خارج عن الواقع

كُنْت أتأمل السَّمَاء وَأُسَيْرٌ مَع مواكب السَّحَاب وَإِذَا بغيمة تبتسم لِي ! ! ! 

أغمضت عَيْنِي وفتحتهما ودعكتها لأتاكد مِمَّا أَرَى 
وَأَيْضًا رَأَيْت ذَات الْأَمْر الغيمة تبتسم لِي وَلَكِنْ هَذِهِ الْمَرَّةِ كَانَت تَضْحَك بِصَوْت وَتَحَدَّثَت ! ! ! 
فَأَخَذْت أُحَدِّثُ نَفْسِي بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ تَرَى هَلْ مَا أَرَاهُ حَقِيقَةً أَمْ أَنَّ هُنَاكَ خَطَب أَصَاب قوايا الْعَقْلِيَّة ؟ ! 
الغيمة : لَمْ يُحْدِثْ لعقلك أَيْ خَطَبَ وَمَا ترينه حَقِيقِيٌّ 
لَقَدْ كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَصْبَحَ غَيْمُه وَالْيَوْم تَحَقَّقَت أمنيتي تِلْك وَفِي هَذَا الْوَقْتِ كُنْت اسْتَرَقَ السَّمْعَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ 
وكنتي أنتي جَالَسَهُ فِي ذَاتِ التَّوْقِيت وَمَن الْأَرْوَاح الَّتِي تَتَمَنَّى أَنْ تُصْبِحَ غَيْمُه فقتربت مِنْك لنحقق تِلْك الْأُمْنِيَّة مَعًا فَلَا تَخَافِي وَأَعْطِنِي يَدَك لنبدأ رحلتنا . 
وَرِيد : هَلْ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ الْبَشَرِ ! ؟ 
الغيمة : نَعَمْ أَنَا إنْسَانٌ مِثْلَك وَلَكِن أمنيتي أَنْ أَكُونَ غَيْمُه مِثْلَك فَهَيَّأ لَا تطيلي التساؤلات فالننطلق فَلَا وَقْت لَدَيْنَا يَجِبُ أَنْ نَعُودَ قَبْلَ الْغُرُوبِ ! 
وَرِيد : وَأَنَا مَا بَيْنَ الْوَهْم وَالْحَقِيقَة اِبتسَمَت وَفِي أعماقي أردد إنْ كَانَتْ مِنْ أَحْلاَمٍ الْيَقَظَةِ أَوْ رُبَّمَا حَلَم مُسْتَيْقِظ لِيَتَحَقَّق وَاقِعًا كِلاهُمَا يحققان شُعُورًا واحساسا جَمِيلًا لِي ، لِأَنِّي دَائِمًا انْطَلَق بروحي وَأَجْلَب لِنَفْسِي مَا أُحِبُّ مِنْ مَشَاعِرِ وَمَدَدْت يَدِي وَكَانَ الْبَيَاض يُعَانِق كَفَى وَإِذَا بِكَفَّيّ يَتَحَوَّل لِبَيَاض وَيَنْتَشِر لكامل جَسَدِي ، وَأَشْعَر بخفتي وَارْتَفَع وَارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ وَأَنَا أتأمل عَيْنِي تِلْك الغيمة وابتسامتها السَّاحِرَة وماهي إلَّا لَحَظَات وَأَنَا غَيْمُه تَمْشِي ببطئ تَدْفَعُهَا الرِّيَاح بأناملها الرَّقِيقَة 
الغيمة : كَمْ هُوَ جَمِيلٌ ذَلِك الشُّعُور يَا وَرِيد الرِّيح تُحِيط بِنَا مِنْ كُلِّ مَكَان وَذَلِكَ الثِّقَل أَصْبَح بِخُفِّه رِيشَة . تُرَى مَاذَا تشعرين ؟ ! . 
