أمتى تعود اليّ الحياة ؟
تبادر السؤال الي ذهني و أنا أرتب شعري ، لم يكن لي موعد و لا أحد في إنتظاري على طاولة ما ، لكنّي أتوهم العكس .
منذ تركته و أنا أفتش عن لحن أعزفه بغيابه أو عبق اتطيب رائحته . ها أنا أبحث عن جملة في ذاكرتي له ، عن قصيد أو كلمة غزل و لا أجد . لا ادري أتاه قوله أم غاب حسّي !
أقف يوميا معلقّة بين النسيان و التذكار الخالد و أتمزق بين طيّات الأحاديث التي كان يرمييني بها و كأنّه كان يتوقّع الهجر فأصابني بقبلات لم يفتك بي سمها إلا بعدما افترقنا ، لم أعي بيوم انّ النظرة العاشقة تتحول لسيف ، و الرساءل الغراميّة الي رمح .
كٱمرأة ألغت رجلا متقد العقل ، واثق النفس و عاشق من حياتها ، كنت أنتظر عتابا و كلاما جارحا و نظرات توسّل لم ألق غير الفراغ يحيط بي و نيران الاهمال تتآكلني .
راسلته يوما و تواعدنا ..
أتاني مبكرّا كعادته ، جلست ساكنة أبحث فيه عن أشياء لم أدرك ماهي .. فحدثني و عيناه الموقدة تفتك بأجزائي
لم يسأل عن صحتي بل عن احساسي ، و التزمت الصمت و كأن الثواني تتجمد و الدقائق تحتضر و كنت أنا تائهة بين عيناه و تشقق شفتاه أترجاهما كلمات تروي ظمئي و تشفي ندبات فؤادي .
حدق بي مليّا و حدثني عن حبه و سجنه و انتظاره ، حدثني عن ليله و نهاره و حضوري ، حدثني عن الألم و الذكرى و جمال عيناي .
انزاح تثلج قلبي و أصبت بالحمّى و إعترفت بحبي و أسفي و عذابي ، قصصت له سرّ لوعتي و فراقي ، تنفست قليلا و أزهر قلبي .
نظر إلي بذات اللهفة و أخبرني أنه لا يريدني و قبّل كفّي و انسحب .
You must be logged in to post a comment.