رواية ضحية الأصدقاء (الجزء السابع)

ذهبت عالية إلى رباب، فقالت رباب:

- لماذا تأخرتِ؟ وأين ميرنا؟

- لم ترغب أن تأتي معي ولكني أردت أن أغير جو قليلا.

- لا عليكِ وكل شيء سيتحسن، تفضلي عصيرك المفضل، طلبته لكِ لأنك تأخرتِ.

- شكرا عزيزتي.

أوصلت رباب عالية إلى المنزل وقالت في نفسها: سينتهي أمرك قريبا.

في اليوم التالي وجد عمرو سيارة ستصطدم به فتوقف وخرج من سيارته ليطمئن عليها وجدها رباب وهي مغمى عليها، فقام بأخذها بسيارته حتى يذهب للمشفى وأثناء الطريق استعادة وعيها وقالت:

- عمرو؟

- هل أفاقتِ؟ حمدا لله.

- ماذا حدث؟

- سيارتك اصطدمت بسيارتي وفقدتِ الوعي.

ضحكت وقالت:

- هل هذا يعني أنه ليس سيارتك من اصطدمت بسيارتي؟

ضحك الاثنان وقال لها:

- أين تريدين أن أوصلك؟

- هل يمكن أن توصلني إلى منزلي؟

- بكل تأكيد.

بعد أن أوصلها أقنعته ليشرب معها كوب شاي، وأحضرت بعض الأطعمة وقالت له:

- تفضل هذا فيبدو أنك اشتقت للطعام المنزلي.

- لديك حق، كيف عرفتِ؟

- أنا من أحضر الطعام الجاهز لك البارحة.

- وكيف علمتِ بحاجتي إليه؟

- سمعت مكالمتك مع سهام بأن زوجتك غادرت المنزل، فشعرت أنك بحاجة لطعام جاهز.

- شكرا لك ولكن هذا كرم زائد.

اقتربت منه وقالت:

- أنت تستحق الأكثر.

فابتعد عنها وقال: 

- يبدو أني تأخرت كثيرا، سأذهب الآن، أراكِ لاحقا.

خرج مسرعا وقالت في نفسها: لن تفلت مني هذه المرة، فكل هذا العمر أنتظر لتكون من نصيبي، أنا من رأيتك أولا وأحببتك أولا، أنا أولى من عالية بك.

مرت الأيام وبدأت عالية تزداد سوء وتغيب عن الوعي وكلما أحضرت ماجدة الأطباء لم يستطع أحد منهم علاجها، واقترحوا ذهبها لمشفى نفسية فيبدو انها لم تتحمل تصرفات ابنتها معها فأدى إلى بعض الخلل في وظائف العقل، وعندما اتصل عمرو ليطمئن على ميرنا وعالية يجد الأمر لم يتحسن، فغضب وقال إلى والدتها ماجدة: 

- أريد ابنتي بجواري، إلى متى ستمكث عالية عندك؟

- لا أعلم، الأمر ليس بيدينا، لم تتحسن عالية.

- وما العمل إذن؟

- اصبر يا بُني، فربما تحسنت.

- حسنا يا خالتي، سأنتظر فترة لعل الأمر يتحسن.

ظلت رباب تلاحق عمرو وتتقرب إليه حتى استسلم وبدأ فالتقرب منها بالفعل، أما عالية ظلت تزداد سوء يوم بعد يوم.

أثناء بكاء ماجدة على ابنتها قالت ميرنا:

- متى الشبح يترك أمي؟ أريد أن أحضن أمي ولكن الشبح يمنعني، لم تسمعني حتى دخل بها.

انتبهت ماجدة إلى كلام ميرنا وقالت:

- ماذا تقصدين يا ميرنا؟

- رأيت أبي محبوس من شبح وهو يقترب من أمي وحينما أخبرتها لم تسمعني حتى اقترب منها الشبح، وعندما هربت منه وصرخت جاء شخص لم أتذكر شكله وأنقذني وظل ينادي على أمي ولم تسمع إليه أيضا حتى دخل الشبح بها.

