عاتب نفسك ولكن..... أحذر!

حقاً أترجاكي يا نفسي أن تدعيني وشأني... أرجوك".

كان هذا أخر ما قاله لا اعلم أتدعونه مريض نفسي، أم مجنون،أم هو اعقل وأحكم الناس؟! (سأترك لكم الحكم على هذا)،ولكن دعونا نكمل:فكان هذا أخر ما قاله أحمد وهو يقفز من ناطحة سحاب...قفز موجه وجهه إلى السماء،فكان يرى فيها نفسه من ماضي مثل النجوم كما ترى ماضيها،وكحاضر غير مُلم بما يحدث فيه؛كالكون لا يعلم ما يحدث فيه الأن،وكمستقبل هو لا يعلمه.

أحقاً عدم تقبل أحمد لنفسه هو ما جعله يتركها...هو ما جعله يفقدها إلى الأبد...(سأترك لكم الحكم على هذا أيضاً).. ولكن أتعلمون؟! قد يكون أحمد أنهى حياته لهذا السبب؛فهناك من أنهوا حياتهم وهم أحياء....غريب أليس كذلك؟! أعلم أنه غريب ولكن دعوني أوضح لكم: هم أنهوا حياتهم وهم مازالوا يتنفسون الصعداء......هم ينهون حياتهم بإنتظارهم الموت فقط....ولا شيء سواه.

أستطيع أن أقول أنهم فقدوا حياتهم حينما فقدوا أنفسهم.

يا ترى ما هو أسوأ فقد؟! أهو فقد النفس؟!أم الام؟! أم الأب؟!أم الصديق؟! إلخ..........

(ايضا سأترك لكم الإجابة على هذا)

دعونا نفترض اذا كان أحمد تقبل نفسه

أسيكون معنا الأن؟!

ما هو تقبل النفس؟!

تقبل النفس لا يعني أن تبقى على عيوبك وتتمسك بها لا إطلاقا؛بل أن تعرفها وتعترف بها أمام نفسك قبل أن يكون أمام الآخرين وتحاول إصلاحها.

تقبل نفسك لا يعني الهروب من ماضيك أو تجاهله لا أبداً؛بل يعني أن تتقبله أمام نفسك...يعني أن تقول لها بكل ثقة "نعم فعلت" وأكمل مباشرة باقي الجملة وقل "نعم فعلت وتعلمت".

تقبل نفسك لا يعني أن تقلل من شأنها وتقلل ما تحمله من مميزات وأفكار.....حتى لو كانت غريبة بعض الشيء.....حتى لو كانت تضايقك...فأنت من يستطيع التخلص منها وليس العكس..... أتجعل فكرة تنفرك في حياتك؟!!

فمعنى أن تقلل من شأنها و تستخف بها (نفسك) يعني أن تطفئ البريق بها؛مثل ما تقول لشخص ما بكل حماس "انك ناجح والأول في مجالك" و يجيبك هو بأسلوب(( مدام روز في فيلم شركة المرعبين المحدودة )) "كويس"؛ فلن تشعر بنجاحك....هذا ما تفعله مع نفسك؛

"نفسك تقول لك بكل حماس: أنظر لقد استيقظت باكرا على الرغم من رغبتي في النوم،وذهبت إلى مكان لا أود الذهاب إليه،وجلست مع أُناس لا أشعر بالراحة معهم.... إلخ

فتقول انت لها بنفس اسلوب مدام روز:"كويس".

اين تلك اللمعة في عينيك التي تقول لها دون أن تنطق بكلمة "مبروك"أو"ما هذا الإنجاز العظيم" وكل الكلمات التي تتوقعها......فهي فقط تظهر في تلك اللمعة.....تلك اللمعة التي تنظر بها إلى نفسك.

-أنت بطل

أنت بطل أتعلم هذا؟! نعم أنت كذلك لا تستغرب، هذا ليس كلام كتب أو كلام يعطيك حماسة و طاقة لبضع ساعات ثم تعود لما كنت عليه.....حقاً أنت بطل...... أتدري لماذا؟!

لتحملك لما قلناه سابقا....لفعلك شيء انت لا أود فعله....أتستهين بكم الطاقة المستخدمة لفعل ذلك، وانا هنا لا أقصد طاقة جسدية...انا اقصد طاقتك النفسية؛ وبعد كل هذا تأتي انت ليلا لتوبخ نفسك و تجلدها بدل من أن تكافأها و تمدحها وتقول لها كم انت قوية لتحملك هذا......بعد كل هذا تكافأها بعتابتك لها؟!!!!!.

وهذا يعني أن تتباهى بنفسك ليس إلى حد الغرور ولكن للحد الذي يجعلك لا تقلل من شأن نفسك.

البعض سيقول:أين ما يميزني... أنا لا أراه؟!

وسأقول له:خلق الإنسان في كبّد....فعليك البحث عن ما يميزك بنفسك... وأثناء بحثك ستكتشف اشياء لم تكن تعلم أنها بداخلك.

يُطلب من الآباء والأمهات أن يصادقوا أولادهم حتى يحافظوا عليهم و يعرفهونهم ويعرفون أفعالهم ويوجهوها وما إلى ذلك؛هذا ليس خاطئ بل على العكس فهو صحيح تماما ولكن ينقصه شيء؛ وهو أن الوالدين لا يعلموا أولادهم كيف يصادقوا أنفسهم.

فإذا كان مسموح لك للمصادقة شخص واحد فقط لا غير فصادق نفسك بلا تردد.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author