وَرِيد : الشُّعُور أَجْمَلُ مِنْ الْعِبَارَاتِ أَتَعَلَّم إنِّي لَا أَسْتَطِيعُ الْكَلَام فَأَنَا منبهرت بِمَا أَرَى وَأَشْعَر أُرِيدُ أَنْ أُغْمِض عَيْنِي لاحتضان ذَلِك الشُّعُور وَالْعَيْش بِهِ دَاخِلَ أَعْمَق عُمْق بداخلي ، وَلَكِنِّي لَسْت بَشَرِيَّة الْهَيْئَة الْآنَ وَعَلَيّ أَنَّ أَشْرَع عَيْنَاي لأعيش الشُّعُور وَعَلَيّ  أَنْ أَفْتَحَ فَمِي عَلَى مِصْرَاعَيْه لأبتلع تِلْكَ اللَّحَظَاتِ وأتشربها وأذيبها بِدَمَي لِكَي اسْتَنْشَقَهَا برئتي ! 
غَيْمُه : ماهذا السِّحْرَ الَّذِي يلقينه أَفَبَعْد كُلُّ هَذَا الْوَصْفُ تَدَعِين عجزك عَنْ التَّعْبِيرِ يالكِ مِن طماعة جشعه ! ! 
لَقَد إمتلكتي مِنْ الْإِحْسَاسِ ، مَا يَفُوقُ الْإِحْسَاس . 
وَرِيد : قَدْ اتَّفَقَ مَعَك إنِّي الْأَكْثَر طماعا وجشعا فِي الْمَشَاعِرِ الْجَمِيلَة التِّلْقائِيَّة الطَّبِيعَة أَمَّا ماعداها فزاهدة مُتَصَوِّفَة 
غَيْمُه : اُنْظُرِي تِلْك القمم الَّتِي كُنَّا فِي كُلِّ مَرَّةٍ نَتَمَنَّى أَن نعانقها تِلْكَ الَّتِي كَتَبَ فِيهَا جُبْرَان خَلِيل جُبْرَان 
هَلْ يُوجَدُ ضِبَاب مِثْلِي يُرِيدُ أَنْ يَجُوب قِمَمِ الجِبالِ وَالسُّهُولَ والوديان مَعِي وَهَا أَنَا وانتي ، نُحَقِّق تِلْكَ الْعِبَارَةِ الَّتِي  ترددينها كَثِيرًا وتعنينها أَكْثَر 
وَرِيد : هَيَّأ لنعانق تِلْك القمم عَلَيْكَ أَنْ تَتَّسِع وَتَنْتَشِر لِنُدُور حَوْل تِلْك أَلْقَمَه تَمَامًا كمَا نَفْعَلَ فِي لَعِبُه فَتْحِي ياوردة 
سُكَّرِي ياورده هَيَّأ أَعْطِنِي يَدَيْك . 
غَيْمُه : أَنْتَ أَيْضًا سَاحِرَةٌ كَيْف عَرَفَتِي إنَّنِي أُرِيدُ أَنْ أَدُور بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ ؟ ! 
وَرِيد : لِمَاذَا تتعجب أَوَلَسْنَا نحلم بِذَات الْأُمْنِيَّة فَلَا اعْتَقَد أَنَّنَا سنختلف فِي جُزْئِيَّاتٍ تَحْقِيقِهَا ! ! 
غَيْمُه : لَقَد أَخَذْتَنِي لِعَالِم الْبَرَاءَة وَالنَّقَاء لَحَظَات الطُّفُولَة 
أَتَعْلَمِين نَحْن نتميز عَن الغُيُوم بأننا نُمْلَك ذَاكِرَة بَشَرِيَّة وَقَلْبًا يَنْبِض تَحْت أَوْصَال تِلْكَ الْهَيْئَةِ لِذَلِك نَحْن نَشْعُر بِشَكْل مُخْتَلَفٌ أَلَا تَرَيْنَ تِلْك الغُيُوم وَفَوْقَهَا تَدُور عَلَامَات التَّعَجُّب وَالِاسْتِفْهَام ! ! رُبَّمَا تتسائل لِمَاذَا تِلْك الغيمتان مفعمات بِكُلّ هَذَا الْمَرِح والشغف وَهَذِهِ الْأُمُورُ رُوتِين لَهَا وَفِي كُلِّ يَوْمٍ تَشَهُّدِه وتراه وتعيشه ! ! 
