رواية شبيه خطيبي (الفصل الثالث)

طلبت وداد من حمزة الابتعاد عن تلك الفتاتين فسألها حمزة بتعجب عن السبب فقالت:

 

-لأنك تذكرها بذكرى خطيبها المؤلمة.

-كنت اود ذلك ولكن مريهان اصبحت المنتجة لمسرحيتنا.

-اترك تلك المسرحية.

-لا اصدقك!! انه حلمك ان اصبح مشهورا، ماذا حدث؟

-كان هذا بالماضي والان اتمنى العكس ان تختفى عن الناس.

-فهمت، كل هذا لأنكِ تخشي ان اتزوجها واتركك لا تقلقي فهي لا تحبني انا انها تحب باهر.

-ابنى ابتعد عنها ارجوك.

-حسنا، سنتحدث لاحقا فالمخرج يتصل بي الان. 

 

وفى اليوم التالي عند الظهيرة جاءت وداد إلى المسرح لترى اداء ابنها حمزة واتجهت نحوها مريهان لتتقرب منها ولاحظت مريهان كثرة اسئلة وداد على باهر وبدأت مريهان بالحديث بوضوح اكثر:

-أشعر أن هناك ما تريدين سؤالي عنه.

-نعم، في الحقيقة اريد منك خدمة وسر بنفس الوقت وهى ان تخبريني بعنوان والد ووالدة باهر للتعرف عليهم فأنا اخشى ان يحدث سوء فهم إذا شاهدوا حمزة مصادفة.

-أتفهم هذا.

ثم اخرجت من حقيبتها ورقة وقلم وكتبت العنوان وقالت: 

-ان والدته تدعى صفية وهذا عنوانها اما والده قد توفى.

-شكرا لك. 

 

ذهبت وداد إلى العنوان وطلبت مقابلة السيدة صفية من الخادم وقالت اخبرها صديقة قديمة على الباب وكانت تضع وداد وشاح شفاف اسود اللون على وجهها

خرجت صفية من الغرفة لترى من تلك المرأة وطلبت من الخادم أن يعود إلى عمله، وكانت صفية تستند على عصا 

ازاحت وداد الوشاح وقالت:

-هل مازلتي تذكريني؟

-وداد واخيرا وجدتك، لقد بحثت عنكِ مرارا وتكرارا؛ 

ثم أغلقت صفية باب الغرفة كى لا يسمع احدا من الخدم حديثهما.

-بحثتي عني لتخبريني انكِ لم تحافظي على باهر؟!

-هل علمتي بالأمر، كيف؟!

-نعم، فهناك من شاهد حمزة وظنه باهر.

-إنها حادثة، وكانت ازمة صعبة وعانيت بسببها، ولكن اين حمزة لما لم يأتي معك، ما رأيك ان نذهب إليه الان ونطلب منه ان يعيش هنا إن القصر يسعنا جميعا 

-وهل هذا مقابل حرمانه من ابيه واخيه؟!

-لا تقولي هذا إن المال ماله اولا واخيرا كما انى قمت بتربية باهر احسن تربية وقد تحطم قلبي لموته وكأنى والدته انه ابنى حقا، والامر ليس كما تظنين فقد كان سفرنا اضطراري وسأعوضك عن كل هذا وارجوكِ انتقلي أنتى وحمزة إلى هذا القصر فانا اشتاق لرؤية باهر.

اقتربت وداد من صفية ولفت وشاحها حول عنق صفية وقالت:

-ألا يكفى اخذك باهر وتريدين أيضا اخذ حمزة، لقد فات الاوان على هذا الكلام.

وبعد ان تحققت من موتها اعادت الوشاح على وجهها وخرجت من الغرفة واغلقت خلفها الباب وهى ترتدى قفاز اسود بيدها، وبعد مرور نصف ساعة اكتشف الخادم جثة السيدة صفية، وابلغ الشرطة واخبر الضابط بما حدث، وتلك المرأة الغامضة التي ظهرت فجأة واختفت فجأة. 

