في قسم الشرطة جاءت لبنى للاطمئنان على لقاء ومعها جاسم وإياد، ظلت تردد لقاء:
- انا بريئة.
- قال جاسم: لا تقلقي، انا واثق من ذلك.
- قالت لبنى: لقد تحدثنا مع محامى وناقشناه بالقضية.
- قالت لقاء: ماذا قال؟ هل سأُشنق؟ وبدأت بالبكاء.
- قال جاسم: اهدائي فنحن معك، لا تقلقي لقد عرفنا الفاعل والطريقة التي تسمم بها الضحية والان نحتاج إلى الدليل.
- قالت لقاء: ومن هذا؟ ولماذا يفعل هذا بي؟
- قال جاسم: هو لم يقصدك، هو ارتكب الجريمة عن بعد.
- قالت لقاء: كيف هذا؟
- قال جاسم: لا تشغل بالك بتلك التفاصيل، ولكن اطمئني ستخرجين قريبا.
- قالت لبنى: هناك خطه اذا تمت بنجاح ستخرجين بأسرع وقت.
- قال إياد: ننتظر خروجك سالمة.
- قال جاسم: وانا انتظر طبق المكرونة.
ضحكت لقاء وقالت:
- اذا خرجت من هنا سأعدها لك باللحم؛ وعادت لقاء إلى الحجز.
وبدأ جاسم وإياد ولبنى بتجهيز الخطة، وكان جاسم يعتمد بخطته على التأثير النفسي لدى المجرم وهذا بحكم خبرته في هذا المجال من خلال دراسته بعلم النفس.
في اليوم التالي وصل كمال إلى شركة البرامج وجلس بمكتبه، جاء إليه عامل المشروبات وسلمه ظرفا وقال:
- ان احدا طلب تسليم هذا الظرف إليه.
قام كمال بفتح الظرف وقراء الخطاب ولم يكن يحوى سوى كلمتين: "انت القاتل".
توتر كمال ثم مزق الورقة، وقال كمال في غضب:
- من اعطاك هذا الظرف؟
اخبره العامل انه لم يقل اسمه كما قلت لك ولم اره من قبل، فقال كمال بغضب:
- اذا جاء مره اخرى لا تجعله يرحل قبل مجيئي، أفهمت؟
وبدأ كمال يفكر من علم بالأمر، ثم بدأ بالهدوء وقال لنفسه: لم يكن هناك دليل، والا كان قدمه المرسل إلى الشرطة ولكن كيف علم بالأمر؟
في المساء عندما عاد كمال إلى منزله وجد رسالة بصندوق البريد الخاص بشقته، اخذها وقرائها وكان مكتوبا بها: "اذا اردت اخذ الدليل عليك دفع الثمن"
مزق كمال تلك الورقة وقال: كاذب بالتأكيد لم يكن هناك أي دليل ولكن احدهم يريد الايقاع بي ربما احد زملائي بالشركة، علي التظاهر بأن الامور كما هيا.
وفى اليوم التالي عندما وصل كمال إلى المكتب وجد باقة زهور وعندما قرأ البرقية كان مكتوبا بها: "انتظر الموعد المحدد".
نادى كمال إلى عامل المشروبات وسأله:
- من احضر تلك الباقة؟
- انه عامل توصيل من محل زهور بالجوار وقال انها لك واستلمتها ورحل.
- وما اسم ذلك المحل؟
- قال لي اسمه محل الورود.
- احضر لي قهوتي، ولا تستلم أي شيء نيابة عنى واجعله ينتظرني اذا كان هناك مره قادمه.
- حسنا.
وقال كمال في نفسه: محل الورود يا لذلك الماكر، سأنتظر اليوم المحدد وهو موعد نهايتك ايضا!
في صباح اليوم التالي اثناء خروج كمال من المنزل وجد رسالة اخرى بصندوق البريد وقال واخيرا سأقابلك ايها المحتال، وقرأ المكتوب بالرسالة: "قابلني بمطعم الاسماك عند الثانية مساءا؛ التوقيع: حبة الدواء"
اخذ كمال نفسا عميقا عند قراءة حبة الدواء وقال:
- إذن المرسل يعلم بحقيقة الامر، علي مقابلته قبل اخبار الشرطة ومعرفة ما هو الدليل!
في مطعم الاسماك كان اياد خطيب لبنى ينتظر وصول كمال وهذا لأنه لم يرى وجه اياد من قبل، وصل كمال إلى المطعم وجلس بإحدى الطاولات، وجاء شخصا يرتدى معطفا اسود ونظارة سوداء وجلس بجواره قائلا:
- كم ستدفع سيد كمال مقابل الدليل الذى يدينك بقضية مقتل زميلك صلاح بالمطعم؟
- وما هو هذا الدليل؟
- هناك دافع ودليل، الدافع هو ان هناك شجار حدث بينك وبين الضحية بسبب سرقتك للبرنامج الذى قام صلاح بتصميمه.
- اسألك عن الدليل!
- الدليل تسجيل مصور من الات التصوير بالشركة وانت تخرج علبة الدواء من جيب معطف الضحية وتضع بها شيء، وعند تسليم ذلك التسجيل إلى الشرطة سيتم القبض عليك.
- انت محتال لا يوجد تسجيل لما تقول من الاساس!
- بل يوجد وهو معي، سأجعلك تراه مقابل نصف مليون جنيها.
- انت كاذب لا يوجد تسجيل لهذا، لأني لم اضع تلك الحبة السامة بالمكتب؛ إياك ان ترسل لي رسالة اخرى او حتى اراك يوما مصادفة لأني لن اتركك بسلام!
