حلمٌ ربما لن يصبح حقيقة!

أحلم...بأن أصبحَ (طبيبةً مشهورة لأمراضِ القلب)، أتمنى أن أرسمَ بسمةً على وجه كلِ مريضٍ خارجٍ من عيادتي ،أن أزرعَ الأملَ بالله في نفوسِ المرضى، أن أساعدَ كلَ مريضٍ في تخطي مرضه...، أن أساعدَ كل أمٍ أو أبٍ بالعودةِ لأبنائهما، كل جد وجدة بالعودة لأحفادهما، كل طفل أو طفلة بالعودة لأشقائه...

لكن...، يا ليتني استطيع، يا ليتني...

أعلمُ بأني لا أتحمل مسؤولية ،أعلم بأني لستُ ذكية إلى الحد الذي يؤهلني أن أصبحَ طبيبة ...، أعلم ذلك فلا داعي بأن تجاملوا وتقولوا أني استطيع فأنا أعرف ُ مقدرة نفسي جيداً ...

أخافُ الدماء ،ويرتجفُ جسدي حينَ أراه، لكن امنيتي أن أمسحَ دماء مريض ،أخافُ رؤية القلوب النابضة، لكن أمنيتي أن أمسكَ قلباً بين يدي وأحاول جاهدتاً إعادة صحته له ...

أعلمُ  أن هذا صعب ، وأعلمُ أنني لن استطيع ، لكن هذا حلمي ،هذا الحلم الذي وضعه الله بداخلي، ربما حاولتُ تحقيقه ، لكنني توقفت  عند طريقٍ ما ،وأكملت باتجاهٍ معاكسٍ لتحقيق حلمي ، اتجهتُ نحو طريقٍ آخر ...، طريقٍ لا يبدو طريقَ فتاة تريدُ تحقيقَ حلمها ،بل فتاة تسيرُ نحو ما لا تريد...،أرغمتني قدماي  على ذلك، حاولتُ ارجاعها أو ربما لم أحاول، بل جعلتهما تستمرا على ما تريدانه هما وليس أنا ...

أعلم بأن ما بنيته لن يهدم بأكبرِ مهداتِ العالم، أعلم بأنني لن أستطيع بنائه من  جديد...،لأنه الآن قد أصبحَ ماضي والماضي لا يعودُ مهما طال الزمن...

لن ينفع ندمي ،ولا بكائي ،ولا ضحكي، كله كان بيدي أنا ،كنت أستطيع ايقافَ قدماي ،لكنني لم أفعل، كنت أستطيع السيرَ بطريقٍ صحيح لكنني ذهبتُ إلى طريقٍ آخر، لا أدري لما كنتُ أفعلُ العكس ، لا أدري ما الذي كان يجولُ بخاطري آن ذاك ،لا أدري، ولن أدري...

أدركُ تماماً أن الطريق الذي توقفتُ عنده وقتها كنتُ قد فقدتُ رغبتي بكل شيء ،لم أكن أريدُ شيئاً، كنتُ أريدُ أن أجلسَ هادئةً وفقط ، لكن فعلتي هذه لن اسامحَ نفسي عليها أبداً ...

إن الماضي  شيءٌ حدث وانتهى ،لكن ما لم يحدث بعد هو المستقبل، بإمكاني أن أضع بعض لمساتِ الحظ على المستقبل، ربما أصبح لدي موعدُ مكالمة مع قدري...، علي قضائها في اسرع وقتٍ ممكن...

ربما أحاولُ من جديد ، وربما أستمرُ على طريقي، لكن بأي حال حلمي ربما لن يتحقق، من يدري ربما أفعل ...،علي أن أودعكم الآن وسيبقى (حلم...، ربما لن يصبحَ حقيقة!)