سارة وابنتها مروة

كان هناك فتاة تدعى سارة في بلد ما تعيش مع اخوتها وأمها وأبيها. في يوم من الأيام جاء شاب من بلد آخر ، إسمه محمد إلى بلد سارة كسائح وتعرف على أخيها فقد كان أخوها يعرفه على البلد والمناطق السياحية وبطريق الصدفة التقت سارة بمحمد وأعجب بها وقرر أن يتقدم لخطبتها ، وعندما تحدث مع أهلها وطلبوا مهلة للتفكير والتعرف عليه ، شعرت سارة أنها موافقة وتريد الزواج منه وتحدثت إلى أبيها وسألته عن رأيه ، فقال لها: يا ابنتي أنا لا أشعر بالارتياح لهذا الشخص ، فصارت سارة تحاول أن تقنع أباها بالموافقة على الزواج حتى وافق و رضخ لرغبتها ..تزوجت سارة ومحمد وسافرت معه إلى بلده وبعد بضعة أشهر حدثت حرب في بلد محمد وأصبح هناك الكثير من التفجير والقتل وأصوات التفجيرات والقنابل ودائما ما كانت سارة تشعر بالخوف والهلع وبعد عدة سنوات ومع تأخر الحمل وانتظار سارة أن تصبح أم ، قررت الذهاب للطبيب لتعرف سبب تأخر الحمل ، فقال لها الطبيب: أنتي يا سارة لا تستطيعين الإنجاب ، لديك مشكلة حدثت بسبب شعورك بالخوف أثناء الحرب . رجعت سارة الى بيتها وكانت حزينة جدا وفي هذه الفترة كان زوجها قاسيا جدا ويضربها ويشرب الكحول ويسكر ويرجع الى البيت سكران ويضربها بسبب وبدون سبب مع انها كانت ايضا تعاني من مشاكل صحية في القلب وفي بعض الأوقات تدخل المستشفى بسبب ضرب زوجها لها ، وهذا ما كان يحس به أبوها قبل زواجها عندما قال لها أنا لا أشعر بالارتياح لهذا الشخص . في يوم من الأيام تحدثت سارة مع زوجها في موضوع تبني طفل أو طفلة من ملجأ الأيتام ، ووافق زوجها وذهبا إلى الملجأ ورأوا الأطفال واختارت سارة طفلة اسمها مروة ووافق الملجأ وتم كل شيء وعادت سارة فرحة الى البيت مع زوجها محمد والطفلة مروة ، بعد فترة أصبح محمد يقسو كثيرا على سارة ويضربها و زاد أذاه لها وأصبحت أم محمد توسوس لابنها أن يطلق سارة ويتزوج فتاة من بلده ، وبعد فترة مع إلحاح أم محمد وزيادة أذى محمد لسارة قرر أن يطلق سارة وأصبحت سارة أيضا تريد الطلاق ، فتم الطلاق وعادت سارة المسكينة الى بلدها تحمل مروة بين يديها طفلة صغيرة ذات أشهر ، وجلست في بيت أهلها وأصبحت في حيرة كيف ستربي هذه الطفلة ومن أين ستصرف عليها ، وبعد مرور سنة وجدت عملا وأصبحت تداوم على عملها ولكن ألم قلبها ومشكلتها الصحية في القلب كانت تزداد سوءا وألما مع مرور السنين وكانت تخضع كثيرا لعمليات في القلب وتنام في المستشفى ، وعندما أصبحت مروة في الثانوية بعمر الخامسة عشر عاما ، زاد ألم سارة كثيرا في القلب وخضعت لعملية ونامت في المستشفى اشهر عديدة وكانت تدخل كثيرا في غيبوبة وأصبحت في آخر أيامها ثم في يوم من الأيام وسارة على فراش المستشفى فتحت عينيها ونظرت لابنتها وقالت لها بضع كلمات كأنها كانت توصيها ، قالت لها اهتمي بنفسك وبدراستك وأريدك ان تكوني ناجحة ومتفوقة ، ثم في اليوم التالي ماتت سارة ..مرت السنين وكبرت مروة وأنهت الثانوية العامة بنجاح ثم الجامعة أيضا بنجاح وتفوق وكانت تعيش في بيت أقربائها في الحياة وحيدة من دون أم أو أب أو أخوة وهي تعتقد طول الوقت أن  محمد الذي في البلد الآخر هو أبوها ولكن لا يسأل عنها ولكنها لا تعرف انه لا يسأل عنها لأنه ليس أبوها وعندما يقسو عليها أقرباؤها تقول انها تريد ان تسافر و تذهب لأبيها وأعمامها وعماتها وهم اصلا لا يعترفون بها ، وعاشت مروة وحيدة في ألم وحزن دائم لا تستطيع حتى ان تكون صداقات وليس لديها أخوات تتحدث إليهم يؤنسون وحشتها ووحدتها ودائما تضع صورة أمها أمامها في غرفتها وتتكلم معها وتدعو لها ولا تستطيع حتى أن تجد عملا يملأ فراغها ويشغلها ويسليها لأنها ليست من جنسية البلد التي تعيش فيها وهم في هذه البلد لا يوظفون إلا أبناء بلدهم وتعيش مروة في سجن الحياة الكبير البائس في وحدة وملل وفراغ لا تعرف نهايته وتعيش فقط على ذكرى أمها التي رحلت وبين صورها حزينة بائسة

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author