ضحية المنزل الجديد (الفصل الثاني)

عاد آدم إلى المنزل وبقي بانتظار زوجته فريال وأثناء ذلك شرب فنجانا من القهوة، وبعد مرور ساعة عادت فريال إلى المنزل وقالت:

-آدم، نحن في ورطه.

-اهدئ يا فريال، يبدو أنكِ تعلمين شيئا خطير!!

-إنها كانت عملية نصب فشراء ذلك المنزل أكبر عملية نصب

وكل الأوراق مزورة.

-كيف هذا؟!

-سأحكى لك قصة ذلك المنزل الغريب، كان يملكه رجل ثرى يدعى فؤاد يعمل طبيب نفسى لديه ابن يدعى مهاب وابنه تدعى رباب،

مهاب كان شابا فاسدا لا يتحمل المسئولية وانضم لبعض الشباب الفاسدين، فغضب عليه والده وقام بطرده من المنزل بعد نفاذ صبره.

-وماذا عن ابنته؟

-أما ابنته رباب فقد كانت شابة طيبة القلب تعمل عازفة.

-أين المشكلة في ذلك؟

-سأخبرك، منذ سنتين قُتل الثرى فؤاد وتم سرقة خزنة مكتبه بالمنزل، وبعد أسبوع من مقتل فؤاد ظهرت جثة مهاب وهو مطعون عشر طعنات، أما رباب التي أصبحت الوريثة الوحيدة ماتت بعد عشرة أيام من ذلك داخل غرفة الموسيقى فقد اندلع الحريق بالمنزل وتحول إلى رماد.

-عشر طعنات وحريق؟! إنه تشابه لما حدث للضحية وحيد طُعن عشر طعنات مثل مهاب وكان هناك محاولة حرق منزله العام الماضي وتم إنقاذه.

-نعم لاحظت ذلك لذلك أظن هذا المنزل به شيء غريب، والمشكلة تكمن في مقتل رباب، لأن لم يتم إعلان مقتلها حتى الآن.

-كيف هذا؟!

-لأن الخادمة وأخيها وزوجها قاموا بدفن جثتها سراً، وذلك الأخ هو السمسار وقرر إخفاء حقيقة موت رباب ليقوم بقضية نصب لبيع ذلك المنزل بعد أن مات جميع الورثة.

-ماذا تقولي؟! 

-لقد باع المنزل أول مره منذ السنة الماضية بعد حريق المنزل وإخفاء جثة رباب وكان المشتري امرأه في الأربعين من عمرها وقامت بإعادة بناء المنزل وإصلاحه ودفعت مبلغ أقل بكثير من قيمة المنزل، وفى أحد الأيام جاءت تلك المرأة إلى السمسار وهى تصرخ قائلة:

-ما قصة ذلك المنزل؟!

وبدأت تحكى أحداث مرعبه، أنها كانت تحلم برش الجاز وإحراق منزل، وعندما استيقظت في الصباح وجدت خبر حريق بالجرائد عن نفس المنزل الذى رأته بالحلم ولم تهتم بالأمر ثم حدث نفس الشيء مرة أخر، ظن السمسار أنها مريضة نفسية ولم يصدقها وطلب منها الذهاب إلى طبيب نفسي، لم تستمع له وبعد أن حدث نفس الشيء للمرة الثالثة وذلك الشخص مات بالحريق، قررت أن تترك المنزل وتسافر للخارج، وبعد سفرها استغل السمسار ذلك لمصلحته ليبيعه مره أخرى ولم يهتم بما حدث، وكان ينتظر الشخص المغفل ليستطيع إتمام عملية النصب، وعندما علم أننا قادمان من الخارج ولا نعلم بالأمور التي تجرى هنا وخدعنا، ماذا سنفعل مع السمسار النصاب الآن؟!

-دعكِ منه في الوقت الحالي، فعلينا الآن حل تلك الورطة، فقد بدأت الصورة تتضح الآن على حسب المعلومات التي اجمعتها والتي سمعتها الآن سأبلغك بالنتيجة،

هناك أربع شباب يلعبون لعبة الاوراق، أحدهم هو الضحية وحيد وأظن أن مهاب الذى عُثر على جثته بعد مقتل والده منهم أيضاً، والشخص الثالث الذى توفى بالحريق ويتبقى الآن شخص رابع مهدد، وعلى حسب ظنّي بعد طرد فؤاد لابنه أصبح مهاب بدون أموال فقرر هو وأصدقاءه سرقة خزنة المنزل، ويبدو أن أحدهم قتل والده أثناء عملية السرقة، وهذا ما أغضب مهاب وبعد التهديدات والخلافات قرروا الثلاثة التخلص منه وقاموا بطعنه عشر طعنات.

