تستعيد فيروز وعيها لتذهب مسرعة إلى فريد فالبنسبة لها هو أهم من المال بكثير تصل إليه لتجده جالساً مع فتاة جميلة تشتاظ غضباً وغيرة فتقترب لتلقي السلام فقط فيقول لها تفضلي بالجلوس هذه أختي فتشعر بسعادة عارمة، يتناولون الطعام سوياً وبعد الانتهاء تذهب أخته ويبقيا سوياً فتخبره بما حصل وعن الرسالة فيقول: "أحقاً هذا ما حصل؟" تجيب " ولم سأكذب!"
"لا، لا تفهميني بشكل خاطئ، أنا آسف لم أستطع أن أتكلم معك بشكل شخصي فقد شعرت بخجل شديد"
فتقول "لا مشكلة فقد حصل ما حصل"
يجيبها : إذاً أمضينا طوال هذا الوقت بحرقة بسبب روز أيعقل لا أستطيع التصديق
ترد فيروز بنبرةٍ غريبة :" وأنا أيضاً أشعر بغرابة من تصرفها فهي فتاة طيبة وليست من النوع الذي يبدي نفسه على الآخرين، تخيل لم أستطع أن أكرهه بعد ما فعلته حتى رحمها الله وغفر لها"
يقول : "بالحديث عنها كيف ماتت فهي ما زالت شابة"
تجيبه مرتبكة: "الأعمار بيد الله لا أعلم كيف حصل ذلك، أما الآن فيجب أن أذهب للمحامي الذي أوصتني برؤيته"
فريد:" إذاً أراك لاحقاً"
تنطلق فيروز إلى المحامي ليخبرها بوصية روز التي تنص على أنها تركت نصف الشقة لها والنصف الآخر لأهلها مع مبلغ من المال يقسم مناصفة.
تنهي الأمور المالية كما أوصت روز تماماً وهي بحالةٍ مزرية.
وبعد عدة أياميأتي فريد ليطلب الزواج من فيروز حاملاً باقة ورد حمراء اللون يدخل ليتفاجأ برؤيتها تبكي بحرقة يسألها عن سبب بكائها المبالغ فيه فتقول:"عزيزي فريد أنا أحبك جداً ولكنني فتاة سيئة.. لا أستطيع تخبئة الأمر أكثر من هذا أنا السبب أنا السبب..
فريد:" أنت السبب بماذا لم أفهم؟؟
فيروز:"لقد فعلت شيئاً مريعاً ولا أستطيع التعايش معه أكثر من هذا فأنا أرى كوابيساً كل يوم منذ موت روز وأشعر بالذنب الشديد بعد تركها نصف المنزل لي فأنا لا أستحق...
يقول: "أرجوك أوضحي أكثر ما علاقة موت روز بكوابيسك؟؟؟"
فيروز بصوت خافت يكاد يسمع :" قتلتها... "
فريد مصدوماً: "ما... ماااذا هل سمعت بشكلٍ صحيح قتلتها كيف؟؟؟"
فيروز باكية:"أنا الشخص الوحيد الذي يعرف بمؤضها النادر أعرف أنها في حال سماعها لخبر سيءٍ أو مفرحٍ جداً فقد يؤدي لموتها، طلبت من شخصٍ أن يتصل بها ويقول لها أنها ربحت الجائزة الكبرى باليانصيب... وتتوقف عن الكلام بسبب بكائها
فريد يقف مصدوماً ويقول بصوتٍ مرتجف:
" كيف فعلت ذلك، هل كنت تمازحينها أم أنك كنت تقصدين... حالتك هذه تقول أنك كنت تقصدين أرجوك قولي لا، فقد كنتما كأختين.
تقول :" أختين، أي أختين أنا لست أختها كنت دوماً أغار منها فهي فتاة تربت مع عائلة وكانت فتاة ناجحة بعملها على عكسي تماماً.
ينظر إليها بغرابةٍ واشمئزاز ويقول:" أنتما لا تفرقا عن بعضكما بشيء هي لم تخبرك عني وأنتِ.. أنتِ قتلتها، على الأقل هي فعلت شيئاً يمكن إصلاحه أما أنت فلن يغفر لكِ أبداً.. أتعلمين لن أخبرك عنك ليس شفقةً أو محبة إنما ليكون عقاباً أكبر لك... خلتك ملاكاً واتضح أنك شيطاناً لا أريد رؤية وجهك بعد الآن... سأذهب أما أنت فعيشِ مع ذنبك... "
تجلس على الأرض تفكر بما فعلته بنفسها وبالآخرين فقد خسرت أكثر إنسان تحب بسبب حقدها وغيرتها وتبقى هكذا وحيدة تعيش حياة بلا طعم بسبب ذنبها...
You must be logged in to post a comment.