عاد أيلول

ترقب، أمل ممزوج بخوف، وانتظار لموعد مع قدر ربما ضل الطريق إلي ...

في ركن بعيد في غرفتي أجلس أحدق بي، أستنجد بي، أصرخ بلا صوت، صوتي يرتد الي يصل حنجرتي فأغص به.

من حقي أن يشعر بي أحد، من حقي أن تداعب خصلات شعري بحب، من حقي أن أطير فرحاً، حباً، وتحمر وجنتاي انتشاءً، من حق جسدي أن يرتوي، ونبضات قلبي أن تطمئن.

أراقب نفسي جيدا في المرآة، جسد مفعم بالأنوثة شعر طويل لونه كالكستناء شهي ودافئ يتدفق من أعلى كالشلال ويتراقص مع خطواتي ببراعة فنان، عينان طفوليتان وفم خجول.

السماء تمطر، رائحة المطر أيقظت مشاعري، أخرجت أجمل فساتيني لأردتيها لأن لدي موعد معه ...

نعم سأجهز نفسي وأكون جميلة ليعجب بي، يحب شعري مموج ومكياجي هادئ.

خرجت مسرعة لكي لا أتأخر استقبلني المطر بحفاوة المشتاق أخبرته وأنا اركض وأدور بسعادة أن لدي موعد مع حبيبي اليوم وأخبرت عابرا كان أمامي ففرح لي.

تحدثت مع السماء لطالما كان بيني وبينها علاقة وطيدة فهي تعرف كل أسراري، أخبرتها أني أحبها بلل المطر شعري وأخذت أتارجح يمنة ويسرة شعرت أنها تخبرني وأنا أيضاً، ضحكت في سري وأكملت السير.

للمطر قدسية عظيمة، يشعرني المطر بأن الله يحيط بي، ويمدني بالأمان، كأنه يخبرني أن هناك أشياء جميلة في هذا العالم تشبه المطر هناك أمل في كل يأس، هناك دائما حفنة من السعادة خلف كل حزن، سأبحث عنها وأصنعها من العدم...

في المقهى جلست وطلبت له كوب قهوة يشبهني، كان يقول لي أنتي كالقهوة توقضين مزاجي، وطلبت كوباً لي نظر لي النادل باستغراب لكني لم أهتم...

كيف لأي شخص أن يفهم أنني أنتظر عودة شخص قد رحل، أخرج معه دائماً، وأكتب له رسائل لن تصل أبداً، الخيال يمنح الإنسان جزءاً من حياته المفقودة.

 استلقيت بهدوء على عشب أخضر مبلل أستنشق المطر وأجدد الهواء العتيق العالق منذ زمن ما،  انه أيلول يا حبيبي الغائب الشهر الذي ولدت فيه والتقينا فيه،أنا القوية يا حبيبي يضعفني أيلول ويبكيني أول شتاء في أيلول، أسميتني عروسة أيلول، سأسميك وجع قلبي...

((رجع أيلول، وانت بعيد.. بغيمة حزينة قمرها وحيد..)).

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author