مكان ضيق، يحيطني الظلام من جميع الاتجاهات، لا صوت يعلو على صوت دقات قلبي المتتالية، رائحة عفن اكاد ان اختنق بسببها، اشعر بأن قدمي تغوص في سائل لزج امد يدي لجيبي لكي اخرج هاتفي بدون اصدار صوت لكي اري علي اي شئ اقف افتح كشاف الهاتف واوجهه للأرض كان اخر ما رأيت قبل ان افقد الوعي ..دماء وايادي واقدام بشرية صغيرة الحجم!!!!.....
-استيقظ يا عزيزي يجب عليك ان تذهب مع ابنك اليوم لكي ترى المدرسة وتقابل المدير انسيت الموعد ..
=بالطبع لم انسي ولكن دعيني انام لدقائق اخري ارجوكي عزيزتي انا حقا متعب اليوم .
-لا استيقظ الان هيا لا تدع الكسل يقتلك
بالفعل استيقظ واتناول الافطار بأسراع، اخذ ابني الصغير واذهب لعنوان الذي اعطاني اياه احد المسؤلين في المدرسة لكي يتجمع فيه كل اولياء الأمور وابنائهم، كان عرض عظيم مدرسة جديدة عالية المستوي وبمصاريف زهيدة جداً يبدوا ان هناك من يحتفظون بضمائرهم في ذلك البلد وفي تلك الايام، وصلت لأجد حافلة رحلات ضخمة وبالفعل اولياء الامور وابنائهم دقائق واتي لأستقبالنا نائب مدير المدرسة والمشرف على تلك المقابلة، رجل في منتصف الاربعينيات بدين اصلع الرأس ذو ابتسامة لزجة لا تفارق وجهه..
وصلنا للمدرسة تفاجأت بمظهر المدرسة الرائع وحديقتها الجميلة وملاعبها الواسعة والوان المبني التعليمي المتناسقة كم هم محظوظون هؤلاء الاطفال سيتعلمون في هذة الجنه ولكن المفاجأة الحقيقية هي ان المصاريف المدرسية لم تكن بالطائلة بل كانت اقل بكثير من مدارس اخري اقل منها في المستوي بالفعل كما تعودت ان يقال لي انا محظوظ..محظوظ بشده!!!..
اخذنا المشرف لجوله سريعه في المدرسة من الداخل فصول متناسقة جميلة ومعامل لدروس الكيمياء وقاعات للرسم واخري للموسيقي وملعب متوسط الحجم لرياضات السلة واليد والالعاب الاخري وهناك اربع غرف مغلقة لم يتحدث عنهم المشرف وتجاهلهم رغم عن ذلك اتجه فضولي نحوهم فسألت المشرف عنهم فلم يجيب بل وتجاهلني اردت ان اقتله حينها ذلك البغيض.
جلسنا في ساحة واسعة مخصصه لأستقبالنا، مرت دقائق ودخل رجل وقور الهيئة يبدوا في العقد السادس من عمرة يرتدي بدلة سوداء جسده المتناسق يدل على انه كان رياضي في شبابه ومازال يحافظ علي جسدة، تحدث معانا عن ان مدرسته ذات فكر جديد وتهدف لأخراج اجيال من العلماء والسياسيين و...وو.... كلام معتاد ومكرر مللت منه وكاد الاطفال ان يناموا من كثرة الملل، انتهي من حديثة ليأمر احد العاملين في المدرسة بأحضار العصائر من اجلنا، لحظات وجاء اثنين من العاملين معهم عصائر معلبه من نوع غالي الثمن واخذوا يوزعونها علينا اعطاني احدهم واحده لي واخري لأبني، لاحظت في رقبة ذلك العامل وشم غريب على شكل دائرة بها نجمة وبعض الحروف، شعرت ببعض الألام في معدتي لم اتحملها فأعطيت العصير الخاص بي لأبني وذهبت الى الحمام في الطريق شاهدت مدير المدرسة يتحدث مع احد اولياء الامور فلاحظت وجود نفس الوشم على رقبته فاليذهب هذا الوشم واصحابه الي الجحيم انا اريد الحمام الآن، بدون ان يلاحظني احد اخذت ابحث عن الحمام حتي وجدته، كان يجب علي ان ابقي في المنزل انا حقاً مريض للغاية فالتذهب هذه الزيارة الى الجحيم ، انتهيت من افراغ معدتي بالكامل فوقفت فجأة بدون حذر فأرتطمت بأحد الرفوف الزجاجية فتحطم اما انا ففقدت وعيي..
