رواية شبيه خطيبي

عند الساعة الثانية صباحا استيقظت مريهان من النوم وهى تصرخ، وعلى الفور توجهت والدتها إليها وقالت:

-ماذا هناك؟

-لقد كان كابوس.

-هل هو نفس الحلم؟

-نعم، تلك الحادثة التي مات بها خطيبي باهر امام عيني

-وكيف حالك مع الطبيب النفسي؟

-كتب لي بعض المهدئات، اطمئني سأخذ الدواء وسأعود إلى النوم.

-حسنا. 

 

وفى الصباح اتصلت مريهان بصديقتها سيرين وطلبت منها ان يتقابلا بأحد المطاعم في تمام الساعة الحادية عشر صباحا، وتقابلا في الموعد وجلسا على طاولة بالطابق الثاني بجوار النافذة وقالت مريهان:

-لماذا لم تنقذي باهر قبل انفجار السيارة؟ 

-لم يكن هناك وقت وكان هذا امام عينك.

-اعلم، ولكن ذلك الكابوس لم يتركني.

ثم جاءت النادلة ووضعت الطعام واثناء تناولهما الطعام كان هناك صوت عالٍ لإنذار سيارة فمدت مريهان نظرها خارج النافذة ورأت السيارة وكان هناك شخصا مارا بالطريق بجوار تلك السيارة اتسعت حدقت عينها وتركت مقعدها واسرعت للخارج وتتحرك يمينا ويسارا ولحقت سيرين بها وقالت:

-ما الامر؟

-باهر لقد رأيت باهر.

-إنها.. إنها اوهام.

-لا، لقد كان هنا.

-يبدو هذا بسبب تلك الكوابيس، هيا نعد للداخل.

-لا لقد كان...، حسنا ربما هذا وهم. 

 

وعندما عادت مريهان إلى منزلها بقيت بغرفتها تفكر كيف ان يكون الشبه متماثل هكذا؟! ام حقا استطاع باهر النجاة في اخر لحظة واثناء تفكيرها دخلت والدتها الغرفة وقالت:

-اشعر ان هناك ما يزعجك.

-هل ستصدقينني اذا اخبرتك انى رأيت باهر اليوم؟

-باهر؟! يبدو ان عليكِ تغير الطبيب.

-لن تفرق، وعلى كل حال إنها مصادفة ولن تتكرر وعليّا نسيان ما حدث اليوم.

-هذا جيد. 

 

في اليوم التالي عند تمام الساعة العاشرة صباحا كانت مريهان واقفة وساندة على سيارتها منتظرة مرور ذلك الشاب وفجأة رأته قادم من بعيد تحركت نحوه بخطوات سريعة وكلما اقترب منه سرعة خطواتها تقل حتى وقفت امامه وهى صامته وتنظر إليه، فتعجب هذا الشاب من تصرفها وحاول المرور وفجأة بكت وقالت:

-باهر!! انت باهر؟!

-ومَن يكون باهر؟! لا لست هو، انا ادعى حمزة أنتى مخطئة 

-لا، انت باهر.

-ما مشكلتك؟! انظرِ انها بطاقتي ادعى حمزة.

-فلتهدأ قليلا، انظر إلى تلك الصورة انها صورة لي مع باهر.

نظر حمزة إلى الصورة ووجده نسخه منه فقال:

-كأنه انا، هو يشبهني حقا.

-أرأيت، ماذا لو كنت فقدت ذاكرتك؟!

-انا لم افقد ذاكرتي، انا لي اصدقاء منذ الطفولة ومحتفظ بصور لي طوال السنوات الماضية.

-اعتذر على ذلك الازعاج.

-لا تعتذري واتمنى ان تقابلي باهر هذا قريبا والان على ان اكمل طريقي إلى العمل.

-لا لن اقابله، لأنه..لأنه مات.

صمت حمزة وقال:

-هكذا فهمت، انا اشعر بالأسف لأجلك، توفى منذ متى؟

-ان هذا منذ سنة مضت.

