جاءت مكالمة إلى الطبيب مراد من الطبيب صفوت قائلا:
- لقد أحضرت لك رقم هاتف نرمين الذى طلبته مني وها هو، ولكن ما الأمر فأنت تبدو منزعجاً، هل أُصيبت نرمين بالجنون؟
- لا يا صفوت الأمر ليس كذلك، إنها كارثة وعلي أن ألحق تلك الفتاة المسكينة قبل أن تُقتل، وعلي الآن محاولة الاتصال بها وسأخبرك بالأمر في وقتٍ لاحق.
وظل مراد يتصل بهاتف نرمين ولكنها كانت نائمة تحت تأثير المنوم وغارقة في أحلامها..
في صباح اليوم التالي استيقظت نرمين فزعة من ذلك الحلم، فقد بدأت الصورة تكتمل، سامي يمسك بسيف وعندما وجدته همَّ ليقطع رأسها، ولكن الرجل كبير السن أوقف نصل السيف قبل أن يصل إلى عُنقها في أخر لحظة، وبعد ذلك رأت الأبواب غارقة بدماء سامي بعد أن قتله الرجل المُسنّ؛ وقالت: لا أفهم شيء، لماذا أحلم بسامي؟ وتلك الأحلام مخيفة، كم أود ألا أنام كي لا أرى تلك الكوابيس المفزعة، ثم ذهبت إلى المرآه فوجدت نفسها كما هي ولم يتغير شيء، فقالت: هذا جيد وابتسمت وبعد ذلك صرخت فقد وجدت أسنانها تحولت إلى اللون الأحمر وكان مشهد مرعب لها.
فكسرت تلك المرآه وأُصيبت بحالة هستيريا ودخلت زميلاتها الغرفة وحاولن تهدئتها، ولكنها ظلت تصرخ وتقول: بقي ثلاثة أيام على اكتمال القمر، كيف أخرج من ذلك الكابوس، حاولت سلوى أن تفهم ما معنى اكتمال القمر؟ ولكن بقيت نرمين تصرخ حتى فقدت وعيها.
وسمعت سلوى هاتف نرمين وقامت بالرد..
- فقال مراد: أنا الطبيب مراد، أريد التحدث معكي يا نرمين فأنا أحاول محادثتك منذ البارحة.
- فقالت سلوى: أنا لست نرمين، إن نرمين فاقدة للوعى الآن.
- فقال مراد: أعطينني العنوان وسآتي في الحال.
وبعد ثلث ساعة كان قد وصل الطبيب مراد ومعه سيارة إسعاف وتم نقل نرمين إلى المشفى، عندما أفاقت نرمين وجدت نفسها في غرفة بالمشفى ووجدت الخاتم منزوعاً من إصبعها ثم قالت بصوتا مبحوح: أريد مرآه.
وعندما رأت نفسها بالمرآه وجدت نفسها عادت كما كانت فقالت: حمدا لله، ولكن كيف هذا؟
- فقال مراد: اهدئي وسأخبرك بكل شيء؛ لقد كنتِ في غيبوبة مدة أسبوع.
- ماذا أسبوع؟! أيعني هذا أن القمر اكتمل منذ أيام؟
- نعم، ولكن لا تقلقي فقد انتُزِع منك ذلك الخاتم.
- كيف هذا ؟!
- جاء في تلك الليلة التي أنهرتي بها مُمرض، دخل إلى غرفتك وخرج وبعد خروجه اختفى الخاتم.
أتعني أن أحدا أخذه؟
- نعم، فبعد أن دخلتي غيبوبة، لن يكون هناك سبباً لتحملي الخاتم، فأنتِ لا تعلمين شيئاً عن تلك الجوهرة.
- لا هذا غير صحيح، الحقيقة أني أعلم كان يجب أن أصل عن طريق أحلامي إلى الجوهرة الأخرى لأوقف القوى السحرية.
- هذا كذب، لأنه إذا اجتمعت الجوهرتان معاً ستظهر مقبرة مخفية.
- أنا لا أفهم.
- سأوضح الأمر، هناك جوهرتان متفرقتان وعليهما ألا يجتمعا، الجوهرة التي معكي توصلك بالأخرى وإذا وصلتي إلى الأخرى ستظهر مقبرة مخفية وستُفتح تلك المقبرة بدمائك، أي أنكِ ستكونين ضحية؛ والجوهرة كانت تحمي نفسها وتحاول منعكِ من الوصول للجوهرة الأخرى، وبما أنكِ كنتي في غيبوبة، إذن ليس هناك أحلام ولن تكون هناك فائدة من وجود الخاتم معكِ، لأنكِ لن تصلي إلى الجوهرة الأخرى.
