحولت عيناه للون الأحمر وأقترب مني وقد أقترب مني حتي شعرت أنني سأموت من الخوف فهذا أبشع منظر قد أراه في حياتي، مشهر مرعب هل تخيلت أن ترا الشيطان وجها لوجه.

لوسفا: بسبب الاتفاق بنا وبين الجن هتعيش بس صدقني مش هخليك تعيش كتير.

ثم ضحك ضحكته الشريرة، والتي استيقظت من نومي عليها، حلم الحمد لله أنه مجرد حلم لا بل كابوس ما هذا الشيء، نظرت إلي الساعة فقد كانت السابعة، من الواجب أن أذهب للبحث عن عمل جديد لا أنكر أن الحلم سيطر علي عقلي ولكن الحلم لن يملا معدتي الخاوية، ذهبت منذ الساعة الثامنة صباحا أبحث عن أي عمل ولكن دون جدوي فمنهم من يطلب وجود شهاده خبره ومنهم من يطلب شهاده تعليميه ومنهم من يطلب حسن المظهر وأنا لا أملك أي شيء من الثلاثة.

عدت أدراجي إلي المنزل ولكن ما شاهدت في شقتي كاد أن يصيبني بالجنون.

من أنتم؟

ماذا يحدث؟

هل أنا أحلم؟

أرجوكم النجدة.......

ماذا حدث لمروان وماذا وجد في شقته هذا ما سنعلمه في الجزء القادم..

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author