رواية التوأم والرصاصة الحائرة - ج٣

في تلك اللحظة شاهدت شمس شريط الذكريات مع أختها وتلك الحادثة التي توقف عندها الوقت، عندما ارتمت قمر نحوها وأصابتها تلك الرصاصة وانتزعت قمر منها ذلك الدبوس، كما أن عقلها هيئ لها أن تتمثل في أنها قمر من شدة رفضها لما حدث، ثم وقعت شمس فاقدة للوعى، نقل آدم شمس إلى المشفى وكانت شمس في غيبوبة، وصلت داليا وسمير إلى المشفى ، وتحدث آدم مع داليا وأخبرها بما حدث وأنه اكتشف الحقيقة، فطلبت منه ألا يذكر ذلك أمام أحد، كي لا تتعرض حياتها للخطر، ولا أمام سمير لأنه يعلم بالحقيقة ويعانى من عدم تصديقها، وأنها ستذهب لإعداد بعض الامور ، قلقت داليا عندما علمت بانكشاف الأمر، وأن حياة ابنتها أصبحت مهددة مرة أخرى، كما أن سمير قرر حمل مسدس من أجل حماية ابنته.

 

عادت داليا إلى القاهرة متجهة نحو صلاح مدير المعمل، الذى كان يعلم بأن شمس ستُعلِن عن البحث في الاحتفال، اتصلت داليا بصلاح وأخبرته أنها تريد التحدث معه في أمرٍ خاصٍ، وعليه أن يكون بمفرده بالمنزل من أجل السرية، وذهبت إلى منزله وأخرجت مسدساً من حقيبتها، وأخبرته أن يقول الحقيقة وإما أن تقتله، فأخبرها أن زوجها شوقي هو السبب في ذلك الأمر، كما أنه حلقة وصل مع إحدى العصابات بالخارج.

-أنت كاذب، فشوقي هو من أكمل معي تربية شمس، أنت كاذب.

-إذا كان المال يتحدث تصمت المشاعر، ولكن تغير الأمر بمقتل ابنتك، وبقينا نبحث بالاحتفال عنه لنمنعه من الأمر ولكن قد فات الأوان.

-أنت كاذب، كاذب.

واطلقت داليا طلقة دون أن تشعر أصابت رأس صلاح فوقع أرضاً، عادت داليا إلى منزلها منتظرة عودت شوقي من العمل، وقامت بتقديم فنجاناً من القهوة السادة إليه عند عودته،

-وقالت له: أتذكر ذلك البحث الذى كنت أعمل عليه في الماضي، الذى يستهدف جزءاً من المخ ليُعالج حالات الأعصاب في وقتا أسرع وأسهل؟ أتعلم لماذا منعت نشر ذلك العقار؟

-لا، وطالما أردت أن تخبريني، ولكنكِ كنتِ ترفضين.

-السبب هو أنه إذا تناول شخصاً سليماً ذلك العقار سيتم انعكاس المفعول، أي أنه قد يصيب الإنسان بالجنون او بالتشنجات، وكان هذا سببا كافيا لإخفاء ذلك العقار.

-من الجيد إخفاؤه هذا قرار حكيم.

-ولكنى أمضيت كل تلك السنوات الماضية الباقية لاكتشاف علاج لذلك العقار في حين أن أحدا استخدمه في الشر.

-وما النتيجة؟

-النتيجة أنى توصلت لذلك الترياق، وكنت أفكر جاهدة في نشر بحثي أخيرا، ولكنى تأخرت بسبب تلك التهديدات التي لاحقت بابنتي شمس، كما أنها أخذت جزءا من بحثي لعلاج مدمني الممنوعات.

-وهل ستُعلنينه الآن أم على ماذا تنوين؟

-أنا أخبرك تلك القصة لأني وضعت لك بتلك القهوة ذلك العقار، وإن لم تخبرني بحقيقة تلك العصابة، ستُصاب بالجنون، فورقك مكشوف فقد أخبرني صلاح أنك الرجل الثاني الذى تتعامل مع تلك العصابة الخارجية، ليس هناك وقت عليك الاعتراف وستأخذ المضاد الآن.

-فقال: أنا لم أفعل شيء فأنت واهمة، وبدأ يشعر ببعض الصداع.

-فقالت: هل تشعر الآن بالصداع إنها البداية، كلما يشتد الصداع كلما ستقترب من الجنون.