وَرِيد : أَوَّلًا الغُيُوم وَالطَّبِيعَة هُمَا رَمَز لِلنَّقَاء وَالْبَرَاءَة وَتِلْكَ الصِّفَاتُ لَا تَمَثَّلَ فِي عَالَمِ الْبَشَرِ إلَّا فَتْرَة الطُّفُولَة وَمَن الطَّبِيعِيّ أَنْ يَنجْذِبَ الشُّعُور لمثيله ! !
ثَانِيًا لَا أُرِيدُ أَنْ أتسائل هنا فَقَطْ نُرِيدُ أَنْ نَشْعُر ونتنفس إِحْساسا فَلَا تُحَاوِل أَن تعيدنا لِعَالِم الْبَشَر ! 
الغيمة : صَدَقَتِي دُعِينَا نَعيش اللَّحْظَةِ وَلَا نسمح لشي بسرقتها ! 
وَرِيد : كَمْ هُوَ جَمِيلٌ مَنْظَر الْأَرْضِ مِنْ هُنَا لَا تَرَى سِوَى أَلْوَانًا وَلَا يَنْبَعِثُ مِنْهَا سِوَى الْجَمَال ! ! ! 
هَلْ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ أتسائل ؟ ! 
الغيمة ! : اعْتَقَد إِنَّكِ انتي مَنْ رَفَضَ التساؤلات وَلَسْت أَنَا ! ! 
وَرِيد : هُو تَسَائل وِجْدَانِيٌّ ! ! 
الغيمة : لَم اِسْتَغْرَب رَدَّك فأنتي تجيزين لِنَفْسِك مَالًا تَجْزيَة لسواك والأغرب إِنَّك تجدين لِذَلِك مُبَرِّر مُقَنَّعٌ ! ! فتسائلي وَأَنَا أَيْضًا ساتسائل وَلَن أَحْرَم نَفْسِي مِنْ ثرثرتي الوجدانية ! 
وَرِيد : حَسَنًا اتَّفَقْنَا 
كُنْت أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ لِمَاذَا لَا نَرَى الْقُبْحِ فِي الْأَرْضِ 
هَل الْقُبْح صِفَةٌ أَسْقَطَهَا سُكَّانِهَا عَلَيْهَا 
فَانْظُر تِلْك المساحات الْجَمِيلَة بسهولها، بصحراءها بمحيطاتها، بغاباتها، بجبالها، جَمِيعِهَا رَغِم اخْتِلَافِهَا تَشْكل لَوْحَة تُشِعّ بِالْجَمَال، وَالْبُعْد أو الْقُرْب لَا يُغَيِّرُ مِنْ مَاهِيَّةِ مكوناتها تَرَى لِمَاذَا حِين نَكُونُ فِيهَا ننعتها بالقاسية وَالْغَيْر مُمَتَّعَة وشاقه ! ! ! هَلْ السَّبَبُ بِالْفِعْل نَحْن الْبَشَر ! ! 
الغيمة : تسائلك يُعِيدنَا لِلْوَاقِع الَّذِي فَرَرْنَا مِنْه فَلَن اتعمق فِيه وَأَسْأَلُك تَرَى هَل الْأَلْوَان مَشَاعِر ! ! 
وَرِيد : أَيُّهَا السَّارِق كُنْت سأسألك ذَات السُّؤَال 
أَتَعَلَّم أَظُنّ كُلٍّ مِنْ يَسْأَلُ يمتلك فِي أَعْمَاقِه شَيْئًا مِنْ الْإِجَابَةِ وَلَكِنْ هُوَ يتسائل لِكَي يَقُوم بِتَرْتِيبِهَا فَقَط لِتَظْهَر بِصُورَة مُقْنِعِه لَه فَقُل لِي ، ماهي إِجَابَتِك أَوَّلًا ! ! 
الغيمة : اعْتَقَدَ أَنَّ الْأَلْوَان مَشَاعِر لِأَنِّي حِين اُنْظُر لِلَوْن الْأَخْضَر مَثَلًا أَشْعَر بِسَلَام وإحساس بِالْأَمَان . 
