اللؤلؤة الثانية الرجاء
ثم هاج البحر فألقی بجوهرة كآنها ياقوتة حمراء تقطعها عروق سوداء كأنها الشمس لحظة الغروب صغير حتی يستقلها الرائي لكنه لا يزال متشوفا لها كأنما هي خلاصه بعد الألم الطويل أو هي مقصود بعد البحث الشديد
وهي مع ذالك غير مستساغة الوصول فكأنها تغيظ الرائين فإني وإن أكن صغيرة الحجم لكنني عظيمة الخطر
تعلق القلب بهذا المعنی وتوجهت لهذا البحر فكأننی أری الناس أمامي من رائح وغادي ما بين مهموم ومنسرح ومقبوض ومنبسط وجالس ينظر إلی هؤلاء نظر الحكيم كأنه يقول أين الأمل من كل ذلك
ثم هاج البحر وتغيرت الصور فهذا مريض ملقی في محياه كأنه في مدفنه لا يری أسباب الحياة إلا أسباب هلاكه ولا يری أسباب خلاصه مما فيه إلا هي سر عنائه لكنه لا يزال يتجرعها ويأخذها وفي كل مرة يقول إن لم تكن هذه تكن الأخری
وذاك رجل ترك خلفه أطفالا جياعا وزوج حنون تطعمهم من دفئها وتسقيهم من حبها ولا يزال يأتي فلانا وعلانا ويطرق بابا خلف باب يبيع ذاك أو يشتري ذا ولا تكون فرصته إلا طعنة في قلبه يذكر فيها أمر أطفاله فيروح ويغدوا كأنه يقول الآن ستفتح
أو هذا الصياد الذي قد ألقی شباكه فلا تخرج إلا بمظهر القبض فيلقيها أخری معتمدا أن الكرم سيكون
ثم هاج البحر وعلا خريره وسمعت شهيقه وتبدت شابة في غاية من الحسن إلا أن الدهر غيرها عليها لمسة الحب وأين الحب مع الجمال وفي عينها مشهد لا يفارقها فهذا زوجها في زيه العسكري ودعها لنصرة الدين والوطن وما زالت خلفه في استفسار هل يعود كل ذكری له تميتها كي تحييها وكل خيال منه ومضة في قلبها وهي تعد أيام خدمته وكل يوم هو ذاك اليوم الذي سوف يأتي
ثم هاج البحر فقلت كفی إنما يحيون ليحيوا فكأنما أبی القدر إلا أن يقهرهم بالأمل
You must be logged in to post a comment.