فقررت أن تبحث بمفردها عن منصور وتطلب منه السفر، وذهبت إلى العنوان وعلمت أن منصور حالياً بالحجز لأن أمس تم الإمساك به وهو يسرق إحدى السيارات، وهذا ما هدأ من خوف فريال فهكذا لن تقتله لأنها فتاة ولن تستطع الدخول لحجز الرجال.
عادت فريال إلى منزلها مطمئنه، وجاءت جليلة إليها بكوب من العصير، شربته فريال ثم غفوت فى نوم عميق.
رن هاتف فريال عدة مرات حتى استيقظت وكان المتصل
صديقها وجارها القديم الضابط عصام وكان ممن حضروا الاحتفال بعودتهما وقال لها:
-فريال لما لا تجيبي؟ فقد اتصلت عدت مرات.
-لقد كنت نائمة، ما الأمر؟
-زوجك الآن بالحجز لقد جاء شخصا يدعى أنيس قام بعمل محضر قائلا أن زوجك حاول سرقة محفظته، وأنا أعلم أن زوجك رجلا ثري ولن يفعل هذا.
-بالتأكيد زوجي لن يفعل هذا، لما ألقيته بالحجز؟!
-لقد قال زوجك أنه حقا قام بالسرقة وتم وضعه بالحجز.
-حجز أتقول حجز!! لحظة ما اسم المدعي؟!
-أنيس.
-إنه السائق، ولكن كيف يفعل هذا؟!
-عليكِ الحضور الآن لتتحدثي مع زوجك وذلك السائق.
-لو هناك بقائمة المحجوزين أحد يدعى منصور خلف، أخرج زوجي من الحجز إنها اللعنة.
-أي لعنة؟
-ليس هناك وقتا للشرح أفعل كما أطلب إذا كان هناك أحد يدعى منصور خلف اخرج زوجي من الحجز.
-حسنا، لا تتأخري.
أغلقت فريال الهاتف وتعجبت من أنها ذهبت بنوم عميق قبل أن تغيير ملابس الخروج، وقالت في نفسها يبدو أن جليلة تخطط شيئا ما ويجب أن أخرج دون أن تشك بالأمر،
نادت فريال على جليلة وقالت لها:
-أشعر بصداع شديد أريد فنجان قهوة، وأتصلى بالطبيب ليحضر على الفور.
-حسنا سيدتي.
وعندما توجهت جليلة إلى المطبخ خرجت فريال من المنزل على الفور وذهبت إلى قسم الشرطة.
وتفاجأت بما حدث عند وصولها مركز الشرطة، لقد حاول آدم قتل شخصا بالحجز وكان يدعى حقا منصور خلف
والجيد أن الطعنة لم تكن قاتلة وقد تم نقل منصور إلى الإسعاف وكما أن المساجين بالحجز استطاعوا الإمساك بآدم وقاموا بمنعه من إكمال الضربات، والغريب أن آدم لم يشعر بشيء وكأنه في عالم اخر، وبعد مدة قصيرة قال آدم:
-أين أنا؟ وما الذى أتى بي إلى هنا؟!
فقالت فريال:
-إنها لعنة المنزل وبدأت بسرد القصة بأكملها، وطلبت بالبحث عن انيس.
وعند البحث عنه تم اكتشاف أنه كان يعمل خادم مع زوجته الخادمة جليلة بذلك المنزل عند سيده فؤاد
وهو طبيب نفسى شهير وكان لدى فؤاد كتب للتنويم المغناطيسي، وتعلم أنيس كيف يقوم بالتنويم المغناطيسي.
فتم اكتشاف الحقيقة بعد أن أفاق منصور بالمشفى أخبر الشرطة بالحقيقة؛
أنه ووحيد الذى مات طعنا وماجد الذى توفى بالحريق العام الماضي قرروا سرقة خزانة السيد فؤاد بدون إخبار مهاب وبعد دراسة المنزل حددوا الليلة المناسبة للسرقة وذهب الثلاثة لإتمام السرقة، فقد كان أنيس وزوجته مسافرين تلك الليلة، كما أن رباب كانت ساهره في إحدى الحفلات الموسيقية تعزف ألحانها بالحفل، وكما هو متوقع أن يكون السيد فؤاد مع ابنته بالحفل، ولكن لسببا ما ترك فؤاد الحفلة وعاد ليلقى مصيره، وعند دخول السيد فؤاد الغرفة قام وحيد بإطلاق الرصاص عليه وقاموا بسرقة المال ورحلوا.
