حلم الشهرة ومساوئ اليوتيوب
نظرًا لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وقوة تأثيرها بالمجتمع، أصبحت سلاح ذو حدين، فهي أصبحت بوابة إخبارية كبيرة ترصد الحقائق والأخبار لحظة بلحظة، ولكنها في نفس الوقت أصبحت نافذة لكل من يسعى وراء حلم الشهرة.
الشهرة قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كانت تعتمد على الموهبة التي يشعر الشخص بامتلاكها، ويسعى بكل الطرق لتوظيفها واظهارها عن طريق الوسائل الإعلامية المعروفة، ولكن الشهرة الآن وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي هي عبارة عن هدف الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين بغض النظر عن وجود موهبة ام لا.
والسعي وراء أكبر عدد من المتابعين هو أخطر ما في الأمر، لإنه أصبح لفت الانتباه والصدمة من أهم معايير نجاح الخبر أو الفيديو، وباعتبار الفيديو هو أسرع وسيلة لتحقيق حلم الشهرة سريعًا، فبين ليلة وضحاها وجدنا أنفسنا أمام سيل من الفيديوهات اليومية، القليل منها يتضمن محتوى، والغالبية بين المحتوى التافه والصادم.
هذا المحتوى التافه يتمثل في فيديوهات الهدف منها فقط لفت الانتباه سواء بحركة أو بلفظ أو بسلوك غير معتاد عليه المشاهد أن يراه على منصة إعلامية، ويستوقفك في هذا السياق ملاحظة التدني الأخلاقي لفئة معينة من الشباب تسعى للشهرة دون حساب إلى أي معايير مجتمعية أو أخلاقية، مستخدمين أسوأ الألفاظ، والإيحاءات الجنسية لإثارة شغف فئة كبيرة من المجتمع واستفزاز فئة أكبر منه، فبذلك يتم الوصول إلى الهدف وهو كثرة المشاهدات.
أما عن المحتوى الصادم، ولأن كل شيء مباح عرضه على اليوتيوب، فقد تجد فيديوهات جنسية، وفيديوهات خاصة بالمثليين، وقيس على ذلك فيديوهات لكل ما تتخيله ولا تتخيله، بدون رقابة أو حدود.
حقيقة الأمر ان اليوتيوب أظهر حجم التردي الأخلاقي المصاب به المجتمع، ولأنه أصبح وسيلة ربح للمال فأصبحت ليس هناك موانع من قبل الأسرة فيما يفعله أو يقدمه أبنائهم من محتوى طالما هناك ربح مادي بنهاية الأمر.
لا يمكن أن ننكر مميزات اليوتيوب في إظهار مواهب وأخبار كان لا يمكن معرفتها إلى أمد الدهر، فهو بمثابة نافذة للحرية والحقيقة، ولكن أي نافذة إعلامية مرئية يجب ان يحكمها بعض الضوابط خاصةً بعد أن أصبحت الطريق الأسرع والأسهل لتحقيق حلم الشهرة.
رهام ابراهيم
You must be logged in to post a comment.