دهاء طفل يراه الناس من الأغبياء
في صباح كل يوم يدخل طفل صغير لم يبلغ الثامنة إلى محل الخضار، ويتجول بين الخضار والفواكه، وكان هناك العديد من الزبائن، نظر بائع الخضار للطفل، وقال لأحد زبائنه الذي ينتقي الخضار بصوت منخفض: هل تعرف أن هذا الطفل هو من أغبى أطفال المنطقة، بل أغبى طفل في العالم، نظر إليه الزبون وقال: كيف عرفت ذلك؟ فقال بائع الخضار: سوف أثبت لك ذلك الآن.
نادى بائع الخضار الطفل ووضع أمامه عملة نقدية بقيمة ربع دينار وأخرى ورقية بقيمة دينار أربعة أضعاف القيمة، وقال له أن يختار، يأتي الطفل وينظر ويأخذ الربع دينار ويذهب مسرعًا، في كل يوم يأخذ الطفل العملة الأقل قيمة، نظر بائع الخضار للزبون وهو يشعر بالنصر هل رأيت؟ استغرب الزبون من تصرف الطفل، وأكّد له البائع أنه كل يوم على هذا الحال ولا يغير رأيه.
خرج الزبون من محل الخضار وهو متجهًا نحو بيته، وجد الطفل يلعب في الشارع، فقرر أن يخبره بالحيلة وينصحه بالأفضل، ويسأله عن سبب اختياره العملة الصغيرة لأن الفضول سيقتله، وقال: يا صغيري لم في كل يوم تأخذ الربع دينار بدلًا عن الدينار؟ ضحك الطفل بصوت مرتفع وقال: يا سيدي إذا أخذت الدينار سوف تنتهي هذه اللعبة.
ضحك الرجل من هول ما سمعه، وتأكد حينها أن بائع الخضار هو الغبي، وأن الطفل من الأذكياء، حيث قرر أن يأخذ عملة صغيرة في كل يوم بدلًا من الكبيرة مرة واحدة، قليل دائم خير من كثير منقطع.
العبرة هنا أن لا تستهين بذكاء أي إنسان مهما كان، حيث أن الأحمق فقط من يستهين بذكاء الآخرين، ولا تقلل من شأن أي إنسان ولا تطلق الإهانات و الأحكام المتسرعة على أي إنسان مهما بلغ من العمر.
المراجع:-
-
قصة.
You must be logged in to post a comment.