-ولماذا قُتلت رباب؟

-أظن أن رباب قررت البحث عن أخيها وسؤال اصدقاءه،

فقرروا التخلص منها أيضاً وقاموا بإحراق المنزل، لذلك هي بطريقة ما تحاول الانتقام منهم تريد احراقهم كما فعلوا معها أو قتلهم كما حدث لأخيها.

-يبدو كلامك منطقيا، كيف سنعثُر على الشخص الرابع؟

-لقد قالت المرأة أنها رأت بالحلم حريق منزل ثلاث مرات ومن بينهم أحد مات بالحريق، لذلك سأبحث عن حوادث حريق المتتالية في العام الماضي.

-أين الخادمة أخت السمسار؟ 

-أظنها الخادمة جليلة، واتركيها الآن دعيها لا تعلم أننا كشفنا أمرها وعليكِ مراقبتها.

-حسنا. 

 

في صباح اليوم التالي

استيقظت فريال ووجدت آدم مازال يبحث وسألته عن نتيجة بحثه فقال لها بعد بحثه حول حرائق المنازل المتتالية كان عددهم ثلاثة ومتتالين، الأولى كانت حادث حريق منزل وحيد وبعده بثلاثة أيام حريق منزل شخص يدعى منصور خلف واستطاع الفرار من الحريق، وبعد أسبوع حدث حريق وتوفى شخص يدعى ماجد داخل الحريق، فقالت فريال:

-وهل وجدت عنوان منصور؟

-نعم، إن العنوان مرفق بالخبر.

-يجب أن نخبره بالأمر ليهرب قبل أن أحلم بنفسي وأنا أقتله.

-لا تقلقي، كل شيء سيكون بخير.

-أتمنى ذلك.

وقطع حديثهما طرق باب الغرفة وكانت الطارقة هي جليلة لتخبرهم أن الفطور أصبح جاهز بغرفة الطعام.

وأثناء تناول الفطور، كانت جليلة تتحدث مع زوجها أنيس: 

-لقد جاء دور آدم بعد أتمت فريال مهمتها.

-أعلم هذا، بعد أن ينتهى من الفطور دعيه يتحدث معي لدقيقة.

-حسنا هذا جيد، ليس أمامنا الكثير من الوقت.

-لا تقلقي إنه اليوم الأخير. 

 

بعد أن انتهى الزوجان من تناول الفطور دخلت جليلة وقالت:

-سيدى، إن زوجي يريد أن يتحدث معك قليلا.

-حسنا اجعليه يخرج السيارة من المرأب، فأنا وزوجتي فريال لدينا بعض الأعمال الهامه اليوم وسأتحدث معه بالطريق.

-حسنا يا سيدي؛ ثم رحلت. 

 

خرج آدم من المنزل وكان أنيس واقفا أمام السيارة، وكان رجلا طويل القامة يرتدى بدلة سوداء وقبعه سوداء.

قال آدم إليه:

-أنيس، ما الموضوع الذى وددت أن تخبرني به، فلنتحدث حتى تأتى فريال.

نظر أنيس إليه وقال له بعض الأحاديث لحين وصول فريال 

وبعد مرور عشر دقائق خرجت فريال مسرعة وقالت: 

-أعتذر على التأخير يا عزيزي.

نظر آدم إليها بهدوء وقال:

-لن تأتى معي فأنا مشغول، وتذكرت موعد هام.

-لدينا موعد أهم، أنسيت؟!

-سنأجل ذلك الأمر للغد.

-ليس هناك وقت.

-عودي إلى الداخل وانسى الأمر؛ ورحل آدم بالسيارة وتركها.

شعرت فريال بالريبة من تصرف آدم كيف يعاملها هكذا ويغير رأيه فجأة؟!

ضحية المنزل الجديد (الفصل الثالث)

بقلم: أمنية نبيل

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author