عندما خلقت على هذه الارض وجدت حضنين دافئين قد رسما لي الطريق، وعينين بصيرتين ارى بهما بهجة الحياة.
احدهم كان رجلا عظيما رحيما علمني الطريق الى الله، والاخرى كانت انسانة رقيقة وقلبا عطوفا وروحا عذبة تشعرني بالسعادة .كانا هما الروحين الطاهرتين اللتين لن يبدلهما الزمن مهما طال.
برفقة والدي كنت اشعربالأمان،كان يعلمني،ويثريني بخبراته وتجاربه ويغرس في نفسي الثقة والقوة والعزيمة .
اما امي فقد كانت منارتي ومصدر راحتي وسكوني.
كان قلبي مغرم بهما ومثقل بحبهما مما جعل خوفا عليهما يلازمني دائما ،كنت اخشى عليهما من عثرات الزمن.
كبرت وترعرعت وانا استلذ بجمال الحياة باحضانهما . كانا يشجعاني دائما على التميز والانجاز.ربياني على الفضيلة والاخلاق الحميدة وحب الناس.
وعندما اختارا لي رفيق العمر كانا حريصين على
مساعدتي في اختيار انسان متميز ذا خلق عظيم.
وعاشا بعد ذلك ليغدقان بالحب والعطف والحنان على احفادهما.
كم كانت الحياة جميلة برفقتهما ، كنت اقتنص كل فرصة لاكون بجانبهما ،فقد كانواهم الحياة ولا حياة بدونهما.
ولكن!
حدث ما كنت اخشى حيث داهم المرض ذلك الشيخ الكبير ليجعله طريح الفراش .كان يعز علي ان اراه ضعيفا لا يقوى على الحراك فكم تمنيت ان افتديه بروحي .
ويعود المرض ليفتك بجنتي وامي الحبيبة ،كان الالم يعتصر قلبي ،كم تمنيت ان احمل عنهما الالم وافتديهما بماء عيني .
يا ويلتاه ! كان ما كنت اخشاه خطفهما مني القدر فتركاني يؤلمني الفراق ويغلبني الحزن ، احسست بغربة حقيقية، فما عاد هناك بعدهما صديق،ولا حل محلهما حبيب.
بكيت طويلا ،فلا الشوق يرحمني ولا البكاء يجديني
فما كان مني الا اللجوء الى الدعاء والرجاء بك يا الله ثم الرجاء.
"رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
Mariam
You must be logged in to post a comment.