هدأ البحر وقد انبسط على انبساطه أشعة الشمس المطعمة المذهب وقد نشرت فيه المراكب أشرعتها ورمى الصيادين شباكهم وأصبح البحر الهادئ محلا للعمل والجهد لكن لا يوجد بين المتنافسين أي بغضاء أو شخناء لقد ضرب المثل بالبحر في الكرم فكأن من قصده اسشتعر بذلك إنه لكثرة ما فيه عد غير منتهيا إنه السماط الأزرق قال لي أحد الصيادين أنا أصطاد هنا وزميلي يصطاد هناك وهذه السفن في عرض البحر ترمي شباها وتصطاد وربك يرزق هذا وهذا وهذا
إن البحر هو مثال الكرم الذي تمثل في الوجود هو السماط الأزرق الذي تباهى بعجائب ثم قال تعالى فخذ رزقك
كل صوت موجة من هذا الموج هو صوت ساع في الرزق ينادي الله وكل قطرة ماء هي قطرة جبين مجتهد لم يزل في اجتهاده رغم نصبه لقد عكس لنا البحر صورة الحياة كلها
وألقى لي بحجر لا يزينه سوي تلالآت عليه فتأملته ونظرت في خفاياه فكأنه يرسم وجه رجل كبير ورأيته أمامي وفي عينه شعاع الأمل يذهب للسوق محملا بالبضاعات الثقيلة مع قلتها فيجلس يتحايل في الألفاظ ويتحايل في طرق عرضه فيقنع المتشري ليقتني مع ذلك قد تزيا بالسماحة فاذا جاءه الفقير أعطاه بلا مقابل وعينه تنطق بأنه يحتاج هذا المال لكن ماذا تفعل مع الكرم ان الكرم في مثل هؤلاء يراه المغبونون أنه جنون ويرون لذة فلم اتمالك نفسي الا وكلمته وقلت أنت محتاج لهذا المال ولك زوجة وأولاد فقال يا ولدي انظر إلى البحر إنه مع بقاءه طول الزمان لم يمن سائلا أبدا ولم يرد قاصدا رزقه أبدا فهل تراه ينفد ؟ ثم ضحك وقال يا ولدي انه الذي يعطي لا ينفذ معه لأنه الذي أخذ منه سيظل يقصده ليأخذ منه فتكون بحرا يا ولدي كن بحرا
وكانت هذه فلسفة البحر في كرمه
You must be logged in to post a comment.