حوار مقطتع

 

-----------------------------------

ماذا تعرف أنت عن الحياة ؟وماهو الموت بالنسبة لك؟ أخبرنى ماهو الوجود وماهو العدم ؟

الحياة أن تحيا وفي قلبك مثقال حبة من أمل

عندما تشعر بألآم من حولك أعلم أنك حى

عندما يرق قلبك لحيوان صغير جائع يجوب في الشوارع بلا مأوى إعلم أنك حى.

ليست الحياة أن تأكل وتشرب وتغفوا وتصحوا ولكن الحياة أن يحي قلبك وإن سكنت باقي جوارحك.

أما الموت فهو أن يموت فينا الخوف من الله ونحن أحياء ، أن نفقد من قلوبنا الأمل .

عندما تقف أمام معجزة من معجزات الله في خلقه ولا يتحرك لك ساكناً إعلم أنك ميت لا محاله.

أما الوجود هو أن تستشعر معية الله لك أينما ذهبت . عندما توقن أن الله حولك دائماً إعلم أنك موجود .، عندما تجد نفسك تضع بصمه وتؤثر فيمن حولك أينما ذهبت إعلم أن وجودك حاضر رغم غيابك.

الوجود الكونى والمادى هو من صنع الله أما وجودك أنت فهو من صنع نفسك ؛ فأحيانا يكون وجود الشخص مثل العدم.

أما العدم أن ينعدم من قلبك الإيمان وتنتزع منه الحياة . فيموت قلبك وجسدك حى. تكون كقطعه ديكوريه في فناء الحياة ليس لها نفع ولا ضرر.

* ياشيخ كيف تكلمنى عن ذلك كله ؟وأنت لايصح لك مظهراً ولايصح لك عقل والله فإن الذي يراك لظنك أجهل الجاهلين وأنك أحد المتسولين. 

نظر له الشيخ نظره تأمل ثم قال له: عندما أراد الله تعليم سيدنا موسى هداه إلى الخضر وعندما بلغ موسى الخضر قال له موسى" هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا" وكان رد الخضر على سيدنا موسى بعد أن وافق على تعليمه واختبار عده مواقف معه " وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا " علم الخضر كان أكبر من أن موسى يستوعبه ؛ فعندما قتل الخضر الغلام أساء موسى الظن به ،وعندما خرق السفينه أساء أيضاً الظن به .ولكن كان وراء ذلك حكمه وعلم لا يعلمها إلا الخضر ورب الخضر . لذلك لايخدعنك ظواهر الأشياء، والله مانظر أحد إلى ظواهرها إلا هلك وما كشف أحد نقاب بواطنها إلا صدق.

- والله ياشيخ ماتقول إلا الحق.

*وهنا ضحك الشيخ للفتى وقال له.

إذا أخبرنى أنت يافتى ماهو سبب وجودك في هذه الأرض؟ 

استغرب الفتى من السؤال. 

ثم أجاب بعد تردد : وجدت في هذه الأرض لأصلح فيها ، لأسعى وأصل إلى أعلى المراتب ، ﻷتذوق نعيم الدنيا وأنهل من علمها ، وجدت لكى أعمر.

وهنا ضحك الشيخ استهزاء ثم قال له : يافتى كيف تعمر فيها ! وأنت لا تنظر لها إلا نظرة سطحية ، كيف تعمر فيها وأنت لاتنظر لها إلا على أنها النعيم فقط !! وهل يصح التعمير داخل النعيم وهو معمر بالفطرة. 

يافتى أصلح مابداخلك أولاً عمر نفسكً ثم أخرج منها لتعمير ما حولك ، ف والله لن يكون تعمير الأرض إلا بتعمير النفس ، ومن هنا يكمن سر التعمير فى الإنتقال من تعمير العالم الأصغر إلى تعمير العالم الأكبر.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author