شمّا آن تشيرلي

تلك الشّمس المنيرة، زهرة عبّاد الشمس المتفتحة المليئة بالنمش يغزو عيناها الصغيرتين، ذات الشعر الأحمر المجعّد المدهش، إنها فتاة أحلامي وجميلتي وكلّ طفولتي، لقد كانت رغم اليأس والمصائب اللذان يحتلاها تقف صامدة قوية ومتماسكة، نضجت يتيمة بلا أم ولا أب منذ أن كانت يافعة، كانت تغسل الثياب وتنظف الأطباق وتعتني بالأطفال الصغار الذين كانت تقطن عند عائلتهم بلا كللٍ ولا تأفّف، تعلّمت منها الصبر والتّحمل والإيثار، العطاء اللامحدود من الحبّ والتّضحية والصدق والوفاء والثقة بالنفس، علمتني الأمل، أجل الأمل حتّى بعد فقدانها هؤلاء الذين كانوا قد فتحوا لها بابهم واستقبلوها، شمّا الصغيرة الذكية، كانت تعيش في نسيج خيالها وأحلامها رغم كل صعابها، كانت ترى جمال عالمها الآخر، تتخيل البحر والأشجار والتلال والنهر الذي تطل عليه نافذتها والهواء الهادئ في غابة جمالها، كانت تردد تلك الكلمات التي كانت تستفيق روح الطفولة والبراءة بداخلي،،

"السّنة في الربيع، واليوم في الصباح، والصباح في الساعة السابعة، التلال مرصعة بلآلئ الندى، وطيور القبرة تطير، والحلزون بين أوراق الزعرور، إنّ العالم جميل"

هذه الكلمات النّقية التي تفتح باب الأمل وتفاؤل صباحٍ ورديٍّ في داخلي، كانت لها صديقة رائعة وفية تدعى داليا، الفتاة الطموحة المفعمة بالأمل والتفاؤل والسرور، جميلة ك النرجس رفيقتها الودودة، لهنّ حكاية مبهمة مشعّة كشعاع النّهار، في يومٍ من أيامهما المزهرة وقفتا إلى جانب الطريق أمسكتا بأيدي بعضهما ورددتا بأزهر حروف الصداقة"

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author