طحين وسكر وصابون
أيام زمان :
كان في مدينة وزير بشري ذات مرة، عطوف ، محبوب ومقدر في جميع رعاياه ، غير أن رجل فقير الحال ،معدوم ،بدأ بالتشهير عن الوزير وذم الوزير ، وكان الوزير يعرف ذلك ولكن ظل صابراً لا يحرك من شأنه ساكناً ، وأخيراً خطر ببال فتاة أن تضع حداً واتفقت معه ، وأرسل إليه في ليلة من ليالي الشتاء فتاة أي إنها (خادمة )، ومعها كيس طحين ،وعلبة صابون ، وقالب سكر .
قرعت الفتاة باب الرجل وقالت : أرسل إليك الوزير هذه الهدايا (علامة تذكار ،دليل رعايا ) .
فرح الرجل كثيراً مثل العادة ، وأخذه العجب ، وحسب أن الهدايا تكريم من الوزير له ، وذهب إلى رجل أخر مثل العادة وأخبروه بما فعل الوزير قائلاً : إلا ترى كيف أن الوزير يطلب رضاي ؟
ولكن الرجل الآخر قال :ما أحكم الوزير والفتاة ،وما أقل فطنتك !
إنهم يتكلمون بالرموز : الطحين لمعدتك الفارغة ، والصابون لقذارة سريرك ، والسكر ليحلو لسانك المر .
أصبح الرجل خجلاً منذ ذلك اليوم ، وحتى من نفسه ، واشتدت كراهيته لهما وامتدت هذه الكراهية للرجل الآخر الذي كشف له عن أمرهما واطلعه على مقاصدهم .
ولكن إلا إنه سكت بعد ذلك ، ولم يقوم بالتشهير عن الوزير بعد ذلك ...
You must be logged in to post a comment.