 

وفى اليوم التالي نزل الخبر بالجرائد وعندما قرأت مريهان الجريدة وعن تلك المرأة وربطة بينه وبين طلب والدة حمزة شكت بالأمر، وعلى الفور توجهت مريهان إلى منزل حمزة وجلست مع وداد ولا تعرف من اين تبدأ:

-كيف حالك؟

-بخير، وأنتي يا مريهان؟

-بخير، هل قراءتي الجريدة اليوم؟

-نعم قراءتها هل هناك شيئا هام؟

-نعم، ان والدة باهر مات مقتولة امس.

-احقا ما تقولين؟! لقد كنت انوى زيارتها اليوم.

-أيعني هذا انكِ لم تقابليها امس؟

-لم أقابلها، لقد عدت إلى المنزل مباشرةً وقررت ان اشتري اولا ملابس انيقة للذهاب إلى العنوان عندما وجدته قصرا.

-لماذا طلبتي ان يكون طلب العنوان سرا؟

-مريهان، هل تشكين بي؟!

-اذا قُتلت السيدة صفية بعد ان أخذتي العنوان فهذا يجعلني اشك بالأمر.

-انها مصادفات مثل التشابه بين حمزة وباهر.

-أنتى.. محقة. 

 

وبعد ذلك عادت مريهان إلى منزلها ولم تتوجه إلى المسرح وكانت شاردة وهى تفكر بالأمر، واتصلت بصديقتها سيرين لتأتى إلى المنزل، وقامت بسرد ما حدث وبدأت الصورة تتضح، يبدو ان باهر وحمزة توأم واخذت السيدة صفية احدهم وعادت وداد للانتقام أو وجدت وداد حمزة وهو طفل تائه وقامت بتربيته واحبته مثل ابنها وعندما علمت وداد ان له اخ تؤام قررت التخلص من صفية التي ستكتشف ان حمزة ابنها، فقالت سيرين:

-لقد قتلت وداد صفية لذلك يبدو الاحتمال الاول اقوى.

-وانا ايضا ارى ذلك.

-ماذا ستفعل معكِ وداد يا مريهان اذا علمت انكِ السبب في مقتل باهر؟

-لقد كانت حادثة غير مقصودة.

-جيد انى كنت اسير خلفكم فلولا وجودي واخراجك من السيارة اولا لكنتِ ميته الان، والان يجب الحرص من والدة حمزة.

-أنتى محقة. 

 

واثناء حديث مريهان مع سيرين جاء اتصالا من وداد قائلة:

-مريهان اذا أردتِ تعليم اكلة حمزة المفضلة فلتأتي الان لأنى سأقوم بإعدادها بعد قليل.

-اقل من نصف ساعة وسأكون بالمنزل.

وانتهت المكالمة واخبرت مريهان سيرين بالغرض من المكالمة فشعرت سيرين بالقلق وقالت:

-ماذا لو ارادت التخلص منكِ؟

-لماذا لقد وضحت لها انى صدقت كلامها.

-وهل هذا ضمان؟ انها قاتل.

-وماذا ستفعل هل ستخنقني أيضا؟!

-لا ادري، اذهبي وتعلمي الطعام وخذي حذرك لتفهمي ماذا تدبر لكِ.

-حسنا. 

 

وكان حمزة بالتدريبات وهو يفكر لماذا لم تأتى مريهان اليوم ولم تتصل!! هل حدث لها مكروه؟ 

جاءت بسنت وقالت:

-اين تلك المنتجة، هل تركتك؟

-ما هذا الكلام يا بسنت؟!

-اقول الحقيقة يبدو انها قررت ان تنتج لاحدا غيرك.

-توقفي عن هذا.

-كما تريد وستكتشف حقيقة كلامي قريبا.

وجاء إلى حمزة اتصالا من سيرين تخبره فيها ان مريهان فى طريقها إلى السيدة وداد لتتعلم اكلته المفضلة وطلبت منه عند الانتهاء من التدريب ان يذهب إلى المنزل. 

 

وفى ذلك الوقت ذهبت مريهان إلى منزل حمزة وتحدثت مع والدته مره اخرى:

-ما هي الاكلة المفضلة إلى حمزة؟

-انه المحشى.

