شجرة النجوم

شجرة النجوم

كان يا مكان في سالف العصر والأوان كان هناك فتاة تدعى لينا ذات شعر أحمر طويل تشتهر هذه الفتاة بجمالها وطيبتها في البلدة إلا أنها فتاة عنيدة تفعل دوماً عكس ما يطلب منها.

ذات يوم طلبت منها والدتها الحضور مبكراً للمنزل لتجنب المطر الغزير الذي تم التحذير منه قبل ليلة ولكن لينا العنيدة لم تستمع لكلام أمها وبقيت في الخارج لوقت متأخر تلعب وتلهو مع أصدقائها فشعرت والدتها بالقلق الشديد بسبب ما سمعته من جيرانها بأن كل من يبقى تحت هذا المطر سيتحول إلى قبيح اذا كان جميلاً وذلك بشرط امتلاكه صفة واحدة سيئة.

عادت لينا الى المنزل، فصرخت الأم صرخة عالية تكاد تصل إلى السماء فذعرت لينا وسألتها "ماذا هنالك؟"وهي ترتعش.

فقالت لها اذهبي انظري الى المرآة الآن، رأت نفسها واذ بها تحولت لشكل قندس فتجمدت في مكانها ولم تستطع الحراك.

وبعد مرور الوقت قررت لينا التعايش مع شكلها واعتباره عقوبةً لها على عنادها المبالغ فيه، وعادت الى مدرستها إلا أن أصدقاءها السيئيين أصبحوا يزعجونها وينادونها باسم "قندس"، عدا صديقة لها قامت بحمايتها وأخبرتها عن خرافةٍ تقول أنه هناك شجرة نجوم كل من يريد تمني أمنية يذهب إليها وفي حال تغيره للأفضل وتخليه عن صفاته السيئة فستتحقق أمنيته وذلك بعلامة سقوط نجمةٍ على رأسه .

لم تكف لينا عن التفكير بتلك الخرافة وقررت أن تبحث عن شجرة النجوم وعزمت على إيجادها مهما كلف الأمر. بدأت تسأل وتسأل كل من تصادف عن مكان الشجرة دون جدوى إلى أن توصلت بعد تفكيرٍ عميق الى أن هذه خرافة ولا بد أن يعرفها الكبار أكثر من الصغار، فتوجهت فوراً إلى منزل جدها لسؤاله عن الشجرة فأخبرها أن هذه الشجرة لا يمكن أن يصلها إلا من يمتلك هذه الصفات: صاحب العزيمة، وطيب القلب، والشجاع وأنها تقع في قمة الجبل المجاور للبلدة.

فركضت مسرعةً الى المنزل لحزم أغراضها وكل ما يلزمها من أدوات حماية وتسلق وودعت أمها منطلقةً إلى الجبل، وصلت لينا إلى البلدة المجاورة وأصبحت تسأل عن مكان الشجرة الى أن دلها عليه رجلٌ طيب فذهبت مسرعةً وبعد مسيرٍطويل بدأت تسمع صوت دب ولكنها قالت" لن أستسلم أبداً فربما أنا أتخيل فقط" أكملت مسيرها وفجأةً ظهر أمامها دبأً حاول أكلها ولكنها لم تقف مكتوفة اليدين ودافعت عن نفسها حاولت ردعه وأخبرته بقصتها فحزن الدب عليها وقال لها "لقد نجوت الآن بسبب عزيمتك واصرارك ولكن ربما لن تنج في المرة المقبلة " واختفى. أكملت طريقها وهي تفكر بكلام الدب "ترى ما الذي يقصده؟" إلى أن وصلت للجزء الثاني من الجبل صادفت نملة عملاقةً عالقةً بين صخرتين فشعرت بالذعر والشفقة في آنٍ معاً وسرعان ما اتخذت قرارها بإنقاذ النملة وأبعدت عنها الصخرة بكل ما تمتلك من قوة.

فشكرتها النملة على معروفها وقالت"أنت فتاة طيبة القلب لقد نجوت هنا أيضاً ولكن ربما لن تستطيع النجاة المرة القادمة" واختفت. مشت إلى قمة الجبل وكادت تصل شجرة النجوم وإذ بسبعة ذئابٍ غاضبة وجائعة يعترضن طريقها شعرت بالخوف الشديد ولكنها رددت في نفسها " أنا فتاة قوية، لن أتراجع الآن سوف أصل إلى هدفي" و سحبت العصا التي أحضرتها معها وقاتلت جميع الذئاب دون خوف أو تردد إلى أن هربوا خوفاً منها.

رفعت رأسها وإذ بشجرة النجوم البراقة واللامعة أمامها. أحست عندها بالسعادة والغبطة وأغمضت عينيها وتمنت أن يعود شكلها كما كان في السابق، وبقيت تنتظر سقوط نجمةٍ عليها  مغمضة العينين لأكثر من عشر دقائق ولكن النجمة لم تسقط. فجلست تبكي بحرقة وفجأة ظهر الدب والنملة وسألاها عن سبب بكائها فأخبرتهما فقال لها الدب "ذلك لأنك نسيت أن تفعلي شيئاً وذلك لأنه لم يخبرك أحد به فأنت أول فتاة تصل إلى هنا منذ زمن بعيد فصرخت لينا "ما هو ؟" أجابت النملة عليك أن تمسكي بيدي أنا والدب وأن تعدي بالتخلي عن عنادك.

أمسكت أيديهما ونظرت إلى الشجرة تمنت أمنيتها وعدت بالتخلي عن عنادها وانتظرت دقيقتين وهي تشهق وتزفر وإذ بنجمة صفراء صغيرة تسقط على أنفها فتحت عينيها ببطء أمسكت النجمة وقبلتها وقالت " أكاد أطير من الفرح" والدمعة في عينيها ودعت الدب والنملة و عادت مسرعةً إلى منزلها لتراها والدتها بعد عودتها لشكلها الطبيعي .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author