رواية احزان فريدة ج٥ والأخير

وبعد مرور ثلاثة أعوام وكبرت فريدة وأصبحت فتاة شابة تلفت أنظار كل من يراها، فبدأ أيمن يتقرب إليها ويحب قضاء الوقت معها فغارت رحاب بشدة وقررت أن تتركها ترحل، رحلت فريدة ولا تعلم أين تذهب فأبلغت معلمها بما حدث، فقرر شريف اصطحابها المنزل والتوسل لأمه لتتركها تعيش معهم، وحينما رأتها والدة شريف وكم هي فاتنة أدركت سبب اصراره الشديد على عيشها بالمنزل وهذا ما زاد من اصرار الام على موقفها، فقام شريف بتوضيب سطح المنزل وجعله مناسب للعيش حتى يجد لها حل، باتت فريدة حزينة وبائسة وتبكي وتنظر إلى السماء وتقول ماذا فعلتم ليحدث لي كل هذا؟ وجددت كلب يتألم في السطح فشعرت أنه بحاجة للرعاية أدخلته غرفتها الضيقة وحاولت ان تعالجه بما هو متاح لديها، وجدت في هذا الكلب الصديق الذي حُرمت منه دون أن يعيق صداقتهم أحد، كما يحدث دائما مع أي يشخص يحاول صداقتها، اكتفت بهذا الكلب صديق واهتمام المعلم شريف بحذر معها وذهابها إلى المدرسة.

أثناء هذا الوقت كانت ماجدة تعاني مع أولادها، أراد إياد العمل بالخارج وترك المنزل وسافر ولم يحاول التواصل معهم، فوجد في قسوة أمه قدوة له، أما زياد فكان كثير الخروج وكان كل عام إما يرسب أو بالكاد ينجح في دراسته، وعمر تعرف على صديق سوء جعله مدمنا وترك المدرسة وكان غليظ مع امه ويضربها ليحصل على المال لينفقه على أصحابه والمخدرات.

في يوم من الأيام غاب عمر ولم يعد إلى المنزل، فبكت كثيرا واخبرت جارتها باختفاء ابنها ولا تعلم أين أصدقائه، أخبرتها ولاء أن هذا ذنب ابنة أختها فريدة ولكي تجد عمر يجب عليها أن تجد فريدة ، ندمت ماجدة ندم شديد واستغفرت الله لذنوبها وظلمها وقررت تبحث عن فريدة، وحينما أخبرت زياد أراد ان يبحث معها عن فريدة وأصبح لا يفارق المنزل كما كان يفعل من قبل، ذهبوا لمكتب الخادمات وأخبرها بعنوان منزل أيمن ورحاب وحينما ذهبت العنوان أخبرتها رحاب بأنها تركت المنزل منذ بضعة أشهر ولا تعلم لها طريق، ألحت عليها ماجدة وزياد لمعرفة أي شيء يساعدهم فأخبرتهم أنه من الممكن أنها لدى المعلم شريف فهو قد تبناها.

ذهبت ماجدة للمدرسة وسألت عن المعلم شريف وأخبرته أنها ندمت على ما فعلت وتريد تكفير ذنوبها، فرح شريف لما سمع وأخبرها بأنها تعيش بسطوح عمارته، ذهبت إليها ماجدة في لهفة وانهارت في البكاء حتى سقطت على الأرض ، ظن الكلب أنها تهاجمها فنبح عليها وحاول حماية فريدة، فقال زياد هذا الكلب أحن عليكِ من البشر سبحان الله، بعد أن أفاقت ماجدة حاولت فريدة أن تسامحها وذهبت معها للمنزل، علمت فريدة بما حدث لأولاد خالتها، فذهبت مع خالتها تبحث عن عمر في كل مكان ولكن بلا جدوى، ظلت تدعو فريدة الله أن يعيد عمر منزله وأنه اكثر شخص كان يحاول اسعادها، وبعد مرور أيام طرق الباب وفتحت فريدة ووجدت عمر، أُلقي عمر على الأرض من شدة التعب وجهه شاحب ويوجد بجسده الكثير من الجروح.

ذهبت ماجدة بعمر إلى المشفى وكانت حالته سيئة، كانت فريدة تهتم به وتحاول تشجيعه أنه يستطيع أن يعود أفضل من ذي قبل، وبالفعل كان عمر يحاول الاستجابة للعلاج فقد عاد حبه وأمله فريدة، وبعد ان تعافى عمر عاد للمدرسة وقررت ماجدة ان تزوج عمر لفريدة بعد ان يكمل عمر دراسته، وبعد عامين عاد إياد بسبب فقده وظيفته ولم يعد يستطيع العيش بالخارج، وعندما وجد فريدة فرح بعودتها وعاد لأمه وإلى حضنها، شكرت ماجدة ربها كثيرا فبعودة فريدة عاد كل شيء جميل.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author
Aya
Aya