وبعد مرور ساعات قد تم اعداد الطعام من اللف والتسوية على النار تذوقت مريهان الطعام وكان شهيا وقالت وداد:

-سأخبر حمزة عند عودته انكِ من أعددتِ معي الطعام.

شعرت مريهان بحنان وداد ولامت نفسها على ظنها السيء بها

وبدأت تفكر باقتراب حلمها وهو ان تتزوج بحمزة فهو بدأ يعجب بها كما أن والدته وداد تحبها ثم انهارت كل تلك التأملات حين قالت وداد:

-تفضلي هذا المغلف.

-وما هذا؟

-انه محشى اعددته اثناء وصولك إلى هنا وينقصه التسوية على النار، عندما تذهبي إلى منزلك قومي بالتسوية وتذوقيه.

-هذا.. هذا لطفا منك.

اخذت مريهان الطعام وراودتها الشكوك فقالت شيئا اكد تلك الشكوك:

-انا افكر ان اقوم بتسويته بالمسرح واعزم حمزة ليتناوله سيسعد كثيرا.

-لاااااا لا تفعلي هذا.

-لماذا؟! 

-لأنه.. لأنه..

-لأنه ماذا؟

-لكى لا يتعود على طعامك.

-لا تقلقي سأخبره انه من طبخك.

-لا.. لأنه..

-لان به سم، أليس كذلك؟!

صمتت وداد وقالت مريهان:

-تريدين التخلص منى، أليس كذلك؟

صمتك يعنى أنى محقة كمان أن حمزة توأم باهر حقا، وأنتي مَن قتلتي السيدة صفية، والان جاء دوري لأنى اخبرتك بعنوان صفية.

وبقيت وداد صامته واكملت مريهان كلامها:

-اذا كان هذا الطعام مسموما سأتناوله لأنى استحق ذلك وسأخبرك قبل ذلك بالسبب، انا مَن تسببت في مقتل باهر، لأنى كنت اتعلم السواقة وكنت معه بالسيارة وانقلبت السيارة فجأة واستطعت النجاة بمساعدة سيرين التي كانت تقود سيارتها بجوارنا وبعد ان انقذتني انفجرت السيارة ولم تلحق سيرين انقاذ باهر، أنتى لكِ الحق في التخلص منى، كما ان حمزة لم يحبني.

وامسكت لفافة المحشى وقبل ان تضعها بفمها فتح حمزة باب الشقة وقال:

-لا تفعلي يا مريهان، فانا احبك. 

 

قالت وداد:

-حمزة!! منذ متى وانت هنا؟

-منذ البداية فقد اتصلت سيرين وأخبرتني ان مريهان هنا لذلك جئت مبكرا وسمعت الحديث الذى دار بينكم وانا خلف الباب، هل باهر هو أخي حقا؟؟ أجبينني يا أمي.

-نعم، لقد تزوجت بوالد باهر الثرى سرا وكان الاتفاق ان انجب طفلا ويُكتب باسمه هو وزوجته صفية واعيش معهم لتربيته وعندما انجبت توأما كتب باهر باسمه هو وصفية والاخر كُتب بأسمى انا وابن عمى زوجي الاول الذى تزوجني مرة اخرى بعد انتهاء هذا الاتفاق فابن عمى لا ينجب، وبعد مرور عام اخلفت صفية وزوجها الوعد وسافروا إلى الخارج، وكان حلمي ان تصبح ممثل مشهور وعندها كنت سأخبرك بالحقيقة لتتحدث عن امر اخيك بالإذاعة واراه مره اخرى والان قد فات الاوان ورحل ابنى قبل ان يعرف انى امه الحقيقية وقبل ان اطلب منه مسامحتي، لذلك لم استطع مسامحتهم وتخلصت من صفية. 

 

صمت حمزة وقالت مريهان:

لننسى الماضي ثلاثتنا فلا دليل على لإدانة على مقتل السيدة صفية ولا دليل على حادثة باهر.

ونظر حمزة إلى والدته وكأنهما موافقان 

 

وبعد ذلك نجحت المسرحية وجاءت عروض مسرحيات اخرى إلى حمزة وأصبح مشهور وبعد عام تزوج من مريهان وبعد ذلك بعام أخر انجبوا ولد واسمياه باهر.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author