رحمك الله يا جنتي (قصة حقيقية)

كنت اتشاجر معها دائما، ولم أدرك معنى خوفها، كم اشتاق إلى صوتها ورائحتها، بعد سنوات ما زلت أرفض واقع غيابها، انتظر هاتفي يرن لتقول لي :ابنتي أشعر بأنك حزينة هناك شيء يزعجك.،بالفعل كما كانت تشعر كنت اكون.

كانت انسانة عظيمة لم تتركني ابدا كانت معي في أحلامي، وحياتي وحتى في مشاعري. 

لقد بكت كثيرا في ذلك اليوم الذي لبست فيه خاتم الخطوبة وقالت :(كيف ستتركيني يا صغيرتي  كيف أصبحت كبيرة بهذه السرعة، ما زلت ارآك صغيرتي العنيدة والمشاكسة. 

وانا اقول لك يا أمي لماذا ذهبتي بسرعة، ولم تختاري معي فستاني الأبيض، لم تراني امي بثوب التخرج من الجامعة لقد كانت السنة الأخيرة.

في يوم ما قالت لي :(هيا بنا نذهب إلى السوق اقترب موعد زفافك يا ابنتي،) لأول مرة أشعر بالخوف فقدت الرغبة في كل شيء، كانت نظراتها حزينة. 

وبعد دقائق شعرت بالتعب وطلبت الذهاب للمشفى وقالت سأعود، لكنها لم تعد. 

قال الطبيب وضعها خطير وقلبها لن يتحمل أكثر، يجب إجراء عملية جراحية في الحال، توقفت عند تلك الكلمات كيف ذلك بالأمس كان ذلك القلب يضحك ويشعر بالخوف من فراقي، لماذا يا جنتي؟ 

قلت لها ويداي ترجف امي حبيبتي هيا بنا نذهب ونختار فستاني الأبيض معا، ابتسمت ابتسامة صفراء وكأنها تعلم أنها هي من ستلبس الأبيض تحت التراب، 

دخلت غرفة العمليات، ومرت ساعات وساعات هي الأطول في حياتي حتى خرج الطبيب ورأسه للأسفل ليقول عظم الله اجركم لقد فعلنا ما بوسعنا. 

ما زلت عالقة عند تلك اللحظة اللتي ودعت فيها السعادة، الحب، الأمان ودعت روحي وأصبحت جسدا بلا روح. 

لن أنسى آخر مرة رأيت فيها وجهها لقد كان أبيض مثل الثلج ورائحتها كالمسك، وكيف لا تكون كذلك وهي من كانت أم لخمسة اطفال جعلتهم شباب بعمر الزهور. 

جاء يوم زفافي لم أكن أشعر بالسعادة كنت أبحث عنها من بين الحضور ولم أجدها، غاليتي طفلتك أصبحت عروس. 

بعد ذلك أنهيت دراستي الجامعية على قبرها بكيت كثيرا ها هو ثوب التخرج يا أمي. 

لم أدرك حجم ذلك الخوف في كلماتها الا عندما أصبحت ام وشعرت بمعنى الخوف على أطفالي اشتقت إليك امي حد الوجع والألم. 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author