وَرِيد : بِالْفِعْل الْأَلْوَان لَهَا مَشَاعِر تبْعَث لِلرُّوح لَوْنٍ مِنْ الطَّاقَةِ المتمثل بِالْإِحْسَاس بِالْحَبّ أَوْ الْأَمَانُ أَوْ الْمَرِح أَوْ السَّلَامِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْمَشَاعِرِ الْجَمِيلَةِ أَوْ الْغَيْر جَمِيلَة ! 
الغيمة : أتسمعين ؟ ! 
وَرِيد : مَاذَا أَسْمَع ؟ 
الغيمة : هُنَاكَ بَيْنَ الْأَشْجَار هُنَاك أَصْوَات تَبْعَث لِلنَّفْس السُّرُور وَكَأَنَّهَا تُنْشِد أَناشِيد السَّعَادَة ! 
وَرِيد : نَعَم لَقَدْ كُنْتُ مُصْغِيَةٌ وَلَكِنِّي لَمْ أَتَوَقَّع إِنَّك ستلاحظ تِلْك الْأَصْوَات فَهِي أَصْوَات لَا تُسْمَعُ إلَّا عَبَّر الرُّوح لِأَنَّهَا تُفْهِم شَفْرَتِهَا جَيِّدًا وَخُصُوصًا مِنْ تِلْكَ الْمَسَافَةُ الْبَعِيدَةِ ! 
. ذَاك حَدِيث الشَّجَر للشَّجَر عَبَّر أَثِير الْأَرْوَاح فَهِي تتصافع وتتعانق وتتعارف عَبَّر جُذُورَها وتتسامر وتطرب عَبَّر حَفِيف أَغْصَانِهَا وَتِلْك الْعَصَافِير فِي اعشاشها تَنَثَّر الدفئ مِنْ خِلَالِ طَاقَتِهَا الصَّبَاحِيَّة عَبَّر نَغَم تغريدها وَتِلْك الْفَرَاشَات الَّتِي تُنْقَل رَسَائِل الْحَبّ والأشواق مِنْ زَهْرِهِ 
لزهرة كساعي لبريد الْعُشَّاق وَتِلْك الأسْمَاك فِي أَعْمَاقِ المحيطات الَّتِي تَرَسَّم أَجْمَل لَوْحَات الْحَيَاة كقصائد عُزِل تُفِيض بأجمل الأحاسيس ! ! وَتِلْك الْمَوْجَات الدائرية الَّتِي تُسْمَعُ ترددها المنبعثة مِن خَلَايَا النَّحْل الَّتِي تُعْصَر الْحَبّ وتعتقه لِذَلِكَ كَانَ الْعَسَلُ شِفَاء لِأَنَّه صَنَع بِالْحَبّ 
الْكَوْن كُلُّه يَبْعَث الْحَبّ ، وَيَعِيش فِيه ماعدا ذَلِك الْكَائِن الَّذِي يَقُولُونَ عَنْهُ صَاحِبُ عَقْل ! ! ! أَحْيَانًا اعْتَقَدَ أَنَّ الْعَقْلَ ذَاكَ هُوَ سَبَبُ كُلِّ تِلْك الشُّرُور الَّتِي لَا حَصْرَ لَهَا ! ! الَّتِي كَانَتْ هِيَ السَّبَبُ فِي تَدْنِيس الْأَرْض بِصِفَة الْقُبْح ! ! 
اعْتَذَر لَقَد عُدَّت لأدميتي وَأُفْسِدَت رحلتك 
فَأَنْتَ غَيْرُ مَحْظُوظٍ بِأَنَّ الْقَدْرَ وَالتَّوْقِيت الإلاهي جَعَلَنِي مُرَافَقَتَك بِهَذِه الرِّحْلَة ! ! 
الغيمة : لَا عَلَيْك فَعَلَى الْعَكْسِ أَنَا اسْتَشْعَرَت الْكَثِيرِ مِنْ الأحاسيس الَّتِي لَا يُمْكِنُ أَنْ اعيشها إلَّا مِنْ خِلَالِ ثرثرتك الوجدانية الْعَمِيقَة الْمفَرْحَة المبكية فِي ذَاتِ الْوَقْتِ ! ! 
