الوقت متأخر والظلام حالك هنا وكما العادة في هذا الوقت، تستيقظ أشباحي لتغزو غرفتي فتبدأ تتراقص في زاوية من عقلي إنه الوقت المناسب تمامًا لأقبض عليها وأسجنها كحروف وأكتبها كما اعتدت في وقت ما لك... أمسك قلمي وورقة عتيقة وقوية... حروفي كبيرة وعميقة لذلك لم أجد افضل منها في احتمال هذا الكم الهائل من رماد الروح... تعلم بأن حروفي لا تشبه حروفهم وتعلم بأنني لا أكتب وإنما أنفض أشباح الحروف والكلمات التي تسطو داخلي وتغزو أعماقي... أردت أن أقول أنني لستُ بخير.. أنا متعب، منهك، حزين، ضائع، مشتت وبعيد ... أنا بعيد عن أشيائي وأماكني وأمانيَّ بعيد عن شخصي بعيدٌ عني... أتدري يا صديقي بأنني حاولت، حاربت، وأحرقت من أجلي... أراني مظلم من الداخل.. أتدري تلك الظلمة التي لا نهاية لها، حيث اللانتهاء... فراغ عميق تقبع به روحك تحاول أن تصرخ لكن شلال من الحبر الأسود يفيض من فمك حبرٌ لزج وغليظ فتتناثر كل تلك الحروف والكلمات التي قمت ببلعها في الوقت الذي كان عليكَ بصقُها...لقد فضلت راحتهم على راحتي لقد اخترتهم ولم أخترني.. لا أدري يا صديق لكنني اعتقد بأنني خذلتُ نفسي ولم أعد أثق بي كما السابق... بعيدًا عني أردت أن أقول أنني اشتقت لك أتذكر تلك الأشجار العملاقة واليعاسيب المضيئة وتلك النجمة التي تستريح بجانب البدر وأحلامنا عن احتلال مجرةٍ بعيدة لها قمران وثلاث شموس وغيومٍ بلون الليلك لا ليل لها... صديقي ما زال لدي الكثير والكثير لأقوله الكثير لأحلمه وأنسجه.. والأهم الكثير لأعيشه أو هذا ما اعتقدته... هرمت روحي قبل جسدي يا صديق... نَسيتكَ أنت ونسيتُني أنا وتناسيت كل تلك العهود التي قطعتها لنفسي.. أردت فقط بعهودي أن أوصلها إلى بر الأمان ليست مثقلة ولا ثقيلة لكن أعتقد بأنني فشلت في ذلك وتلاشت تلك العهود وتلاشيت معها ... أعلم بأن رسائلي لك مختصرة وكلماتي قليلة ... ولكن أتمنى أن تصلك حروفي وكل تلك العوالق... الوقت تأخر لا أريد أن أطيل الليل فليل واحدٌ يكفيني... أبقي النافذة مفتوحة غدًا في نفس هذا الوقت.
You must be logged in to post a comment.