ما هذا الشعور الذي يدخل إلى القلب فيحتله ، وإلى النفس فيهذبها ، وإلى الروحِ فيسمو بها ، إنها مشاعر الشوقِ والحنين التي تجمعني به ، ألا وهو مقعدي الدراسي الذي بنيتُ عليه كلّ آمالي وطموحاتي ؛ فقدّر الله وما شاء فعل ..ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
كتبت ..تألمت ..تأملت ولكن تصاريفَ الزمان عجيبُ ، فأنا عنكَ ما حدّثتهم لكن قرأوكَ في حبري وأوراقي ولمحوكَ في تصرفاتي ، كالطائر الأبيض يزحرف صفحات أيامي ؛ كعطر المسك المُعَبق بالورد والآس والبيلسان والغاردينيا .
وطال الحنين ؛ وضاع الطريق من قدمي وأشرفت على النهاية فافترشت الشوك من تحتي وتلحفتُ الظلام السرمدي وتوسدتُ الصخور تحت رأسي وطالت بي سكرةُ النوم ، ومرَّ بي الأيام رتيبة بلا معنى ولا حياة كأنها أيام مريضة عليلة على سرير التداوي ..
فمن أنا ..أنا الهادئة المتزنة البارة ..فلماذا لم يحالفني الحظ في إكمال دراستي الجامعية ؟
ما هذا الشعور الذي يدخل إلى القلب فيحتله ، وإلى النفس فيدمرها ؛ وإلى الروح فيعذبها ،
إنها معركةٌ حاميةِ الوطيس ، إما النصر وإما الموت ..وحبذا الموت في سبيل العلم ..وحبذا النصر باتخاذ غنيمة العلم ..
فمن أنا ..
أنا الصابرة والمناضلة والمجاهدة والمرابطة والثكلى والشهيدة .
وآمل أن أكون جديرة مخلصة .
فكيف أسلوك من أوراق ذاكرتي وأنت في مهجتي ولوعتي مثل النقش بالحجر ِ .
ولسوف أدفن همي في صدري وأستهيلُ أمام الواشونَ بملء إرادتي ولوعتي إلى تمثال ل الصمت يغلي في صدري .، ولا تتحرك شفتايْ بهمسة أنين إلا لك يا جليسي
فامنحني النعمة الأخيرة التي تصبو إليها نفسي ..نعمة أن أرتدي ثوب الأمل والآمال ..
ولسوف أبني لَبِنَة على لَبِنَة في عرش صرحِ أمنيتي للصولِ
فسلاماتي وتحياتي وأشواقي إلى باحاتها ..وخدماتها ..وسماءها ..وظلماتها ونجيماتها ..ومقاعدها ..
وجلّاسها ..ومعلميها
You must be logged in to post a comment.