افقت ومازال اثر الارتطام في رأسي، لحظات وتذكرت ماذا حدث واين انا وو...ابني لقد تركته وحده في قاعة الاستقبال انظر الي ساعتي انها الثامنه مساءً لا يمكن! يبدوانني في مشكلة كبيرة خرجت من الحمام ابحث عن احد ولكن لا يوجد اي شخص في المكان بأكمله انا الان محتجز في مدرسة في مكان وسط حقول بعيد بأكثر من ساعتين عن منزلي ولا اعرف اين ابني ولتكتمل المصيبة نسيت هاتفي بالصباح فجأة سمعت صوت منشار كهربائي تأتي من احد الممرات في مبني المدرسة الداخلي ذهبت لكي اعرف مصدر الصوت لعله شخص ما يساعدني للعوده لمنزلي..
الصوت مصدرة من غرفة من ضمن الغرف الاربع التي لم يخبرني عنها المشرف اللزج بالصباح نظرت من الشباك الصغير الموجود في الباب عندها اتت الصدمة جثث معلقون من اقدامهم مثل الذبائح بعضهم مقطوعي الرأس بعد التعرف علي بعض الاوجه عرفت انها ترجع لأولياء الامور ويمسك المنشار الكهربي احد العمال الذين رأيتهم في الصباح مع مدير المدرسة اللعنه ما الذي يحدث في ذلك المكان، في صعوبه تمالكت نفسي واتجهت للغرفه الثانية في هدوء وجدت بها بعض الاطفال نائمون او منومون علي طاولات كالتي تستخدم في المعامل أو..أوأو المشرحه!!
في الغرفة الثالثة نفس المشهد طاولات وعليها بعض الاطفال نائمون ومن ضمنهم ابني حاولت فتح الباب ولكن لم يفتح فذهبت للغرفة الرابعه هنا كاد قلبي ان ينخلع من هول ما رأيت، حوائط الغرفة بالكامل مرسوم عليها رموز وطلاسم غريبة، مستلقي في منتصف الغرفة وحش يفوق حجمنا الأدمي المثلين جسدة احمر اللون عينة مشقوق طوليا ويوجد في رأسة قرنين عظيمين نائم في دائرة حمراء اللون يتصل به انابيب مثل التي تركب للمرضي في المستشفيات تنتهي عند اوعيه بها سائل احمر، يقف امامة عجوز من اصحاب البشرة السمراء يمسك كتاب اسود اللون على غلافة نفس الوشم الموجود علي رقبة العامل ومدير المدرسة يقرأ منه كلمات بلغة غريبة وعلي جانبية ثلاث اشخاص يرددون ما يقول ، بعض ثواني واتضحت ملامحهم كان مدير المدرسة والمشرف واحد العاملين وثلاثتهم موشومون علي رقبتهم بذلك الوشم اللعين، سمعت باب احد الغرف يفتح فأسرعت بالأختباء في احد الخزانات الموجودة في الممر نظرت من الفتحات الصغيرة خرج العامل من الغرفة التي يوجد بها اولياء الامور واتجه للغرفة الثانية فسمعت صوت المنشار مرة اخري وخرج مره اخري ولكن في يدة جثة احد الاطفال بلا رأس ولا يدين ولا قدمين واتجه للغرفة الرابعة ، خرجت من الخزانه لأنظر ما الذي يفعله بجثة الطفل المسكين .
اعطي العامل الجثة للعجوز واعطاه خنجر غريب الهيئة به بعض الطلاسم، قال العجوز وهو يشق بالخنجر جثة الطفل "بأسمك يا ابن سيدي الاعظم اخرجت لك قلوبهم الطاهرة لكي تحيا من جديد وتكمل قسم والدك ، لتحصد الارواح، لتعذب ابناء ادم، وليحكم ابليس الارض والسماء"!!..
اخرج العجوز قلب الطفل وعصره بيديه في إناء متصل بذلك الشيطان..
عدت للخزانه مرة اخري ولكن وانا في شدة خوفي، انهم مجموعة من الملاعين ليسوا ببشر ما الذي علي فعله وانا محتجز في هذا المكان الضيق المظلم العفن الملقى فيه ايادي واقدام اطفال مساكين !!.
