خيم السكون على المنزل الوردي المزدان بالحب والوفاء وخيم اليأس أيضاً،فباتت نور تسمع من نساء الحي وذوي القربى أن عامر سيغادرها يوماً ما.. فما من رجل ترضيه الحياة مع رحم لا ينجب، وكانت نور تجيب بجملة بسيطه بثقة عظيمة وحزن أكبر أن عامر مختلف عن رجال الأرض ، تتلو كلماتها تلك وتصمت لتعود لبئر الحزن والخيبة من جديد.
في هذا اليوم تسير نور بشارع الحي نحو منزلها بخطىﹰ مثقلة .. بوجه شاحب وبسمة منطفئة كاذبة ..
رأتها صديقتها وجارة الحي تعجبت كثيراً لحالها فلم ترى نور منذ خمسة عشر عاماً منطفئة الإبتسامة كهذا اليوم ، دخلت نور بيتها مخلفة ورائها باباً موصداً وأسئلةً تجول في رأس صديقةِ الحي وما إن مرت بضع ساعات حتى وجدت الصديقة إجابتها في مشهد رأته عيناها ... عامر وبجانبه امرأه ليست بنور !
قصيرة القامة فقيرة الحال دخل بها إلى بيت نور!! تصاعدت في رأس الصديقة ظنونﹲشبه أكيده فقد كانت تلك الفتاة ترتدي خاتم زواج وترافق عامر ،
ووجه نور المنطفئ أيضا دليلان كافيان لصحة ما ظنته !!
توالت الأيام وعرفت الصديقة بأن ظنونها صائبة ، ف عامر مثال الحبيب والزوج من ضرب بحبه ل نور أروع أمثلة العشق والحب ، تزوج بأخرى ليجني طفلاﹰ يداعب وجهه ويعيد الحياة لأيامه .
ونور القوية الجميلة تقبل وتعيش مع زوجة زوجها ببيت واحد!!
توالت الأيام مسرعة مرة أخرى وما زالت تفجع الصديقة كل يوم بزيارات نور للطبيب دون جدوى ففي كل مرة يقول الطبيب انه شيء بسيط ودواءه بضع حبات كل يوم..
ذات يوم تم نقل نور متألمة للعيادة ليقوم الطبيب بعد ذلك بتخصيص يوم تخضع نور فيه لعملية استئصال المراره .
يحين الموعد وتبدأ العملية وتنجح بتوفيق من الله وتعود نور لبيتها بعد يومين لتقيم في منزلها من جديد مع الأخرى!!
مدة قصيرة مضت وإذ ب نور تعود مرة أخرى للعيادة ويطلب الطبيب عملية أخرى لكن هذه المرة للمعدة!!
يعجب جميع من يعرف نور لحالها ففتاه صغيرة العمر تتوالى بها الأمراض
لم ؟وكيف؟وماذا حل بالجميلة؟ تلك التي كانت تمرح وتلهو بقلب طفلة ماذا حل بها؟!
أشرقت الشمس بخجل واختبئت بين الغيوم السوداء .. هطلت السماء مطراً هو للدمع أقرب ... هرع الحي لبيت نور ليس لزيارتها هذه المرة بل للوداع الأخير.. غادرت نور لخالقها إذن فلم تعد تقوى على نزيف قلبها واحتراق روحها ،لم تصدق يوماً خذلان عامر لها ، ذاك من كانت تبوح لكل العالم بأنه مختلف رافعة الجبين لعظمة حبيبها واستثنائية حكايتهما،إنها لم تقوى أبدا على الصبر والتجاوز فكثيرﹲ ذاك على قلب طفلة !!
لم يكن لوفاتها سبب مرضي مباشر فقد حار ذو الرداء الأبيض بتشخيص حالة كهذه .. وأطلق الكثير من الأسباب التي لم يتيقن صحتها لكنه مجبر على قول شيء!!
لكن تلك الصديقه تعلم داء نور فكم تلت من آيات الحب والعشق لعامر أمامها وكم باحت لها بجنون الحب الذي يسكن عروقها وكم قالت أن عامر هو اختصار فرحها وأملها وحلمها بل حياتها أيضاً والموت لديها ما هو إلا فراق عامر أو خذلانه لها وكم كانت صادقة بهذه العبارة حين نطقت بها وظنت الصديقه حينها أنها مجرد كلمات تبالغ بها نور لتصف عظيم حبها!!
غادرت نور إذن وتركت لك الحياة يا حبيب الروح تركتها دون أن تلومك .. دون أن تقسو عليك ... دون أن تصرخ للعالم وتقول أوجعتني وخذلتني وأدميت روحي ودون أيضا ان تداعب طفلها الحبيب الذي لم ولن يولد !!
النهاية
You must be logged in to post a comment.