- لا تقلقين يا ميرنا ستتحسن قريبا.

فكرت الجدة ماجدة بكلام ميرنا وبدأت في تفسيره، المشكلة لم تكن بميرنا من الاساس ولم تكن هي من تحتاج إلى شيخ ولكن ابنتي عالية! الشبح هو رباب التي تقترب من ابنتي ويبدو أنها من تحبس عمرو او تتقرب منه وحاولت ميرنا تحذير عالية من هذا الشبح فلم تسمع لها ويبدو الشخص الذي أنقذها هو أنا وأنا من حاولت تحذير ابنتي من رباب ولم تسمع مني ويبدو تلك المقابلة الأخيرة مع رباب جعلت الشبح يدخل بابنتي!!!!

اتصلت الجدة بعمرو طلبت منه أن يأتي، وكان عمرو حدد موعد مع رباب ولكنه ترك ذلك الموعد وذهب إلى والدة زوجته، وأخبرته أنها ترغب برقم ذلك الشيخ وأن يأتي معهم إلى الشيخ، ذهب عمرو وعالية وميرنا إلى الشيخ، وظلت رباب تتصل به ولكنه لم يجيبها، وأخبرهم الشيخ أن عالية بها سحر شديد ويبدو أن ميرنا كانت تشعر بهذه الكائنات لأن الأطفال أحيانا تشعر بالطاقة السلبية أكثر منا، ويجب معالجتها بالقرآن، شعر عمرو بذنبه وأن زوجته كانت ضحية مؤامرة ويبدو أن رباب لها دخل بالأمر، وظل بجانب زوجته وابنته حتى تتحسن.

ظلت رباب تلاحقه فاتصل بسهام وقال:

- سهام، أريد أن تأتي للمساعدة.

- ماذا هناك؟

- رباب تلاحقني.

- ماذا؟!!!

- يبدو أنها من أذت زوجتي وأريد أن تأتي لتساعدني، ربما أقتلها حين أراها.

- اهدأ قليلا، وسآتي في الحال.

طرق الباب وظن أنه سهام فكانت رباب وقالت له:

- لمَ تبعد عني؟ 

فصفعها واحدة تلو الأخرى وقال لها:

- ماذا فعلتي بزوجتي؟

- لم أفعل شيء.

ولم يشعر بنفسه وهو يقوم بخنقها، وقال:

- إن لم تخبريني بالحقيقة فسأقتلك.

- سأ.. أ...أ قوول.

جاءت سهام وحاولت منع عمرو من قتل رباب وقالت إلى رباب:

- ماذا فعلتي؟  لماذا طلبتِ مني العودة إلى مصر وفتح المصنع؟ لماذا حددتِ عالية للعمل معنا؟ لماذا عرفتني على مدحت ودائما تساعديه للتقرب من عالية؟

ظلت تبكي وقالت:

- تعلمت السحر وأردت أن أسحر عالية ليعود لي عمرو لأنها من فرقنا عن بعضنا، أنا أحببته أولا وكان يحبني ولكن عالية فرقتنا، فقررت أن أفرقهم كما فرقتنا، فاتصلت بكِ في دبي وأخبرتك أن تعودي مصر وتنشئي مصنع وتتصلين بعالية للعمل معنا لتكون قريبة مني وأستطيع سحرها، ووجدت مدحت مغرم بها فأردت توتر علاقة عمرو بعالية بظهور مدحت، كما أن مدحت سيساعدني بخطتي، وعندما تشعر عالية بتغير حالها للأسواء تظن وتشك بسهام لأنها من تواصلتِ معها أولا، عندما رأتني ابنتها أول مرة رأت الطاقة السلبية حولي وهربت مني، فأخبرت عالية أنها تحتاج طبيب سلوك حتى لا تفهم من تصرفات ابنتها أنني أتعامل مع جن، وأعطيتها السحر بالطعام والشراب الذي كنت أعده لها، وأقنعت سهام أن تحضر هدية لعالية حتى تشك بسهام أنها وضعت لها شيء بالهدية إن وجدت شيء غريب يحدث، وعندما علمت أنها ستذهب مع ابنتها إلى شيخ وسينكشف أمري ولحسن حظي أن سهام كانت بمنزل عالية لأجل الملف فوضعت بالشاي الذي أعدته لي ولها دواء ليشعرها بالهبوط والألم ولا تذهب مع ابنتها وشاي سهام يخلو من السكر فسهل عليا ذلك الأمر، وأنا لم أشرب فنجاني، وإذا شكت بالأمر تشك بأمر الشوكولاتة التي أعطاها لي مدحت لأجلها، وتظل تشك إما بمدحت أو بسهام، وعندما تزداد شكوى عالية ومشاكلها سينفر منها عمرو وقتها أستطيع التقرب إليه بسهولة، وجهزت سحر بالمرض وأن تذهب في غيبوبة واتصلت بها لأقابلها ووضعته لها في العصير وانتهيت من أمرها.

