خواطر ليلية لأم أربعينية.
ماالذي أحدث نفسي به عندما يهبط الليل
ينام الزوج و ينام الأطفال،و يخيم الظلام على المكان الذي يسوده الهدوء،فلا صوتا يسمع و لا ساكنا يتحرك الا أنني أشعر بنبضات قلبي الذي يتحرك في أحشائي لكي لا يفتأ يذكرني بأنني أما ،أم كلمة من حرفين،تحمل في حروفها أسمى المعاني،لم أكن أعرف كم تحملت أمي حتى كبرنا،و لكن ها أنا ذا أصبحت أما لا تريد من الحياة سوى سعادة أبنائها، هكذا و بينما أستلقي على الفراش، تبدأ ذاكرة (الأم) بالعمل،ذاكرة نشطة لا تتوقف، أفكر بترتيب الأوليات في حياتي، فجميع أبنائي هم مشروعي في الحياة ،و أشعر أنني خلقت لأجلهم و ليس العكس، فيخطر ببالي أسئلة كثيرة، أي من أبنائي يحتاج الى تركيز في الدراسة،من منهم يحتاج الى الدعاء قبل الاخر،هل قمت اليوم بتأدية واجباتي غير منقوصة!
هل تأكدت ان أبنائي جميعهم حصلوا على احتياجاتهم مني!
أسئلة تطرق رأسي عندما أحاول الخلود الى النوم،فأبدأ بقراءة القران و الدعاء الى والداي ،ثم بعد ذلك تتسلل الأفكار الى رأسي،فتارة أتذكر ابني الذي سوف أقوم بأعداد برنامجا ينظم دراسته في التعليم عن بعد،ثم لا ألبث ان ابدأ بتنظيم الأمور التي سأقوم بها بهذا الخصوص(في رأسي) حتى أتذكر ابني المسافر وحيدا في غربته، فتباغتني فكرة أخرى لأحدث نفسي أنه علي اعداد اللبن و الثوم لأحدهم الذي يعاني من الزكام، و تارة أخرى أفكر أنه علي ان أجلس مع ابني الاخر و أعطيه من وقتي و أتعرف الى همومه و مشاكله لنحاول حلها معا،و لكن لا يغيب عن ذهني ابدا الصغير بينهم،فهو دائما حاضرا في قلبي و في عقلي،فأتأمل قليلا و أبدأ بحساب سنوات عمري و كم سيكون عمري عند تخرجه من الجامعة و هل سأرافقه في زفافه؟!
أخيرا أقرر انني سأفوض أمري الى الله عز و جل الباري،الرحمن فهو فقط من سيشعرني بالطمأنينة في جنح الظلام.و هكذا تتكرر الليالي لأم أربعينية تنتظر أن يكبر أبناؤها و يكونوا أفرادا صالحين لا تفارقهم السعادة.
You must be logged in to post a comment.