فجأة ظهرت الحياة لي مختلفة عما كنت أنظره إليها سابقًا.. كانت تبدو وكأنها تجاوزتني.. كانت نظرتي هادئة وشعوري الداخلي وكأنني شخص هارب من حكاية لم تكتمل.
كنت أشعر أني أعيش الحياة من بعيد، بدون مؤثرات صوتية إلا دقات قلبي المنتظمة.
أنا لست على ما يرام هذا ما فكرت فيه.
أين أنا ؟ وأين قلبي؟
أين تلك الأحاسيس التي كانت تحركني؟
كنت فيما مضى شخصًا آخر..
أتذكر أني على أرصفة دمشق وبين ياسمين شوارعها أضعت قلبي.
أنا التي فاض الحب من عيني ذات مساء عندما كان الوقت مستيقظًا... ياه لتلك الأيام!
كم أشتاقها...
أيعقل أننا عندما نكبر نصبح كالمومياء، نسير دون هدى حيثما تقودنا الأقدام، نحن أنفسنا الذين كنا ذات يوم نطير لا نسير.
أيعقل أننا كنا نقول بعيوننا ما تعجز كلمات الأرض عن البوح به والآن عيوننا أذبلها الصمت.
يا الله لذاك الزمان الذي عشناه وكيف أضحينا الآن؟
فجأة مر طيفه على البال..
شاب بعينين عسليتين..
عطره الأخاذ...آه يا عطره كم اشتقتك..!
روائح سيجارته... يا دخان السجائر المتراقصة في هواء غرفته... متراقصة مع رائحة الثياب وكتب المنضدة... مع وشاحه الأسود... أهديته له ذات مساء... تراه ما زال لديك متسع من الذكرى لي؟
تراني أمر على البال حين تعبر أزقة مدينتنا؟
ترى هل نسيت لون عينيّ ودقة القلب تحت المطر؟
كم أحببتك!!
إني فقدت نفسي بعدك....
عندما فرغت منك فإني فرغت من نفسي...
هذا ما قلته لك يومًا عندما عبرت عبورك الأخير.
إني أنظر في المرآة الآن أرى شخصًا يشبهني ولكنني لا أعرفه.
مذ خسرتك لم أعد أنا أنا.
ولا عاد فيَّ شيء يشبهني.
تراك ما زلت نفسك أم أنك تائه مثلي؟!!!
You must be logged in to post a comment.