عالجوا قلوبكم قبل فوات الأوان !
نعم كلٌّ منّا يعاني من مرض قلبيّ ، وبمجرّد قرائتك لهذا الكلام سيتبادر إلى ذهنك مرض اعتلال القلب ، أو انسداد الشرايين ، أو أمراض الشريان التاجي ، لكنّ نحن مصابون بأمراض مهلكة أضعاف هذه الأمراض ، ولكن هل تعلم ما هي؟
أعظم ما يصيب القلب هو موته مع أنّه يضخ الدّم ، "موت القلب " وما أكثر القلوب الميّتة ! وأعظم أمراض القلب : الحسد ، والغفلة ، والرّياء ، الشرك و الرذائل ، عدم الإتعاظ ، النّفاق و لهو القلب ، الغلظة ، وغلّ القلب ، وبغض إخوانك المسلمين وكيف هذا وقد قال ﷺ : "ألَا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب "
لو شعرت بنغزة في قلبك ، لن تنام الليالي ولن تبرح حتى تلتقي بعشرات الأطباء والعمليّات وتتعاطى الأدوية حتى تتطمئن أن قلبك معافى ، دعني أخبرك أنّ المرض المادّي للقلب يزيدك أجرا ويرفع درجاتك في الآخرة ، ولو مِتّ منه قد يعدّك الله من الشهداء ، أمّا مرض الفؤاد النفسي فإنه لن يذههب بك إلا في دركات النّار ، فلا تنامنّ الليل إلا وقد عوفيت من الأمراض القلبيّة وأعدك أنك ستنام أجمل لياليك وقلبك معافى من نجاساته ،من بغضاء وحسد ،وكبر ، والغفلة والإعراض عن ذكر الله ،وما أكثر الآيات التي خاطبت القلوب مثل : ( فيطمع الذي في قلبه مرض ) و ( في قلوبهم مرضا ) ولا يسع ذكر عشرات الآيات التي نمر عليها مرّ الكرام ولا نتعظ بها ، فل تبدأ علاجك الآن بالصلاة ومسامحة من آذاك وعفوك عنه ، وتنقيته من كلّ ما يجعله أسودا ، وأهم علاج هو التوبة ! فقد قالﷺ : (إذا أذنب العبدُ، نُكِت في قلبه نكتةٌ سوداءُ، فإن تاب صقل منها، فإن عاد زادت حتى تعظُم في قلبه ) فذلك الرانُ الذي ذكَره الله عز وجلّ في سورة المطففين " كلا بل ران على قلوبهم "
فعالجوا وأحيوا قلوبكم يرحمكم اللّه !.
You must be logged in to post a comment.