ستسيل الدماء .. THERE WILL BE BLOOD

there will be blood 2007 ستسيل الدماء .. رائعة المخرج paul tomas anderson .. يتحدثُ الفلم عن رجل فقير ينقبُ عن الفضة و الذهب في المناجم يتحول تدريجيا إلى منقبٍ عن النفط ثم إلى أكبر تجارِ النفط .. يبدأ الفلم بمشهد طويل و صامت .. السينما الصامتة الجميلة .. سنة 1898 صحراء قاحلة و الشمس متوهجة .. السير دانيال دي لويس في شخصية عامل المناجم الفقير الكادح الذي ينقبُ عن الفضة و الذهب في بئر عميق .. تُكسرُ ساقه أثناء العملية و يخرجُ من البئر بعد عناء .. 6 دقائق صور لنا فيها المخرج المعاناة اللتي يلقاها دانيال بلانيفو .. و بأنه كان ليموتَ لو لم يحاول التغلب على الألم و الصعود .. هنا يبدأُ التحول في شخصية دانيال .. يصير إنساناً يؤمن بالذاتية .. يؤمن فقط ب نفسه و بأهدافه و حياته .. لا شيء يقف في طريق ذاته لا عائلته لا الناس لا أحد .. خروجه من البئر وحيداً وطّن فيه فكرة أن الحياة معتركٌ صعب ستخوضه وحيداً .. هذا التحول أخفى فيه المخرج خلفية دانيال .. لم يذكر اي جزء من حياته في المقدمة كما لو أنه ولد داخل البئر في مجال المناجم .. بعد هاته الحادثة و جنيه لبعض الذهب و تبنيه لإبن زميله الميت كسب بعض الموارد و بدأ في التنقيب عن النفط .. و نجح فعلاً في ذلك و توسع بإستعمال إبنه في شراء الأراضي .. ليصل إلى مدينة مليئة بالنفط .. يخاطب سكانها بخطابٍ رأسمالي .. أنا رجل نفط سيداتي وسادتي .. لدي مصالح متعددة .. لدي آلاف البراميل تنتج يوميًا.. وكرجل نفط أتمنى أن تسامحوني على حديثي المباشر العتيق.. العمل الذي أقوم به عائلي.. أعمل بجانب ولدي وأشجع رجالي على إحضار عائلاتهم .. هذا يجعل حياتهم أفضل .. العائلة تعني الأطفال .. والأطفال يحتاجون للتعليم.. فأنشئت المدارس .. الأطفال هم المستقبل الذي نسعى إليه .. يمكننا حفر آبار المياه.. المياه تعني الزراعة والزراعة تعني محاصيل .. صنع دانيال حياةً في تلك القرية فقط من أجل مصالحه الشخصية .. كما يفعله الرأسماليون .. تلك القرية أصبح فيها زراعة و مدارس و مخابز و تحسنت الحياة ُ فيها ليس لشيء فقط ليستنزفَ مواردها .. يصف الفلم المال بأنه مصدر السلطة و مسبب الصراعات بنظرة ماركسية .. أنشأ دانيال كنيسة كبيرةً لمصلحةٍ مشتركة بينه و بين قسٍ أراد إشتراء أرض عائلته .. كان هدفه من تلك الكنيسة كسبُ قلوب السكان و الإستيلاء على عقولهم بالأوهام .. مصوراً دور الدين في إبعاد الناس عن الحياة و عن التفكير .. يعطيهم آمال و يجعلهم يعيشون من أجلها و من خلالها .. دون السعي إلى التغيير حقيقةً .. و هذا ما يجعل القس يبتزه لأخذ المال و يطالبه بالإعتراف بخطاياه .. نستذكرُ المشهد الشهير لإعترافه في الكنيسة بهجره لإبنه و الذي يعتبر من أعظم المشاهد التمثيلية في تاريخ هوليوود .. و يستمر الإبتزاز إلى نهاية الفلم لكن دانيال المتوحش يرفض و يطلبُ مِنه شتم الإلاه و الدين ليعطيه المال .. و بالفعلِ يفعل لكنه يرفض إعطائه المال .. وهنا يتجسد الصراع بين رجال الدين و رجال المال و مشاركتهم في سلطة المال .. و بأن رجال المال دائما ينتصرون .. رجوعا إلى الخلف بعد بنائه لإمبراطوريته و بقائه حبيساا لمنزله الكبير .. يتخلى عنه إبنه و يشتمه و يحتقره .. هنا تظهر قدرات السير دي لويس في التمثيل .. حيث تنقسم تعابير وجهه إلى نصفٍ غاضب بنظراتٍ غاضبة و نصف حزين بنظراتٍ حزينة .. ينتهي الفلم ببقائه وحيداً حبيساً لقصره .. في الفلم لم يصور لنا المخرج دانيال على أنه شرير أو ولد شريراً .. بل ما تحول إليه هو نتاجٌ لعدة أحداث من سقوطه في البئر إلى جشعه بالمال و تغول وحش السلطة و المال داخل عقله .. إلى صراعه مع القس و إهانته .. و بحثه المتواصل عن طرقٍ لإيهام الناس بغاياته النبيلة .. ثقافة النفط من أجل الغذاء تجسدت في هذا الفلم .. إستنزاف الموارد و تغليفها ببعض الهبات و الإستثمارات .. تحصل الفلم على جائزتي أوسكار و تحصل السير دانيال دي لويس على جائزة أوسكار أفضل ممثل رئيسي مستحقة جدا .. حيث قدم أداء من أعظم عشرة في تاريخ السينما ..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author