زمن الكورونا

قبل عام من الآن  بدأت الكورونا في الصين وبعدها انتشرت في أنحاء العالم الواسع...وإلى الآن نحن نعيش في زمن الكورونا...هذا الزمن الذي انقلبت فيه الموازين..وأصبح السفر مستحيلا..والمكوث في المنزل فرضا..والذهاب إلى المدرسة ممنوعا ..أصبح كل شيء مختلفا..حتى سلام اليد صار خطيئة بحق أنفسنا وأنفس الآخرين..
أصبحت تفكر ألف مرة قبل أن تزور قريب أو صديق...صرت تفكر بالفيروسات التي تنتقل في الجو أكثر من تفكيرك بالمطر الذي يتساقط من السماء...في أول الأمر كنا ننتظر قدوم الصيف لتحرق شمسه الكورونا....لكن أشعة الشمس لم تكن أقوى من هذا الفيروس ..لكن هل فكرنا أن هذا الفيروس  هو مخلوق من مخلوقات الله؟...إذن هو خلق لهدف..لحكمة ما. قد ندركها أو لا ندركها، هل جاء هذا الفيروس ليعلمنا قيمة الأشياء التي نمتلكها، قيمة أن تحتضن صديقك، أن تذهب إلى عملك، أن تخرج إلى مكان مزدحم بدون كمامة، أن تخرج في نزهة، أن تقيم عرسا لابنك وتدعو إليه جميع من تحب؟
هل جاء هذا الفيروس ليرينا قدرة الله التى لا تشاهد بالعين المجردة؟!
أم جاء لنخلو مع أنفسنا قليلا ونرتب أفكارنا؟
أم جاء لنتخبر نجاح علاقاتنا مع أزواجنا وأولادنا ومن يسكن معنا في المنزل نفسه؟!
لعله جاء لهذه الأسباب كلها ..ولأسباب أخرى نكتشفها مع الوقت...وأسباب قد لا نعلمها أبدا في هذه الحياة الدنيا...وقد ينكشف سرها عندما تنتهي الحياة ونكون بين يدي الرحمن.
لكن علينا أن نيقن أن لكل شيء بداية ونهاية...ولكل الأشياء أجلها....
وأن الكورونا  ستنتهي إما بعلاج أو لقاح أو اي طريقة أخرى....وأن كل الأشياء تنتهي لتبدأ أشياء جديدة...لكن ندعو الله أن تنتهي عاجلا وأن يحفظنا الله ويحفظ أزواجنا وأولادنا وأهلنا وأحبابنا وأقاربنا وأن يبعد عنهم المرض والهم والغم، إنك أيها العمر سفينة تمضي في البحر، فيارب رشد طريقها ..وهدئ البحر وألهمنا الصواب لنصل إلى الحق في دنيانا وآخرتنا.