- وما... وما مواصفات ذلك الممرض؟
- لم أراه ولكن سلوى هي من رأته وقالت: يبدو أنه في أواخر العشرينات، عيونه زرقاء وشعره بُني، بشرته بيضاء وطويل القامة.
- إذن كان هو.
- من تقصدين؟
- لا، لا شيء، والآن هل انتهى ذلك الكابوس؟
- بالنسبة إليكِ نعم، ولكن ربما ستكون هناك ضحية أُخرى وعلينا الآن الوصول إلى ذلك المُنتحل.
- أنا أريد أن أنسى هذا حقاً، ذلك الشاب وتلك المرأة المُسنّة ذات الشامة في منتصف جبهتها، وأريد العودة إلى المنزل.
- فقال مراد: ستخرُجين غدا، والآن عليكِ أن ترتاحي.
وفى اليوم التالي أثناء خروج نرمين من المشفى، كانت سلوى بانتظارها لتوصلها إلى المنزل وجاء إليها الطبيب مراد وسأل نرمين قائلا:
- أتذكرين مواصفات تلك المرأة التي أعطتك الخاتم.
- نعم، ولمَ السؤال؟
ثم أعطاها الطبيب مراد جرائد اليوم الذى يلي دخولها المشفى، وكان به خبر أنه تم العثور على جثة امرأة غارقة شعرها مصبوغاً باللون الأحمر وفى منتصف جبهتها شامة؛ وعندما قرأت نرمين ذلك الخبر بالجرائد قالت أخيرا انتهى ذلك الكابوس.
عادت نرمين إلى المنزل مع سلوى، ثم قالت سلوى أن عليها الآن الذهاب إلى ميعاد هام ، وكان ذلك الميعاد مع شخصاً مجهولاً...
وبقيت نرمين بمفردها بالمنزل ودق باب المنزل مرة أخرى، انقبض قلبها ثم فتحت الباب فوجدت ظرف فأخذت الظرف وأخرجت منه الرسالة، وكانت من سامي مكتوباً بها: "أعتذر على كل ذلك، ولا أعلم كيف أحببتك وأنا رجلاً قاسي القلب، فأنا حقاً أحببتك وحقا حاولت حمايتك، فعندما تدهورت حالتك ودخلتي المشفى قررت أن أوقف ذلك الكابوس الذي أنتِ فيه وتحدثت مع سعاد، وكانت سعاد قررت أن تَقْتُلكِ داخل المشفى ولكني أقنعتها أني مَنْ سيفعل ذلك، وصدقاً لم أكن أنوي ذلك فقمت بإخراج الخاتم من يدك ورحلت، وعندما عُدت إليها قمت بخنقها ورميها بالنيل، لأنها لو علمت أنكِ مازالتِ على قيد الحياة كانت ستُحاول قتلك بنفسها، والآن اطمئني فكل شيء قد انتهى الآن، وأعتذر عن كل كذب أخبرتك به، والآن عودي إلى حياتك السابقة، كما أني سأُسافر إلى مدينة أخرى ولن نلتقي بي مجدداً، مع خالص حبي".
وفي المساء عادت سلوى إلى الشقة وأخبرت جميع الفتيات أنها ستترك العمل من أجل فرصة عمل أخرى، وبعد يومين كانت سلوى بشقتها الجديدة في مدينة أخرى وواقفة أمام المرآه وهى تصبغ شعرها باللون الأحمر، وتذكرت ما حدث عندما رأت المُمرض وهو خارج من غرفة نرمين بالمشفى، ثم دخلت غرفتها ورأت ان الخاتم اختفى ثم تحركت مسرعة خلف ذلك الشخص، وتعقَّب تحركاته ورأته وهو يتحدث مع امرأة وسمعت الحديث الذى دار بينهم ورأته وهو يخنقها ويُلقي بها في النيل.
وارتعبت عندما سمع صرختها اللا شعورية ثم توجه إليها قائلا: هل تودين جني الكثير من الأموال أم تودي أن ترتمي بجوار تلك المرأة في النيل؟
- قالت سلوى بدون تردد: أريد المال.
- فقال لها: أهلا بشريكتي الجديدة.
وبعد ذلك بأسبوع كان سامي يُعرف نفسه إلى فتاة أخرى ترتدي خاتماً عليه جوهرة حمراء جالسة بمطعم، وجلس معها بالطاولة وكان معه حقيبة أخرج منها كتاب الآثار ....
You must be logged in to post a comment.