اللؤلؤ الأولی في الموجة الأولی
لؤلؤ الخوف
ألقی البحر في تلك الليلة من بين جواهره بجوهرة ظاهرها كباطنها لا يلقاعا الضوء إلا ليزداد ضياء ولا يقع عليها النور إلا ليتحلی لمعانا لكنها مع ذلك مسننة الأطراف لا تمس شيئا إلا أخدت بحده وأجرت بدمه
فإنها مع جذبها العيون والأنظار وتعلق بها القلوب والأسرار ما يجرؤ أحد علی اقتحام مهمامهِ ولا التجرؤ لمس ظاهرها أو التشوف لإدراك سرها
فقلت للبحر متعجبا من سر جوهرته وعجيب أمره
إن في الهدية سر المهدي فلما أيها البحر كنت جاذبا مهلكا لا يقترب منك أحد إلا بإرادته مع علمه أن فيك هلاكه
إنك كأنك مظهر الحقيقة تجذب جميع الأرواح وليس لروح من الأرواح أن تقابل الحقيقة صرفا لأنها لا تدركها
إن هذا المعنی في كل شئ فما من مرغوب وإلا فيه مهلكة كمثل جذبه وضرر كمثل نفعه
ومع ظهور هذا لجميع العيون لكنك لا تزال تری الإقبال والإدبار
فكيف إذن قد يكون الأمان من الخوف وكيف تقدم علی أنت متيقن ضرره ولم وضعت المهالك في سبيل الرغبات
أيها البحر ألا تجيب !
You must be logged in to post a comment.