وَرِيد : أَمَّا عَنِّي فَلَقَد اسْتَمْتَعْت جِدًّا برفقتك وَبِذَلِك الْوُدّ والطيبة والطفولة الْمَشْرَقَة فِي عَيْنَيْك . 
كَمْ هُوَ جَمِيلٌ أَنَّهَا تَمَطَّر لَقَد حالفني الْحَظُّ إنْ أَشْهَدَ الْمَطَر كغيمة ! 
الغيمة : فِعْلًا أَنَّهَا أَجْمَل الْأَوْقَات وَسَيَكُون خِتَامُهَا مِسْك عَلَيْنَا الْآنَ أَنَّ نَعُودَ لسيرتنا الْأُولَى وَلَكِنْ قَبْلَ ذَلِكَ هُنَاكَ تَحَوَّل سنقوم بِهِ مَعًا لِكَي نَعُود بِأَمَان 
وَرِيد : ماهُو ؟ ! 
الغيمة : سنتحول لقطرتين مَطَر وَحِين يُشَرِّق قَوْس قُزَح سنتزحل عَلَيْهِ حَتَّى نَصِلَ لِلْأَرْض فَهُو سَيَظْهَر مِنْ أَجْلِ أَنَّ يُعِيدنَا لِلْأَرْض بِسَلَام ! 
وَرِيد : : كَمْ هُوَ رَائِع سنعيش الطُّفُولَة فِي لَحَظَاتٍ لَا تُوصَفُ رَغِم أَنَّهَا لَحَظَات الْوَدَاع فَرُبَّمَا لَن نَلْتَقِي ككيان مَرَّةً أُخْرَى ! 
الغيمة : نَحْن الْتَقَيْنَا بِالرُّوح وَالْأَرْوَاح لَا تَفْتَرِقُ وَلَا تُودَع وَرُبَّمَا سنلتقي كمادة فَكُلّ تِلْك إقْدَار سَتَكُون إنْ شَاءَ اللَّهُ 
وَرِيد : اتَّفَق مَعَك فَأَنَا وَأَنْت اتحادنا بِالرُّوح وَذَلِك النَّوْعِ لَا سَلَّطَه لِأَحَد لِتَفْرِيقِه حَتَّى الْفِرَاق نَفْسِه ! 
الغيمة لَقَد حَانَ وَقْتُ الْعَوْدَة لنصبح قَطْرَتَيْن وننساب عَلَى تِلْكَ الْأَلْوَان . 
وَرِيد : وَهَا نَحْنُ ننزلق وننساب عَلَى جِسْرِ قَوْس قُزَح ونتدحرج حَتَّى وَصَّلْنَا لِلْأَرْض وَقَبْل الْوُصُول بِلَحَظَات انْقَسَم قَوْس قُزَح وَأَبْعَدَنا عَن بَعْضُنَا فَلَم أَعَدّ أُرَاهُ وَلَا هُوَ يَرَانِي فَقَد كُنَّا نَسْمَعُ بَعْضُنَا وَنَحْنُ نَقُولُ مَعًا كَانَت رَحْلِه جَمِيلَة لَن تَنْسَى ، وَفِي تِلْكَ الْأَثْنَاء شَعَرْت بثقلي وَبَدَأَت الْقَطْرَة تَكَبَّر وَتَتَشَكَّل وَأَصْبَحَت أَرَى أطرافي وَإِذَا بِي أتدحرج كَكَرِه ثَلْج عَلَى الْأَرْضِ ! 
اِبتسَمَت وَكَانَ الْوَقْتُ ماقبل الزَّوَال فَنَظَرْت لِلسَّمَاء وَكُنْتُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بَعْدَ تِلْكَ الْحَادِثَةِ كُلَّمَا رَأَيْتَ غَيْمُه تَذَكَّرْت تِلْك الغيمة فَعَادَت لِي ذَات مَشَاعِر تِلْكَ اللَّحْظَةَ وَمَازَال دَفِئ ذَلِكَ الْكَفِّ الْأَبْيَض سَاكِنًا فِي رَاحَتَي !
https://youtu.be/zVt81oObMNM
 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author