-كنت اود الحديث اكثر ولكن ليس لدي وقت، فانا ومجموعة من أصدقائي نعمل بفرقة مسرحية وانا ذاهب للتدريب.

-هل لديك مانع اوصلك إلى هناك بسيارتي ارجوك.

-حسنا كما تريدين. 

 

وفتحت باب سيارتها ونظرت له بتأمل فصعد معها إلى السيارة واخبرها بمكان التدريب وقامت مريهان بتشغيل الاغنية المفضلة لباهر اثناء سيرهم وسألت حمزة:

-ما رأيك بتلك الاغنية؟ هل تروق لك؟

-لا ولكن لا بأس ان تسمعيها يا..؟

-اسمى مريهان.

وبعد ذلك وصل الإثنان وطلبت منه مريهان ان يسمح لها ان تحضر التدريبات، لم يكن حمزة يريد ان يحرجها ووافق على الرغم من ان ذلك ممنوع، ودخلا المسرح واختار لها مقعد لتجلس عليه وطلب منها ان تبقى صامته وتكتم صوت هاتفها، وعندما سألته عن أي مسرحية سيتدربون عليها اخبرها انها مفاجأة واخيرا وجدوا منتج وبدأوا بالتدريبات وان هذا بداية طريقه لتحقيق حلمه وتركها وذهب إلى غرفة تبديل الملابس وارتدى ملابس روميو وكانت هناك فتاة حسناء ترتدى ملابس جوليت 

 

تم اغلاق اضاءة المسرح وتوجهت اضاءة خافت على المسرح وبدأ حمزة بالمشهد وفجأة تم اضاءة المسرح

مرة اخرى وجاء المخرج يقول توقفوا سيتم إلغاء العرض المسرحي لقد قام المنتج بالاعتذار عن العرض

وبدا على الجميع الحزن والاحباط

فتركت مريهان مقعدها وتوجهت إلى المسرح وقالت: انا مريهان الشيمي ابنة احد رجال الاعمال وسأتحدث مع مدير اعمال عائلتي لأكون المنتجة لهذه المسرحية وسأكون داعمه لكم. 

 

وبعد ذلك تحدث حمزة معها على انفراد وقال:

-لما فعلتي هذا؟ 

-حتى يحقق الجميع حلمه.

-وما شأنك أنتى بنا.

نظرت إليه مريهان وهى صامته ولم تستطع الرد على سؤاله

فقال حمزة:

-أخبريني بصدق هل هذا لأنى اشبهه؟

-اعلم انك لست هو ولكن عندما اقف امامك اتذكره، انا لم اساعدك انت انما اشعر انى اساعد باهر.

-أنستي إن ما تفعليه خدمة لن ينساها احدا منا.

-يمكنك الان ان تقوم بالتدريب اليوم وانا سأتحدث مع مدير أعمالي الآن. 

 

ذهبت بسنت الفتاة التي ستقوم بدور جوليت إلى حمزة

وقالت له:

-كيف تعرفت على هذه الفتاة الثرية؟

-مصادفة، يبدو انى نسخه مطابقة لحبيبها السابق ولذلك تقوم بمساعدتي كما رأيتي، وهو ميت الان، وعندما رأيت صورته شعرت وكأنى انظر إلى مرآه.

-هل لهذه الدرجة متشابهان؟! ربما يكون اخيك التوأم

ضحك حمزة وقال:

-إنه من عائلة ثرية، كيف نكون توأم؟! والان علينا ان نبدأ بالتدريبات يا جوليت.

-حسنا يا روميو.

وقالت بسنت في نفسها ماذا لو احبها حمزة عليّ ان اتصرف قبل ان يقع في حبها. 

