رسالة لك
إن وصلتك تلك الرسالة فلعل القدر ساقك إليها لأنك تبحث عنها وتحتاجها بشدة لتداوي جرح ينزف عجزت عن مداواته
هل مررت بانكسارات في حياتك
هل بكيت وحدك من شدة الانكسار ثم رسمت ابتسامة أمام الناس تخفي بها حزن عميق
هل من كثرة التفكير وجلد الذات شعرت أنك في دوامة لن تنجو منها إلا بمعجزة
هل شعرت بالغربة رغم لمة الأصدقاء والعيلة
هل أرغمتك الظروف للاحتياج لأقرب المقربين وانت تتوسم فيهم السند والعون ثم خذلوك وأداروا لك ظهورهم
هل تكرار الخذلان جعلك تفقد الثقة في جميع من حولك وتكتفي بنفسك
إن كنت كذلك فيبدو لي أنك شديد الحساسية وهي صفة يتمتع بها الأذكياء ولكن إن أصررت على عدم تخطي تلك الإنكسارات فقد حسرت نفسك في زمرة التعساء
نمر بالتجارب القاسية لنتعلم منها ونزداد نضوج مثل الذهب ينصهر بالنار لينقى من الشوائب
وإليك بعض النصائح
تعلم في المقام الأول ألا تطلب شيء من أحد لأن لا أحد يملك لك من الله شيء وإنما القادر على قضاء حاجتك هو الله فتوجه إليه مع الأخذ بالأسباب واختصر طريق خذلان البشر
لا تثق في أحد ثقة مفرطة وتوقع أي شيء من أي أحد
لا تجعل توالي الضربات الموجعة تفقدك نقاء قلبك أو تحمل حقد على أحد فإن فاتتك بعض من الدنيا فلا تخسر الآخرة وتذكر إلا من أتى الله بقلب سليم
ثم اتهم نفسك قبل اتهامك للناس فقد تكون أنت من تسببت لنفسك بتلك الانكسارات لسوء تعاملك وتصرفك وإفراطك في الثقة وإصرارك على أخذ حق هو لك ولكن لا ينال إلا بالتودد واللين وليس بالتجهم والجمود
راجع علاقتك مع الله فكلما أحسنت ما بينك وبين الله أحسن الله ما بينك وبين الناس
يجب أن يستوي المدح والذم عندك لأن عملك يجب أن يكون لله وليس للناس فنقب في كل أعمالك عن الإخلاص ودوما جدد النية
لا تتعلق بالناس فمن تعلق بشيء عذب به إن كنت تتعامل معهم بما ترضاه لنفسك ويرضي ضميرك فلا تنشغل بردة أفعالهم تجاهك
وتغافل فنصف العافية في التغافل
أخيرا أنت تحتاج الله في كل أحوالك في شدتك ورخائك في جبرك وانكسارك فلا تغلق بابك إلى الله بالإعراض والغفلة فوحده سبحانه القادر على جمع شتاتك وقضاء حاجتك وجبر انكسارك.
You must be logged in to post a comment.