- انتظر لحظة، انت قلت انك لم تضع الحبه السامه بالمكتب ولكنك لم تقل انك لم تضع الحبه من الاساس، اتعرف ماذا يعنى هذا؟ ان كلامي صحيح وانت من وضع الحبه، وسأخبر الشرطة بذلك الامر.
- لا يهمني، فانت ليس لديك دليل.
- انت محق لم يكن لدى دليل، ولكن اصبح لدى الان فحديثنا هذا مسجل صوت وصورة بألة تصوير خفية.
ودخل المحقق الذى كان يرى ذلك الحديث من مكتب جاسم، وتم الايقاع بكمال والقبض عليه واعترف ان صلاح كان يعمل على برنامج ليخترق حسابات شخصية ويحول الاموال إلى حسابه، ولكن قام كمال بإكمال البرنامج وبدأ بتحويل الاموال إليه، وعندما حدث شجار قرر كمال اعطاء نصف الاموال إلى صلاح وانتظر اللحظة التي يستخدم تلك الحبة السامة المختلطة بالدواء.
تم الافراج عن لقاء، وكان جاسم ولبنى واياد باستقبالها وقالت لقاء:
- شكرا لكم على اثبات براءتي.
- قالت لبنى: عليكِ نسيان تلك الايام، مباركا لك على براءتك، أتعلمين ان إياد ممثل بارع استطاع الايقاع بالفاعل كمال.
- قالت لقاء: شكرا لك يا إياد.
- قال جاسم: ولكن كانت تلك خطتي منذ البداية.
- قالت لقاء: شكرا لك ايضا ولكن اين دبلتك؟
- قال جاسم: واين حبيبك السابق، كيف يتركك في تلك المحنة؟
- قالت لبنى: لقد نسيت ان هناك مشوارا هام على الرحيل الان انا واياد، مع السلامة.
رحلت لبنى وهى تقول إلى إياد: من الجيد اننا تركناهم لحل سوء التفاهم الذى بينهم.
- قالت لقاء: حبيبي مسافر وربما لم يعلم بالأمر.
- قال جاسم: حقا؟
- قالت لقاء: وانت اين دبلتك؟
- قال جاسم: كانت دبلة والدى ارتديها من حين لأخر، ولكني ارتديتها عنداً معك عندما علمت بأمر حبيبك السابق.
- قالت لقاء: وانا اخبرتك بأمر حبيبي السابق لان....
- قال جاسم: لأنك ظننتِ انى خاطب وصدقتي كلام الحارس، ولم يكن هناك حبيب سابق من الاساس، أليس كذلك؟
- قالت لقاء: لبنى التي اخبرتك، أليس كذلك؟
- قال جاسم: تتزوجيني؟
- قالت لقاء: أما زلت تسأل؟!
واتفقا على اتمام الزواج خلال شهر، ولكن حدث شيئا اوقف اتمام هذا الزواج وهو غضب خاله الذى كان ينتظر ان يتزوج جاسم بابنته مما جعله يرفع قضية للحجز على المطعمين، وتلك الجريمة التي حدثت داخل المطعم ساعدته كثيرا، وعند مراجعة الاوراق كانت هناك عدة بنود بالعقد تقوى موقف خاله ولم يلاحظ جاسم خطورة هذه البنود لأنه كان مطمئن تجاه خاله، ولم يجد جاسم حل للفرار من ذلك البند إلا عن طريق كتابة المطعمين باسم لقاء:
- قال جاسم: لقاء الان أصبحتِ المالكة للمطعمين.
- قالت لقاء: ولكن عليك اثبات ملكيتك لهم وهذه الاوراق تثبت حقك.
قطع جاسم الاوراق وقال:
- انا اثق بك.
- شكرا لك على ثقتك؛ ثم نظرت له وقالت: والان عليك ان تعمل مقابل الاجر الذى ستقبضه، ان الصحون بالمطبخ تحتاج إلى تنظيف.
- ماذا؟ ماذا؟!!
- ستعمل مقابل لقمة العيش، فلو كنت تعلم قيمة المال لما تساهلت مع خالك الذى استطاع بذكاء الاحتيال عليك.
- ان هذا المطعم ملكي بالأساس لا تنسى هذا!
- اثبت ذلك، هيا إلى المطبخ.
طلبت لقاء بخروج جميع من بالمطبخ وعندما بقي فارغ، بدأ جاسم يغسل الاطباق، قالت لقاء:
- انها ليست نظيفة، قم بغسلها مره اخرى.
- انها تلمع، أنتِ تحتاجين ان تضعي عدسات.
- خصم نصف يوم.
- انا من فعلت هذا بنفسي.
- يبدو انك تريد تغير الوظيفة، هذا جيد فانا اتذكر تعاطفك معي، أترى هذا البصل؟ قم بتقشيره.
- هل كنت قاسى معك لتلك الدرجة؟
- نعم وكنت تأكل اكلى كله؛ وهناك بطاطس ايضا تحتاج تقشير.
- يا لي من احمق كان هذا بسبب انى ظننت ان لديك حبيبا سابق.
- كنت امزح معك بدليل انى لم ارد ان يراك احد الطهاة بتلك المريلة، انت صاحب المطعم وستبقى صاحب المطعم ولكن كان هذا ديّن عليك.
- هل ارتاحتِ الان؟
- نعم ولكن لحظه ألتقط لك صورة وانت بالمريلة
- أحببت بلهاء؛ ونظر إلى صورته بهاتف لقاء وضحك الاثنان، وبعد مرور اسبوع تم اتمام الزواج.
You must be logged in to post a comment.