حركة إنتاج الدراما العراقية و تأثير المحظورات عليها.
* متى أصبح المحظور فعلاً درامياً؟
_قد نشاهد الكثير من نُّقاد اليوم ( نُّقاد التعليق الطارئ) كون الأدب و الفن يجعل من المتلقي (المشاهد) ناقد مهم للعمل الفني ، فهو بذلك يرفض قضايا ثقيلة درامياً بحجة المحظور و المساس بقضية مسيئة وغير موجودة و مخالفة للعادات والتقاليد.
*المحظور لا ينفي الموجود
_ما يزال المحظور يعالج قضايا مجتمعية مسكوت عنها بحجة الخطوط الحمراء الغامقة. فبذلك يمكن للدراما العراقية طرح أفكار محظورة أكثر ثقلاً مثال الشذوذ الجنسي، الدياثة، جنس المحارم، الشعوذة والسحر، بيوت الدعارة.
متى أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي الحد الفاصل في نجاح العمل الدرامي و فشله؟
أصبحت الدراما اليوم تُّقيَّم وفق معايير سطحية ضحلة، تأخذ من عدد المشاهدات مفتاح رئيسي لنجاح الإعمال الدرامية و فشلها في ضل غياب جهاز الرقابة الدرامية.
*انتكاسة العمل الدرامي العراقي
_ في فترة من الفترات ظلت الدراما العراقية تدور في حلقة ضيقة تراوح نفسها مقارنة مع نظيرتها المصرية، السورية، الخليجية نتيجة التراكمات و الحصار الاقتصادي أثر حرب عام ١٩٨١ و حرب ما بعد عام ٢٠٠٣ و نزول أسعار النفط، من شأنه خنق الإنتاج وشحته و احتكاره من قبل القنوات و الإنتاج الحكومي ، و للتخلص من ذلك فقد غلب على الدراما العراقية الطابع الهزلي الكوميدي غير المتسلسل في الأحداث. بما إن الأعمال الساخرة خفيفة و لا تحتاج إلى ميزانيات عالية و ضخمة فقد حصلت على الحصة الأكبر من الإنتاج. أن عدم التطرق لقضايا المجتمع المحظورة جعلت منه سبباً أيضاً في توقف ضخ الدم في عروق الدراما العراقية.
*أعمال درامية برزت في الآونة الأخيرة أعادت جزءً من روح الدراما العراقية و لاقت انتقاداً لاذعاً
في عام ٢٠٢٠ برزت أعمال عراقية أعادت النبض للدراما العراقية عالجت قضايا الشارع السياسي و الاجتماعي مثال بنج عام، كما مات وطن، غايب في بلاد العجايب، أحلام السنين. فقد اضطر مسلسل بنج عام الذي يناقش مشاكل اجتماعية في إطار كوميدي إلى حذف أحد مشاهد تطرح قضية سبي الايزيديات على أيدي الدولة الإسلامية باعتباره سائر في التعاطي مع مسألة السبايا الايزيديات.
_كما قدم منتجو مسلسل أحلام السنين الاعتذار لعشيرة ما في الجنوب عانت من ظلم الاقطاع.
*الأمن الصامت
طرح مسلسل الفندق الذي عرض في رمضان عام ٢٠١٩ الذي لاقى نقداً حاداً بسبب طرحه لقضايا الاتجار بالبشر جنسياً بحجة ظهور بعض المشاهد العارية في مراكز مختصة بالمساج محمية من قبل جهات حكومية مستفيدة.
أما في رمضان عام ٢٠٢١ عرض مسلسل فايروس الذي طرح فكرة الانحلال الجامعي والأسري.
هل أصبح المحظور خطراً يهدد بعض المجتمعات العربية؟ و واجب تجنبه و الابتعاد عن طرحه و معالجته درامياً، أم أنها خطوط حمراء فرضتها فئات معينة تابعة لمؤسسات دينية أوعشائرية، حتى بات المحظور مسكوت عنه و شماعة لنقاد الصدفة، للتصيد في الماء العكر.
_بما إن بيئة العراق تسودها سلطة العشيرة و المؤسسات الدينية فمن الطبيعي أن تواصل تعثرها عند تعاملها مع قضايا اجتماعية محظورة، أن التطرق لهذه القضايا و الغوص في أعماقها يساهم في إيضاح عوالمها و فضاءاتها للمجتمع لمعالجة الإسفاف و التدني لماورائيات المحظور و استفادة جهات معينة سلطوية، سيفها على الأعناق أقرب من حبل الوريد.
أما لضخ الدم في عروق الدراما العراقية وظهوره مره أخرى على الساحة فإن الانتاج المشترك أحد حلولها المهمة.
* _ الميثولوجيا الدينية و السياسية و تأثيرها على المجتمع
الميثولوجيا الدينية و السياسية و ما تحمله من أفكار بين الحقيقة والوهم، واقعاً و جزءً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع العراقي.
كون بنية الإنسان (الفرد العراقي على وجه الخصوص) و تركيبته البايولوجية و جينات المظلومية السائدة، تجعل منه روبوت للتعبد و الذل.
_أحجار و مراقد تجارية وهمية لا تغني و لاتسمن من جوع قد تكون تابعة لمؤسسات سياسية بطابع ديني متخفي.
* ميتافيزيقيا المعتقدات
_قد يجهل الانسان حقيقة الماورائيات العقائدية التي جعلت من العقول الرجعية، سياسة عدم التقبل و اللدانة في النقاش.
*غسيل الأموال
_تدر المراقد الوهمية شهرياً أموال طائلة بطرق محرمة شرعياً و اجتماعياً، استغلال فئات معينة من العقول المتطفلة(اتكالية) في اتخاذ القرارات وتحقيق الأحلام والحاجات بأذن الحجر، بأذن الله كما يدعون.
*تأثير الميثولوجيا الدينية على المجتمع
بين الحقيقة و الأسطورة قد تؤثر العقائد الدينية وليدة الأمس على تشتيت الإنسان ذهنياً و عدم التمييز بينها و بين العقائد الدينية الصحيحة، وقد تكون مصيدة للوقوع في قاع الإلحاد.
You must be logged in to post a comment.