عندما علم مهاب بما حدث انفعل وبدأ بالشجار فقام وحيد بطعنه لإسكاته، ثم تركوه بإحدى الشوارع الخالية بعد طعنه عشر طعنات حول قلبه ليظن الناس إنها طعنات عاطفية،
وعند بحث رباب عن حقيقة ما حدث والذهاب إلى منزل وحيد صديقه لسؤاله، قرر أولئك الثلاثة بالتخلص منها هي الأخرى وقاموا بأحراق المنزل وتم تقسيم المال بينهم، أما منصور قد خسر نصيبه باللعب واعترف أنه لاحظ مقتل أصدقاءه وقرر أن يدخل الحبس بإرادته ليهرب من القاتل المجهول.
تم القبض على السمسار واعترف بمكان أنيس وتم القبض عليه، وبعد محاولات ضغط من الضابط عصام قام أنيس بسرد ما يخفيه وقال:
-في الحقيقة أن السيد فؤاد لم ينجب هو وزوجته لأنه عقيم ولم يستطع مقاومة حرمانه من أن يكون أب وقام بتنويمي مغناطيسيا ليكتب ابنتي باسمه بعد ولادتها، كما فعل من قبل وكتب مهاب ابن الخادم السابق باسمه ولكن ذلك الخادم سقط بالخطأ من أعلى طابق بالمنزل، ولأنى خشيت من أن ألقى المصير نفسه صمت، وبعد ذلك أخبرتني زوجة فؤاد أن هكذا ستعيش ابنتي ثرية وسعيدة وأنها ستخبر ابنتنا بالحقيقة عندما تتم العشر سنوات، لذلك سكت عن الموضوع أنا وجليلة وبقينا بجوارها وبعد عام توفت زوجة فؤاد وأدركنا أن وعدها لنا لن يتحقق، وبعد أن رأيت كتب التنويم المغناطيسي بدأت أتعلمها، وعشت منتظر اللحظة التي يموت السيد فؤاد وترث ابنتي ثم أخبرها بحقيقتي أنا وجليلة، ولكنها احترق قبل أن تعلم حتى بأنى والدها الحقيقي، وأشعلت النار بداخلي لأتخلص من أولئك المجرمين.
-وكيف علمت أنهم الفاعلين؟
-أثناء الحريق تعرفت على أحدهم أثناء هروبه ثم ربطت الأحداث معا وتأكدت أنهم أصدقاء مهاب.
-لماذا لم تعلن موت ابنتك؟
-أعجبتني فكرة بيع البيت لأنتقم، واستغللت المالكة السابقة ليموتوا واحد تلو الأخر بالحريق ولكنها فشلت إتمام المهمة ولم يم إلا واحد، وفعلت نفس الشيء مع آدم وزوجته فريال باستخدام التنويم المغناطيسي ففي المساء تضع جليلة المنوم لكوب آدم وأقوم بتنويم فريال مغناطيسيا، فتقوم فريال وتفعل ما تسمعه وقد فادني أنها امرأه حسناء لاستدراجهم إلى شارع خالي وصعقهم ثم تقوم بقتلهم، ولكن الثاني ذهب للحجز ظنا منه أنه قد يهرب، وجاء دور آدم للتخلص منه، والآن لقد اُفلت مني منصور؛ وفى تلك اللحظة جاء اتصال يفيد بأن منصور قُتل داخل غرفة المشفى، فقد دخلت امرأة كبيرة بالسن قليلا أدعت أنها ممرضة وبعد خروجها بلحظات تم اكتشاف وفاة منصور وجاري البحث عنها.
وبعد أن سمع أنيس هذا قال:
-وها قد استطعتِ فعلها يا جليلة...
بقلم: أمنية نبيل
You must be logged in to post a comment.