اضحت وسائل التواصل الاجتماعي ، امرا لا غنى لنا عنه في حياتنا اليومية، نظرا لما تضطلع به من دور اساسي ،في تسهيل تبادل المعارف والتواصل بين الناس ، ولعل ابرز ما يكسبها هذه الاهمية هي غرف الدردشه والتي هي مواقع او تطبيقات على الانترنت يقصدها الأشخاص لتبادل الاحاديث في شتى المواضيع بكتابة رسائل نصية قصيرة تَظهَر على الفور على شاشات الأشخاص المشاركين في المحادثة. كما يمكن ان يجتمع عدد كبير من الناس في مثل هذه الغرف، فيقرأون رسائل بعضهم ويجيبون عليها.
حيث تعتبر هذه الغرف الركيزة التي تقوم عليها هذه مواقع التواصل الإجتماعي، والاساس الذي تبنى عليه باقي خدماتها ، الا انني ارى ان سوء استغلالها ، قد يعرض مستعملها لاخطار جمة تمس كلا من جانبه الصحي، والنفسي، والاجتماعي، اذ أن كثرة المكوث في غرف الدردشة امام شاشة الحاسوب او الهاتف تؤثر و بشكل كبير على كل من صحة الظهر والعينين، حيث يؤدي الإستعمال المفرط لها إلى التسبب بأضرار كبيرة على مستوى العمود الفقري ،و الأضعاف من قدرة شبكبة العين على قيام بوضائفها الرئيسية، اضافة الى عرقلة بعض الوظائف الحيوية المهمة للجسم كالهضم ،والدورة الدموية...
ولكن خطر الدردشة لا يقتصر على هذا الحد فقط، بل يتعداه ليبلغ الشق النفسي ،اذ يؤدي الاستعمال المفرط لها الى ادمان المستعمل عليها مما يضع في حلقة من الانعزال والوحدة ، فيصبح الشخص سريع الانفعال وكثير العصبية وغير قادر على تحمل اعباء الحياة وصعوباتها.
ولا ننسا آثارها الإحتماعية العديدة والمتنوعة والتي تثمثل أساسا في اضغاف الروابط الإجتماعية داخل الأسرة الواحدة حيث يصبح لكل فرد من أفرادها عالمه الإفتراضي الخاص الذي يعيش فيه جل وقته، مما يبعده عن العالم الحقيقي وما يوجد به من مهام و مسؤؤليات .
وفي النهايه ارى ان الدردشة هي عبارة عن سيف ذو حدين فاما ان تحسن امساكه فتنجح او تخطئه فتذبح.
You must be logged in to post a comment.