 

بقيت مريهان جالسة وهى تشاهد التدريبات وقالت في نفسها يا لبراعتهم وشعرت بشيء من الغيرة بين حمزة والتي تؤدى دور جوليت 

وبعد الانتهاء طلبت مريهان من حمزة أن توصله إلى المنزل

رفض في البداية وبقيت تلح على ذلك فأستسلم إلى رغبتها ونظرتها المتأملة الموافقة واخبرها العنوان وكان يسكن بأحد البنايات في احدى الاحياء الشعبية، وبعد أن أوصلته انصرفت بسيارتها ودخل حمزة إلى البناية وفتح باب الشقة وقال:

-أمازلتي مستيقظة يا أمي!

-ومنذ متى ونمت قبل عودتك؟

-أمي، هل انا ابنك الوحيد؟

-نعم، لما هذا السؤال الغريب!!

-لا شيء، يبدو انى تأثرت برواية قراءتها.

-رواية؟! 

-حسنا، لا تهتمي.

-تبدو جائع ارتاح بغرفتك حتى اقوم بتحضير العشاء. 

 

اما مريهان فقد عادت إلى منزلها وهى في غاية السعادة

وعند دخولها وجدت سيرين امامها جالسة مع امها فقالت:

-سيرين، منذ متى وأنتي هنا؟

-ألم تنظري إلى هاتفك، لقد اتصلت بكِ ألف مرة.

-يبدو انى نسيت ان هاتفي على الوضع الصامت؛ ثم ابتسمت وقالت:

-لقد كنت مع باهر اقصد حمزة شبيه باهر قابلته اليوم

واكتشفت انه هو وفرقته سيؤدون مسرحية روميو وجوليت وقام المنتج بالاعتذار ولكنى انقذت الموقف. 

 

قالت والدتها:

-يبدو أن له شبيه حقا ولم تتوهمي، لقد تحدث معي مدير اعمالنا واخبرني انكِ طلبتي منه تولى مسؤولية انتاج المسرحية وتعجبت عن سماعي هذا واظن انى الان قد فهمت. 

 

وقالت سيرين:

-اشعر انها عملية نصب فكيف يعتذر المنتج يوم حضورك الفرقة، فماذا لو كان يعلم ذلك الشخص التشابه بينه وبين باهر وتقصّد الظهور امامك؟ 

 

فقالت مريهان إلى سيرين:

-هذا الشخص لم يكن يعلم بأمر باهر وانا مَن انتظرته اليوم التالي، وسيكون زوجي المستقبلي تذكري هذا.

-سأتذكر، واتمنى رؤيته قريبا.

-اتفقنا. 

 

في اليوم التالي كانت مريهان تنتظر بسيارتها امام منزل حمزة وما إن خرج من المنزل وجدها امامه تقول:

-هيا سنذهب معا؛ وبعد أن صعد حمزة إلى السيارة قالت:

-ما رأيك ان نتناول الفطور معا يا باه اقصد يا حمزه؟

-لقد تناولت الفطور بالمنزل.

-حسنا، سنتناول الغداء معا.

-هي نفس الاغنية مرة اخرى! هل هذه الاغنية المفضلة لباهر؟

-نعم كيف عرفت؟ 

-شعرت بهذا.

-هل تزعجك؟

-لا ولكنى احب الأغاني القديمة.

-فهمت؛ وقررت ان تغير الاغنية ولكن منعها حمزة وقال:

-افعلِ ما يريحك أنتى. 

 

وفى فترة الاستراحة من التدريبات طلبت مريهان وجبات لجميع افراد الفرقة وعندما وصل الطلب كان حمزة بغرفة الملابس، فأخذت وجبتها ووجبته ليتناولا الطعام معا

وطرقت باب غرفته وفتح حمزة الباب ووجد مريهان وقالت له:

-لقد حضرت وجبتي ووجبتك لتناول الطعام معا يا باهر.

-انا حمزة ولست باهر.

-اسفه.

-بالمناسبة كيف مات باهر؟

رواية شبيه خطيبي الفصل الثاني من هنا

بقلم: أمنية نبيل

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author