قالت سهام:

- ما كل هذا الجحود؟ أنتِ مريضة نفسية، لقد عرفت عمرو وأحببته قبلك وقبل عالية ومع ذلك لم أفكر بالتفريق بينهما، سافرت بعيدا حتى أنساه وأبدأ حياتي وبالرغم من فشلي في إيجاد شخص كعمرو لكني لم أفكر في القرب منه، حبك له ليس مبرر لفعلتك!

صُدم عمرو بحديث رباب وكذلك سهام، وقال إلى رباب:

- منذ متى وأحببتك؟ أو أظهرت لكِ إعجابي؟ خطأي الوحيد أنني أردت التقرب لعالية عن طريقك وهذه غلطتي، ولكنني كنت واضح من البداية أنني أتعرف عليكِ من أجلها.

- ولماذا لا تحبني؟ هل لأنني لم أعذبك مثل عالية؟ هل لأنني أحببتك بسهولة ولم أبتعد عنك كعالية؟ وماذا بي لكي تكرهني؟

- لم أكرهك أو أحبك، من الممكن أن يعرف الإنسان سبب كرهه لشخص ولكن لا يعرف ما سبب حبه لشخص، أحببت عالية بدون سبب وهذا لا يقلل من شأنك ولكن هذا النصيب، استغفري الله وتوبي إليه من أفعالك هذه فالسحر كالشرك بالله، هل هناك ما يستحق الشرك بالله؟!! ولم ينفعك السحر بشيء، يقول الله -عز وجل-" وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" .

ظلت رباب تبكي وتقول:

- استغفر الله العظيم وأتوب إليه، لقد ندمت، هل إن تبت سيتقبل الله توبتي؟

- اخلصي النية لله وتوبي إليه واتركي هذه الأفعال.

ثم نظر عمرو إلى سهام متأثرا بما قالت وقال لها:

- لا أنكر أنني أُعجبت بك حينما رأيتك أول مرة وما زلت معجب بكِ ولكن ...

قاطعته سهام وقالت:

- لا داعي لأي كلام، أنا متفهمة حبك لعالية وأحترم ذلك وأقدره، ورغم أني لا أنكر سعادتي بالحديث معك، وكذلك بقربك ولكن لم أحاول التفرقة بينكم ويكفي كلامك هذا وأنك يوم من الأيام أعجبت بي.

- شكرا لتفهمك، وفقك الله في حياتك.

- هيا اذهب لعالية وعُدّ بها إلى المنزل هي وابنتك، حفظكم الله من كل شر.

عادت عالية للمنزل وشعرت بسعادة كبيرة بحضن ابنتها وقضاء اليوم كله معها وانتظارهم عمرو ليشاركهم الوقت وكان يومها العادي هو نعمة كبيرة لم تكن تشعر بها، وبعد بضعة أشهر علمت عالية بحملها وفرح عمرو كثيرا بهذا الخبر وقالت ميرنا إلى والديها:

- هل سيكون لدي نونو؟

ضحك الاثنان وقالوا: نعم، ستلعبون معا وتقضون وقت مرح.

ضحكوا جميعا وعاد المنزل يملأه الفرح...

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author