-سأُخبرك، إني أتحدث مع تلك العصابة إلكترونيا، نستخدم ألقاب وهمية ولقبي الجوكر، وكان دوري أن أخبرهم بالبحث وهم يخبروني بالرد، إما أخذ ذلك البحث مقابل أموال طائلة، وإما قتل صاحب البحث وعدم وصول بحثه إلى العالم، وكان بحثك في الماضي من الأبحاث التي أرادوا شرائها، أما بحث ابنتك أرادوا انهاؤه، كان زعيم تلك العصابة في الماضي يُلقَب بالرشيد، وهو من أكبر مُصدِّرِ الممنوعات، ثم تولى الزعامة شخصاً أخر، وأظن أنها امرأة، لأن لقبه كان الهالة المضيئة، ولكن تم تغيير الأمر بقتل ابنتك، ولكن بعد أن اتفقتُ مع القاتل المأجور، فلم استطع التواصل مع ذلك القاتل، ولكني كذبت بإرسال رسالة إلكترونية تُفيد بأن الأمر توقف، وظننت أنى سأوقف القاتل قبل ذلك، ولكن تمت عملية القتل؛ والآن أعطينني الترياق.

-ماذا تقول الهالة المضيئة؟!!

-الآن أعطينني الترياق.

-أنت لا تستحق الترياق، وتلك أفضل نهاية لأعمالك، ثم تركته يعانى من نوبات عصبية ورحلت.

 

عادت داليا مره أخرى إلى الساحل الشمالي، وطلبت التحدث مع سمير زوجها بمفردهم، وقالت: أتذكُر حين انتقلت بالسكن وأصبحت جاراً لي وأنا في السادسة عشر من عمري؟ وبدأت قصة حب بيننا في صمت، ثم تزوجنا وعمري الثالثة والعشرين، وبعد مرور عام أنجبنا شمس وقمر.

-نعم أتذكر كل ذلك، ولم أنسى يوماً.

-أتذكُر أيضا بماذا لقبتني؟ 

-نعم، لقبتك بالهالة المضيئة.

-إذن أنت زعيم تلك العصابة التي توارثتها عن عمك رشدي أو بالأحرى الرشيد.

-من أين جئتِ بذلك الكلام؟

-من شوقي الجوكر الذى أمرته بقتل ابنتك.

-لم أكن أعلم إنها ابنتي، فهو يخبرني فقط بالبحث وليس بحقيقة صاحبه، وعندما أدركت من كلام قمر أن شمس هي المعنية، امرت بإيقاف عملية القتل، والأوامر تُنفذ، وحقيقة مقتل شمس كان سببا أخر بالتأكيد. 

-الجوكر اخبرني أنه لم يستطع التواصل مع القاتل المأجور، وتمت العملية وأنه كذب عليك.

-ماذا! ماذا تقصدين؟

-أقصد الذى فهمته، أنت قاتل ابنتك قمر، فأنا وأنت نُدرك أن التي قُتِلَت هي قمر.

-لا، لا أنتِ كاذبة، ماذا! أنا قتلت ابنتي قمر؟!

ثم أخرج مسدسا من جيبه وقبل أن يضعه داخل فمه أوقفته داليا قائلة: لن أسمح لك أن تريح نفسك من ذلك العذاب، عليك أن تذهب للشرطة، وتحكي لهم أمر تلك العصابة، وتفكر في أفعالك المجردة من الانسانية.

فقام سمير بتسليم نفسه وهو في حالة انهيار، أما داليا قامت بتسليم نفسها لمقتل صلاح، ولكن سمير أخبر الشرطة أنه هو من قتل صلاح، وأن داليا بريئة، وظل يطلب منها مسامحتها هي وابنتهما، ولكن تم تسميم سمير الهالة المضيئة داخل السجن دون الوصول إلى الفاعل، واختفى هيثم في ظروف غامضة، وشمس استعادت وعيها وأفاقت من تلك الغيبوبة، ووجدت أمها بجوارها وحكت لها ما حدث.

 

ثم نشرت شمس بحثها وأسمت العقار بنور القمر، وتم شفاء الكثير من المرضى ، كما نشرت الأم بحثها وتم تكريمهما ، وتم اهداء ذلك التكريم إلى قمر المتوفاة، أما آدم فقد تزوج من شمس، لان بينهم حلقة وصل وهى قمر، وعندما أنجبوا بنتاً أسمياها قمر.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author