دوران بمتاهات الدروب

صمت وسكون ...

ضجر وسماع الهمسات

خرس ابدي في الليل مع رهاب

اعوجت النفس وسمعت اصوات

من زوايا الدنيا وهجمت بانياب

يخرجون من كل مكان ...

يرقصون ويطقطقون وينادون

ويسحبون طريقا طويل الى طريق قصير

يترنحون منتشين ...

من كانت نفوسنا خائفة

من كانت ترتعش من صمت الدنيا ...

من كانت تهرب من دنيا الى دنيا

لم يفد طرق الابواب ...

لم يفد التوسل وطلب الرحمة

لا يوجد باب وشباك لا يوجد مجال

فغيبي يا نفس بين اكوام التراب ها هنا

وسيحي بروحكي بين حبيبات ترابها

ولا تظهري لانسي قط ...

لا تظهري لمن يرتدي حذاءا ولا تنظري لم ينظر اليك من اسفل ...

عندكي عوالم وبيئات .. عندكي من كان لكي مختص ..

تامل من حولك وانصت في مساء كهذا .. حيث حشرات الليل هي في نهارها تغني وتحكحك اجنحتها وتنشد وتغني ...

هنا سلحفاه صغيرة لا يزعجها قطع الشارع من متطفل مسرع .. هنا حلزونة تصعد قمة الصخرة العالية لا احد يزعجهم او يقاطع عجلة حياتهم المشغولة ..

فقط ارسم نهرا خالدا واسبح مع ارواح تطوف - لتسلم على الاحبة فالسلام على من كانت انفسهم سالمة بيضاء ندية كقطر الندى ...

لبست معطفي واعتمرت قبعة بنية وهذا عكازي وهذا وشاحي لهذه الليلة الندية ... فامشي خطوات على جانب الطريق اراقب صمت البشر وهم نائمون .. صمت من كومة مخلوقات ضارة نائمة هادئة تُسكِن الحرب سلاما .. بيميني خنفسة صغيرة تمشي فخفت عليها فازحتها ... وتلك شيء صغير لا اكاد ابصره بعتمتي المفضلة رفعت قدمي عنها لكي لا ادهسها .. ماض في دروبي الصامتة الليلية في عالمي واكواني.. فسلام على عوالمكم المادية ...

تتناثر الاحلام فيها وتتساقط

واحدة تلوى الاخرى

وتركت في مكان بعيد ...

لتُبعَد عن التذكر وتكن اقرب للنسيان

في ذلك الوادي السحيق .. بين اجماته وتموجاته

تركن الاحلام لتصدئ .. لتواجه مصيرها في العراء

هراء ومحاولات صف المواضيع والجمل لم تكتمل

واحدة تلوى الاخرى تكون ...

لا مزيدا من الاحلام ...

لا مزيدا من مئات الاوراق والاف من اقلام مدونة

لا مزيد من شحن الهاتف لكتابة خاطرة

لا مزيدا من الترهات ...

فلتركن الى ذلك الوادي الى تلك الصخرة التي اعرفها

الى تلك الاجمة الكبيرة والى تلك الاتربة

فلا مزيدا من الترهات ...

ولا مزيدا من الاحلام لكي لا تتناثر مع خريف العمر

تعبت الاوراق من تلطيخ وجهها سوادا ...

وتعب القلم يريد تقاعدا ...

فلتمشي يا احلام في ذلك الطريق

طريق الى بقعة تبدو بعيدة

تتلبد حولها الغيوم ولا ضياء بها ...

وحولها الغرابة وجزء كبير من كآبة

فلتركن هناك لتصدئي ولتواجهي مصيرك

يا اوراق خريف العمر المتساقطة ...

هذا وتدور ...