وجدت في تلك الخزانه قطعة حديدية طولية يمكن استخدامها كسلاح ولكن في وجه اي شخص اخر الا هؤلاء الشياطين، استجمعت ما تبقي من شجاعتي واتجهت للغرفه التي يوجد بها ابني وحاولت كسر الباب ونجحت في ذلك ولكن بعد ان نجحت ايضا في لفت انتباه احد هؤلاء الشياطين الذي اتجه نحوي بذلك المنشار الكهربي فوجهت سلاحي الي رأسه فسقط ارضاً خرج من رأسه سأئل اسود وتحول هيئته لشكل الشيطان ولكن في مثل حجم الانسان اخذت المنشارالكهربي من بين مخالبه المتصلبة ودخلت الغرفة لمحاولة فاشله في ايقاظ الاطفال ولكن لا يوجد اي استجابه ومن خلفي دخل ذلك المشرف البغيض بأبتسامته اللزجه في يده خنجر مطلسم ضحك بسخرية عندما واجهته بذلك المنشار الكهربي
فقال :اتريد قتلي بذلك الشئ! كم انت غبي يا أبن أدم يبدوا ان روحك ستكون اول من يحصده سيدي بعد ان يستيقظ هنيئاً لك.
-هل انتهيت ايها الملعون الأن حان دوري للرد..
بحركة سريعه اتجهت لقطع يد ذلك الشيطان في اول محاولة فشلت حيث كان اسرع واقوي وفي المرة الثانية انا الذي اصبت في يدي اليسري ولكن تمالكت نفسي لمحاولة ثالثة التي كاد ان يصيبني بذلك الخنجر الملعون في قلبي بعد ان شق ملابسي ولكن نجحت في تشتيته فقطعت يده واخذت السكين منها واستغللت انشغاله بألامه فأجهزت عليه بذلك الخنجر فوجهته نحو رقبته فقطعتها بسهولة.
ولكن مازلت لا استطيع ان ايقظ الاطفال حملت ابني وقررت ان اترك ذلك المكان الملعون سمعت صوت صرخات يأتي من الغرفة الرابعة وصوت ذلك الساحر يعلو اكثر واكثر، ذلك الفضول يقتلني فذهبت لأري ما الذي يحدث وجدت ذلك الشيطان يقف امام الساحر الذي اشعل موقد ضخم واخذ يلقي فيه بقلوب الاطفال التي اخرجها من جثثهم ومن تلك الدائرة الشيطانية يخرج العشرات من الشياطين بتزايد مخيف فنظرت لذلك الشيطان لأجده ينظر بأتجاهي ولكن دون ان ينطق او يتحرك!!..
تغلغل الى قلبي احساس غريب..يجب ان اقوم بشئ ذلك الشيطان يحمل الجحيم للعالم بأسره يجب ان اوقفه ولكن كيف !!.
التفت بنظري فلاحظت انابيب الغازالتي تصل الي المطبخ في ساحة الطعام وغرفة المعمل فقمت مسرعا بكسرها عدة مرات في اماكن مختلفة مخلفً تسريب في اكثر من مكان، حملت ابني واخذت اجري في الممر حتي خرجت من المبني فدمرت القفل الموجود علي الباب لخارجي بواسطة الخنجر الملعون واكملت مسيري بالجري في الحقول فرأيت انفجار المدرسة بالكامل واصوات الصرخات المخيفة تنطلق وفي وسط اللهب هناك لهب بلون اكثر احمرارً علي شكل ذلك الشيطان وصوت غريب ممتزج بين الصراخ والوعيد " سأعود من اجلك يا أبن ادم" ثم اختفي كل شئ المدرسة والشياطين وجثث الاطفال وابائهم وعدت الي منزلي ودخلت في موجات من الاسئلة من زوجتي قبل ان تتدخل الشرطه للاستماع لأقوالي التي تحولت بسببها لمريض في احدي مستشفيات الامراض العقلية ..
مضى اكثر من سنه وفي احدي الزيارات اتت زوجتي وابني واخبرتني انها قدمت لأبني في احد المدارس الجديدة في البلدة التي انتقلت اليها وانها ستذهب الاسبوع القادم لكي تقوم بمقابلة المدير واتمام بعض الاجراءات كان الصمت هو ردي الوحيد وسط صدمة ورعب ، وقبل ان تتركني احتضنني ابني الصغير وانا مازلت في صدمة وقال لي هامساً في اذني..
"لقد عاد يا ابي سأقدم قلبي قربان لسيدنا العظيم سيأتي ليخلصك صدقني لقد وعدني بذلك"!!!!!!!!!!.......
تمت
You must be logged in to post a comment.